طريقة النفاق صارت وسيلة معتمدة لجلب المنفعة و المصلحة،
والأدهى أنها صارت إلزالما لطلب الحقوق.
و المشكلة أن مجتمعنا مُسَـيَّـس بطبيعته فصار بيع المواقف السياسية والنفاق السياسي رائجا ، وصار حتى
أصحاب المواقع المتقدمة و صناع القرار منافقين بدرجة إمتياز، و يجمّلونها بمصطلح "دبلوماسيين".
فهم يخاطبون شعوبهم بخطاب ديماغوجي يدغدغ عواطفهم و يشعل ثورة أحلامهم و يداعب أمانيهم ويسقيهم و يطعمهم هواء و هباء، و على النقيض فهم يخاطبون الأحزاب الأخرى بلغة مغايرة و يخاطبون العالم الخارجي و الغربي بلغة التودد و التملق و جلب المصالح و شراؤها بمواقف تنافقهم و تشتري ودهم.
إن الإسلام علم الإنسان و طوره و أخرجه من الظلمات إلى النور و أعطاه مقاليد العزة بالصدق والصراحة
و صلابة الموقف على الحق. و لم يكن في السيرة النبوية أي موقف لمجاملة أو محاباة على حساب الحق والعدل.
حتى في الدعوة للإسلام لم يكن هناك مجاملة لكبراء القوم وأشرافهم، و كان على النبي صلى الله عليه وسلم أن ينحاز للفقراء و الضعفاء و لا يجامل الوجهاء "عبس وتولى أن جاءه الأعمى .."