عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-11, 06:54 PM   #13
حسين بن طاهر السعدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2011-07-31
المشاركات: 3,801
افتراضي

كلاً يغني على ليلاه !!

الأحد , 11 سبتمبر, 2011

بقلم : ثابت العيسائي


انها نشوة النصر على حد زعمهم علي محسن الأحمر يهنىء من صنعاء عقب انسحاب المسلحين (المزعومين من تنظيم القاعدة ) ودخول قوات الجيش والتحامها باللواء 25 المحاصر منذ قرابة أربعة أشهر , والرئيس صالح يبعث برقية شكر لقوات الجيش وعلى رأسهم عبد ربه منصور هادي كما يشيد بالدعم اللوجستي المباشر والغير مباشر من قبل واشنطن والرياض .
انها السياسة ومن غيرها فكل حزب بما لديهم فرحون , هذا يهنئ وينفي حق الطرف الثاني بالاشتراك فيها بينما هذا ينقل التهاني ويصف بشكل عام الأوفياء من عدن وأبين ولحج وكأن كل شيء بيده وليس خارجاً عنها .
سبحان الله ! أليس من باب الأولى أن ينقلوا التعازي للشعب خاصة وأن القتلى الى الآن لا يعرف عددهم من الثلاثة الأطراف جيش , قاعدة , مواطنين , وكما أن عدد النازحين فاق كل الأرقام وقد وصل الى 100 ألف أو يزيدون , فهل من حقهم غناء النصر أو أنشاد الحزن ؟ مع أن كل طرف يغني على ليلاه وكل طرف يرى نفسه بأنه هو المنتصر وهذا يعتبر أهم نصر له على الأرض منذ اندلاع الثورة .
اننا يا سادة اليوم أمام حرب ضروس تأكل الحرث والنسل تدمر كل شيء جميل ، أبين اليوم وعاصمتها مدينة شبه خالية مدينة تكاد تبكي على أطلال امرؤ القيس وملوك كندة فمن يعيد اليها ما لحق بها؟ ومن يعيد الى أولئك الذين انتشروا في الأرض ليبحثوا لهم عن ملجأ بعدما ضاقت بهم الأرض بما رحبت من جراء سياسة دولة فاشلة كل همها هو نقل المعارك وترحيلها وتدويل الأزمات ودعمها وجعل خيار أنا ومن ورائي الطوفان في قمة حساباتها .
هؤلاء الذين يبحثون عن ملجأ لهم اليوم بيوتهم دمرت والمنازل هدت على قاطنيها ومن نجى منهم فهم في وادي الخراب أو حارة الضياع يبحث عن شيء يسد به رمقه أو خيمة تئوويه أو من له قلب رحيم ينجية ! ولكن كلا أنها الحرب الضروس وسياسة الجهل والتضييع والبحث عن الذات في ظل مد وجز من هنا وهناك ووحدة قضت على كل شيء جميل في أبين خاصة وفي الجنوب بشكل عام .

اليوم أبين تنزف تبكي تتألم تتمنى من أهل القلوب الرحيمة أن يعيدوا لها ابتسامتها الضائعة لتكتسي بساتينها بحبات القرنفل والفلفل وتكتسي بساتينها بعناقيد الموز وحبات الباباي .
زنجبار أصبحت مدينة خالية الا من الدخلاء والذين ليس لهم فيها لا جمل ولا ناقة وليس لهم فيها سوى القيام بالدور البطولي فقط والتمثيل الواقع على الأرض بينما أهلها وسكانها يعتصرون الأرض شبراً شبراً ويفترشون العراء باحثين عن بقعة أرض تحميهم من ظلم السلطة وجور الحكام ومفتعلي الأزمات .

اننا اليوم أمام واقع مخزي وسياسة فاحشة البغي أطهر منها , ولكن من باب سد الذرائع هو تصدير القاعدة وربطها بالحراك حتى لا يكون هناك حق ظل ينشده ويتغزل به أهل الجنوب لاستعادته وجعله في محل خبر كان وأخواتها وسد كل الطرقات التي تؤدي الى العاصمة عدن .
على الرغم من اختلافهم واختناقهم من بعضهم البعض رأيناهم كيف يتغزلون بنصرهم في أبين ورأيناهم كيف أجمعوا سحرهم ثم كادونا وانقلبوا بنصر واهم الى عز ظنوا أنهم صانعيه وجعله هو نقطة اتفاقهم الوحيدة فهل لنا من العبرة يا أخوة ؟ والحليم من تكفيه الأشارة.

صدى عدن
حسين بن طاهر السعدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس