صنعاء تعيش الخوف من الحرب آخر تحديث:الجمعة ,23/09/2011
صنعاء - “الخليج”:
1/1
قبل عدة أشهر، ومنذ بداية اندلاع الثورة في اليمن، كانت هناك مخاوف من استهداف الثوار والمعتصمين الذين يوجدون في ساحة التغيير بصنعاء من قبل قوات الأمن، وكانت مساحة الخوف صغيرة، محصورة في حي الجامعة وبعض المناطق المجاورة لها، وكان البعض يعتقد أن هذه المناطق غير آمنة .
وعندما وقعت مجزرة “جمعة الكرامة” في الثامن عشر من شهر مارس/ آذار الماضي، وتعهد قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر بحماية المعتصمين، اتسعت دائرة المناطق المعرضة للخطر، خاصة تلك التي تقع تحت نفوذ الفرقة، مثل شارع الستين ومذبح والمناطق القريبة من محافظة عمران، إضافة إلى المناطق المحيطة بساحة التغيير .
وبعد إعلان الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر انضمامه هو الآخر إلى الثورة، دخلت منطقة الحصبة والمناطق المحيطة بها دائرة الخطر، وتأكد ذلك بعد المعارك العنيفة التي شهدتها منطقة الحصبة والمحيطة بها في شهر مايو/ أيار، مثل شارع سنهوب والنصر ومباني سبع وزارات والأحياء القريبة من وزارة الداخلية والتجارة والتموين والإدارة المحلية ووكالة سبأ ومقر حزب المؤتمر الشعبي العام .
ولم تمض سوى فترة بسيطة حتى انضمت مناطق أخرى في العاصمة إلى دائرة المناطق المستهدفة، ودخلت في المعارك الأخيرة مناطق كانت بعيدة عن الخوف، فلم تعد منطقة حدة آمنة التي كانت توصف ب”المنطقة الخضراء”، حيث تقع فيها منازل الرئيس صالح ونجله أحمد وكبار القادة المحسوبين على النظام، ولا شارع بغداد، ولا حتى منطقة السبعين، التي يقع فيها دار الرئاسة، وتحولت بعض المناطق إلى “كانتونات مغلقة” .
في الأيام الأخيرة، وبعد المجازر التي ارتكبتها قوات النظام، وأوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى، تحولت صنعاء بأكملها إلى مناطق ملغومة، فقد وصلت نيران المتخاصمين إلى مناطق بعيدة، حتى إلى منطقة مسيك وبعض المناطق في شارع تعز، وقصفت مناطق في شارع هايل والدائري والزبيري، مثل المستشفى الجمهوري وبرج الأطباء، وشركات الاتصالات والبنوك والمباني المرتفعة، مثل عمارة “لا إله إلا الله”، ولم يعد هناك مكان آمن في صنعاء .
وامتد الخوف إلى السكان الذين تقع منازلهم بالقرب من منازل قياديين في المعارضين، مثل اللواء علي محسن الأحمر، وكافة أنجال الشيخ عبدالله الأحمر، حيث صارت تقصف هذه المنازل بين وقت وآخر، بخاصة في الحصبة وحدة، والتي تقع بالقرب من دار الرئاسة .
لم يعد هناك من مكان آمن في صنعاء العاصمة، والحرب لم تبدأ بعد، الخوف هو ألا يكون هناك مكان آمن في كل اليمن، إذا ما دخلت البلد في أجواء حرب أهلية تشمل كل مناطقها .
http://www.arab2.com/akhbar/f/f.html...w.alkhaleej.ae