صالح يعود بشكل مفاجئ إلى صنعاء والرياض تقول إنه يعد للانتخابات
صنعاء – وكالات- عاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجمعة الى صنعاء بشكل مفاجئ بعد غياب استمر اكثر من ثلاثة اشهر لتلقي العلاج في السعودية فيما تدور معارك عنيفة بين معارضيه ومناصريه أوقعت أكثر من مئة قتيل منذ الاحد الماضي.
وقال مصدر ملاحي ان صالح وصل الى مطار صنعاء حوالي الساعة 5,00 بالتوقيت المحلي وكان التلفزيون اليمني اعلن عودته المفاجئة. وفور الاعلان عن عودته، بدأ مناصروه اطلاق النار ابتهاجا خصوصا في الشطر الجنوبي من العاصمة الخاضع لسيطرة الجيش. ودعا صالح إلى هدنة كاملة ووقف لإطلاق النار والتوصل لاتفاق ووفاق بين الأطراف السياسية.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن صالح الذي عاد من العاصمة السعودية بعد تلقي العلاج إثر محاولة اغتيال تعرض لها في يونيو الماضي قوله "الحل ليس في فوهات البنادق والمدافع، وإنما بالحوار وحق الدماء". وأضاف الرئيس اليمني "ندعو كافة أطراف العمل السياسي والعسكري والأمني في السلطة والمعارضة إلى هدنة كاملة وإيقاف إطلاق النار تماما بما يتيح العمل لإفساح المجال للتوصل إلى الإتفاق والوفاق بين كل الإطراف السياسية". وشدد على أن "الحل ليس في فوهات البنادق والمدافع، وإنما في الحوار والتفاهم وحقن الدماء وصيانة الأرواح والحفاظ على الأمن والاستقرار ومقدرات ومكاسب الوطن".
من جهتها، بثت وكالة الانباء الرسمية نداء صالح مضيفة انه سيلقي "خطابا مهما للشعب بمناسبة الذكرى التاسعة والاربعين لثورة 26 سبتمبر". ومن المحتمل ان يلقي صالح كلمته غدا الأحد المقبل عشية حلول ذكرى الانقلاب الذي اطاح بآخر أئمة اليمن وأعلن قيام الجممهورية. وقد عاد صالح الذي يتهمه معارضوه بالفساد والمحاباة في وقت مبكر أمس من السعودية حيث تلقى علاجا غداة إصابته في هجوم استهدف قصره الرئاسي في صنعاء في الثالث من يونيو الماضي. من جهة ثانية، ابلغ نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام الحاكم عبد الحفيظ النهاري "ان قرارات تاريخية سيتم إعلانها إثر اجتماع الرئيس صالح مع قيادات الحزب الحاكم".
وقال مصدر سعودي رفيع المستوى ان الرئيس صالح عاد الجمعة الى صنعاء بهدف "الاعداد للانتخابات" و"ترتيب البيت اليمني". واضاف طالبا عدم ذكر اسمه "لقد توجه الى صنعاء لترتيب البيت اليمني والاعداد للانتخابات على ان يغادر بعدها". ورفض المصدر الكشف عن مزيد من التفاصيل. ولم يوضح ما اذا كانت المغادرة تعني السلطة ام اليمن، كما لم يحدد ما اذا كانت الانتخابات رئاسية ام تشريعية أو الاثنين معا. وقال المسؤول رافضا ذكر اسمه ان الرئيس يدعو جميع الفرقاء السياسيين والعسكريين الى وقف للنار". واضاف ان صالح يعتبر انه "لا يوجد حل اخر سوى الحوار والمفاوضات من اجل وقف اراقة الدماء والتوصل الى تسوية".
وكان نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي اعلن الثلاثاء وقفا للنار سرعان ما انهار الاربعاء. بدوره، قال مصدر يمني في السعودية ردا على سؤال حول مغادرة صالح بشكل مفاجئ "لقد طلبت منه إحدى الجهات الذهاب الى صنعاء" مشيرا الى ان طائرة خاصة كانت حطت في مطار الرياض قبل أيام لهذا الغرض. ورفض إعطاء توضيحات حول ذلك. وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بحث مع صالح الاثنين الماضي في الرياض تطورات الاوضاع في البلد المضطرب المجاور للمملكة مؤكدا موقف بلاده "الداعم ليمن موحد آمن ومستقر".
وفي الوقت ذاته، قامت الوحدات العسكرية المؤيدة للرئيس صباح الجمعة بقصف حي الحصبة شمال صنعاء، مقر الزعيم القبلي الشيخ صادق الاحمر بالقذائف والاسلحة الثقيلة، كما دارت مواجهات بين انصار الاحمر ومسلحين تابعين للشيخ صغير بن عزيز المؤيد للرئيس اليمني، وفقا لمصادر قبلية. وقال مصدر من مكتب الاحمر ان أربعة أشخاص قتلوا خلال الليل في حي الحصبة.
كما أعلنت مصادر طبية مقتل شخصين في سقوط قذيفة على ساحة التغيير، معقل حركة الاحتجاجات حيث يعتصم الاف الشبان منذ فبراير الماضي. وافاد شهود عيان ان اشتباكات اندلعت في احياء اخرى من العاصمة ايضا. وبذلك، يرتفع عدد القتلى في صنعاء الى 16 منذ الخميس والى 101 منذ الاحد الماضي، بحسب مصادر طبية والطرفين المتحاربين.
وفي تعز، جنوب غرب صنعاء، قتل شخص وجرح اثنان آخران في سقوط قذيفة على ساحة الحرية واندلع حريق في احد الفنادق، وفقا للمحتجين. وتأتي اعمال العنف هذه قبيل التجمعات المتوقعة للمعارضين والمناصرين بمناسبة صلاة الجمعة. يذكر ان صالح اصيب بجروح في انفجار في مسجد القصر الرئاسي في صنعاء في الثالث من يونيو، وظهر للمرة الاولى عبر شاشة التلفزيون اليمني في السابع من يوليو بحروق في الوجه والضمادات تغطي يديه. وقد اصيب مسؤولون كبار بينهم رئيس الوزراء في الانفجار الذي ادى الى سقوط 11 قتيلا، غالبيتهم من الحرس.
وقد غادر في مطلع اغسطس المستشفى العسكري في الرياض حيث تلقى العلاج وكان يمضي منذ ذلك الحين فترة نقاهة في السعودية. وصالح الذي يتعرض لضغوط قوية اقليمية ودولية يحكم اليمن منذ 33 عاما وقد رفض حتى الان التنحي أو توقيع المبادرة الخليجية. وقد وضعت دول الخليج، القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ يناير، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين. وكان امين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني اعلن اثناء مغادرته اليمن قبل يومين ان الخصوم السياسيين ليسوا مستعدين بعد للتوصل الى اتفاق.
واضاف "حينما تحين الظروف المناسبة ستكون كافة الاطراف مستعدة عندئذ لبذل الجهود المطلوبة للتغلب على التوتر وتحقيق الامن والاستقرار في اليمن". ويواجه صالح انتفاضة شعبية غير مسبوقة منذ يناير اسفر قمعها عن مئات القتلى، وكان فوض نائبه التفاوض مع المعارضة وتوقيع اتفاقية نقل السلطة طبقا لنص المبادرة الخليجية. وتدور الاشتباكات بين وحدات الحرس الجمهوري الذي يقوده ابن الرئيس احمد من جهة، وتلك التي يقودها الاحمر الذي انضم الى الاحتجاجات في مارس الماضي وتتولى فرقته حماية ساحة التغيير.
http://www.arab2.com/akhbar/f/f.html...//www.raya.com