قبس عربي
مصير اليمن وشعبه.. آخر ما يهم المجتمع الدولي
كتب نبيل حاوي :
اذا كان الفلسطينيون قد تمكنوا من جعل موضوع «الدولة» قضية اساسية في مداولات المجتمع الدولي (وفي معزل عن المصاعب وعن الفيتو الاميركي)،
واذا كانت «ليبيا ما بعد القذافي» قد احتلت مكانتها في الامم المتحدة (على الرغم من الارباكات الامنية والسياسية المتبقية حتى الساعة)،
واذا كانت الازمة السورية قد لقيت بعض الاهتمام في كلمات قادة الدول، وفي الاجتماعات الجانبية في نيويورك (مع ان قرارا حاسما لم يصدر حتى الان لانهاء القمع ولفتح باب التغيير)،
غير انه، في المقابل، يمكن القول ان المأساة التي يعيشها شعب اليمن لم تأخذ مكانها ــ ولو بقدر ضئيل من الاهمية ــ سواء في الجمعية العامة او ـ من باب اولى ـ امام مجلس الامن الدولي! وها هو الرئيس علي عبد الله صالح يعود فجأة الى صنعاء التي تدكها دباباته ومدافعه ليل نهار. وبعدما توقع بعض المراقبين المتفائلين ان يبادر العائد الى حقن الدماء من خلال التنحي، او، على الاقل، التوقيع الصريح على المبادرة الخليجية المدعومة دوليا.. فقد حصل عكس ذلك تماما:
ــ دعوة «رئاسية» الى السلطة والمعارضة لتحقيق «هدنة كاملة ووقف لإطلاق النار والتوصل الى اتفاق ووفاق بين الأطراف السياسية».
ــ اعلان نائب وزير الإعلام إن «الحديث عن تنحي الرئيس صالح غير وارد، وما هو إلا كلام أطلقته المعارضة». وعاود القول ان عودة صالح أمر طبيعي لأنه رئيس البلاد المنتخب من الشعب!
ــ اكتفاء العديد من القوى الاقليمية والدولية بالصمت او الترقب لمعرفة نتائج اجتماع قيادة الحزب الحاكم، وفي ظل غموض حول الوضع المستجد لنائب الرئيس، عبد ربه منصور هادي، الذي كانت المعارضة قد قبلت تفويض صالح له بالتوقيع على المبادرة الخليجية، ولكن بشرط تنفيذ البنود، وابرزها تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة المعارضة، وانتقال السلطة الى رئيس منتخب خلال اسابيع معدودة.
لن نستبق الامور ولكن، يبدو ان اليمن قادم على مراحل من الكر والفر ونزف متزايد للدماء، لا لشيء إلا لأن القوى الفاعلة في الغرب لا تزال تراهن على بقاء النظام بذريعة مواجهة الارهاب، او الخوف من التقسيم، الخ. وهذا مع العلم بان الحرب الاهلية الناتجة عن القمع وابادة قبائل معارضة وتدمير مدن ثائرة، هي الارضية الملائمة للارهاب..وللتقسيم والشرذمة.
د. نبيل حاوي
http://www.arab2.com/akhbar/f/f.html...alqabas.com.kw