صالح يفوض نائبه للتوقيع على المبادرة الخليجية
صنعاء – وكالات: أصدر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي يخضع للعلاج في المملكة العربية السعودية، نتيجة إصابته في هجوم استهدف قصره الرئاسي في يونيو الماضي، قراراً بتفويض نائبه عبد ربه منصور هادي، للتوقيع على المبادرة الخليجية، الرامية إلى إنهاء الأزمة السياسية الطاحنة، التي تشهدها الجمهورية اليمنية منذ مطلع العام الجاري.
ويتضمن القرار، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الاثنين، "تفويض نائب رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، بالصلاحيات الدستورية اللازمة، لإجراء حوار مع الأطراف الموقعة على المبادرة، التي قدمتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والاتفاق على آلية مزمنة لتنفيذها، والتوقيع بعد ذلك على المبادرة نيابة عنا."كما يتضمن القرار، الذي يحمل رقم 24 لسنة 2011، "البدء بمتابعة التنفيذ برعاية إقليمية ودولية، وبما يفضي إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، يتفق على موعدها، وتضمن انتقالاً سلمياً وديمقراطياً للسلطة."
وذكر أنه يأتي في إطار "ما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا، وحرصاً على التوصل إلى حل سياسي للأزمة السياسية الراهنة، وبما يحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره وسلمه الاجتماعي."يذكر أن الرئيس اليمني نُقل قبل نحو ثلاثة شهور إلى إحدى المستشفيات بالمملكة العربية السعودية، للعلاج من إصابات بالغة ألمت به نتيجة هجوم صاروخي استهدف مسجد القصر الرئاسي بالعاصمة صنعاء، في يونيو الماضي، حيث يمكث في الرياض منذ ذلك الحين، وسط شكوك تحيط بإمكانية عودته إلى اليمن.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، التقى صالح مع عدد من المسؤولين والقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام، بمقر إقامته بالعاصمة السعودية، وتم خلال اللقاء استعراض الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد، والتطورات الأخيرة على المستويات العربية والدولية إزاء الأزمة الحالية في اليمن.كما تم استعراض بيان مجلس الأمن الدولي، والذي "دعا كافة الأطراف السياسية اليمنية للجلوس على طاولة الحوار ونبذ العنف"، حيث أكد صالح أن "الحل الأمثل للأزمة اليمنية، إنما يأتي من داخل اليمن وبقرار اليمنيين أنفسهم"، بحسب ما نقلت الوكالة الرسمية.
الى ذلك ذكرت صحيفة يمنية مستقلة ان الرئيس علي عبد الله صالح عرض على قيادات من حزبه التقوه في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض تعيين العميد الركن مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية نائبا لرئيس الجمهورية للشؤون العسكرية . ونقلت صحيفة " إيلاف"امس عن مصادر لم تسمها قولها "أن صالح أكد على أن يبقى الفريق عبد ربه منصور هادي نائبا لرئيس الجمهورية للشؤون السياسية، مبديا موافقته على أن يقود هادي حوارا مع المعارضة للاتفاق على آلية تنفيذية للمبادرة الخليجية التي رفض صالح التوقيع عليها مرارا" .
وأضافت الصحيفة إن صالح "طرح الموضوع لقيادات حزبه، ثم لأخذ الموقف القانوني وكيفية تكييفه مع الدستور من قبل وزيري العدل السابقين عبد الله غانم وإسماعيل الوزير والوزير الحالي للشؤون القانونية د. رشاد الرصاص الذين حضروا اللقاء بمعية شخصية قانونية غير يمنية حضرت اللقاء بطلب من الرئيس".
ونقلت عن المصادر ان أحمد عبيد بن دغر الأمين العام المساعد للمؤتمر "فاجأ الرئيس صالح بموقفه المتشدد ضد تعيين مقولة، وانه أكد عدم استبعاده إعلان الفريق عبد ربه منصور هادي الانشقاق عن النظام وانضمامه إلى جانب الثورة ووقوفه إلى جانب اللواء علي محسن الأحمر إذا صدر مثل هذا القرار". ونسبت الصحيفة إلى العميد محمد السميري قوله "ان هذا التعيين لو تم فانه قرع لطبول الحرب ومؤشر حقيقي لحرب أهلية طويلة الأمد ، لاسيما وان العميد مقولة معروف بأنه من العسكريين الأقوياء ، والذي يمكن ان يقوم بأي أعمال غير محسوبة العواقب في سبيل إرضاء الرئيس صالح" .
وكان من المقرر أن يقوم وفد الحزب الحاكم الذي وصل إلى السبت الى السعودية بإقناع صالح بنقل صلاحياته إلى نائبه هادي حسب المبادرة الخليجية التي تنص على تنحي الرئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية يعقبها انتخابات برلمانية ورئاسية. واتهم المجلس الوطني المعارض في اليمن من وصفهم بقايا النظام بدفع الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة الى الإخلال بالأمن في محافظة أبين وغيرها من المحافظات لإجهاض الثورة المطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح.
وقال بيان صادر عن المجلس اثر اجتماع عقده مساء امس الاول إن"بقايا النظام" تقوم "بالدفع بالجماعات المسلحة بصورة متعمدة وواضحة لحرف الأنظار عن زخم الثورة اليمنية المتنامي والمتصاعد". وأضاف البيان ان النظام كان" يسعى لتمديدها (الجماعات المسلحة) لتشمل مناطق أخرى لولا اليقظة التي تحلى بها أبناء الوطن وتحذيراتهم من مغبة العبث بهذه الورقة الخطيرة على أمن وسلامة الوطن والمواطن ".
وكان وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد أعلن في وقت سابق امس ان عدد قتلى المواجهات مع عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين خلال 3 أشهر بلغ 230. وأكد المجلس إدانته لكل أعمال العنف وأنشطة الإرهاب التي استهدفت حياة المدنيين الأبرياء وعطلت جهود التنمية في الوطن، معلناً تسمية يوم الجمعة المقبل باسم "جمعة مكافحة الإرهاب".
http://www.raya.com/site/topics/arti...2&parent_id=21