اليمن: قمع للتظاهرات ومواجهات في تعز
صالح يتمسّك بنقل السلطة بــ «الانتخابات فقط»
جنود من القوات المناوئة لنظام صالح وسط العا صمة صنعاء
صنعاء - نبيل سيف الكميم
أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ اشهر في بلاده، امس انه مستعد لعملية انتقالية تنفيذا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي، ولكن عبر اجراء انتخابات.
وقال «نحن تحدثنا عن انتقال سلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع مرارا وتكرارا ونحن اليوم نكرر اننا ملتزمون بالمبادرة الخليجية لتنفيذها كما هي والتوقيع عليها من نائب الرئيس، الذي فوضناه بموجب قرار جمهوري».
واضاف ان «القرار ساري المفعول وهو مفوض لاجراء الحوار والتوقيع على المبادرة وآليتها التنفيذية لإخراج الوطن من المأزق الخطير».
وجاءت تصريحات صالح في خطاب الى الامة بثه التلفزيون اليمني الرسمي، هو الاول منذ عودته المفاجئة الجمعة الى صنعاء بعد غياب استمر اكثر من ثلاثة اشهر تلقى خلالها العلاج في السعودية.
وقال «لنتوجه جميعا نحو الحوار والتفاهم والتبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وانتخابات رئاسية مبكرة، كما جاء في المبادرة الخليجية، لكن اريد انتخابات كاملة رئاسية وبرلمانية ومحلية اذا تم التفاهم حولها».
وكان صالح رفض مرارا التوقيع على المبادرة الخليجية التي وضعتها دول الخليج، وتتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.
وسرت امس اشاعات عن نية الرئيس صالح تسمية رئيس وزراء جديد لحكومته بدلا عن الدكتور علي محمد مجور، الذي تحول اصابته التي تعرض لها في محاولة الاغتيال التي استهدفت صالح في يونيو عن ممارسته مهامه رئيسا للوزراء.
هادي ينفي
في غضون ذلك، نفى نائب الرئيس عبدربه منصور هادي اتهامات رسمية وجهت اليه «بالوقوف خلف مخطط انقلابي ضد صالح كان معدا للتنفيذ قبل عودتة المفاجئة. ونفى مصدر إعلامي في مكتب هادي نفياً قاطعاً ما نشرته وسائل إعلامية ومواقع الكترونية عن إحباط مخطط انقلابي كان يهدف الى إصدار بيان من نائب رئيس الجمهورية لنزع الشرعية عن الرئيس صالح، وقال «إنها مجرد أكاذيب وادعاءات مختلقة لا أساس لها من الصحة مطلقاً، ولا يستند حتى إلى أي معطى».
وعبر المصدر عن استهجانه واستنكاره الشديدين لمثل هذه التناولات غير المسؤولة والهادفة الى تحقيق أغراض رخيصة ودنيئة، لا تخدم الأمن والاستقرار والسعي إلى التهدئة بقدر ما تهدف إلى خلق البلبلة وتحقيق أغراض معادية للأمن والاستقرار في الوطن، محذرا «من استخدام مثل هذه الأساليب الهدامة التي لا تخدم المعارضة ولا السلطة، بل هي معول هدم لأمن واستقرار اليمن ووحدته».
تظاهرات وقتلى
على الصعيد الميداني، لقي شخص مصرعه واصيب عشرة جراء اطلاق قوات الامن اليمنية الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع على مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة التغيير امام جامعة صنعاء عند وصولها الى شارع القيادة وسط العاصمة، يقع فيه مبنى مكتب الرئيس صالح، القائد الاعلى للقوات المسلحة. وفرّقت قوات الامن بالهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع وبالرصاص الحي الآلاف من المشاركين في المسيرة، الذين رددوا هتافات تطالب بتسريع الحسم الثوري لاسقاط نظام صالح ومحاكمته واركان حكمه.
وكان ثلاثة اشخاص قتلوا، بينهم جنديان في اشتباكات وقعت في محافظة تعز بين قبليين مؤيدين للثورة وقوات الامن.
وتواصلت المواجهات بين قوات الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين من انصار المعارضة في مديرية نهم (شمال العاصمة)، حيث افادت مصادر محلية عن مقتل واصابة 8 اشخاص خلال قصف الحرس الجمهوري لعدد من المناطق في المديرية.
من ناحيته، اتهم المجلس الوطني لقوى الثورة الرئيس صالح بالوقوف خلف جرائم قتل المتظاهرين والمعتصمين في الساحات، التي اسفر عنها مقتل 40 واصابة المئات منذ عودته من الرياض الجمعة الماضي.
http://www.arab2.com/akhbar/f/f.html...alqabas.com.kw