مع الاحترام للأخ السعيدي وحقه في الاجتهاد ، فأن ما اجتهد به ليست رؤية سياسية تعتمد على التحليل العلمي والموضوعي للمشكلة التي يعيشها الجنوبيين مع أنفسهم ، ولعل المتتبع لمدرسة السياسة ،يجد أن ما تم كتابته ليست رؤية بل أفكار كثيرة مبعثرة ومتناقضة ، هدفها إيجاد أرضية للتوافق ، ولكنها تنسف وتدك بعضها وتضيف للحالة القائمة مزيدا من التمزق ، وكأن في الأمر تقسيم لمغنم بين قوى سياسية وهمية وبنى تقليدية مندثرة ومكونات حراك مبعثرة وقيادات بالية فاشلة ، يتلمس الطريق على بصيص من نور في ظلام دامس أحكمت حلقاته، بعجز سياسي وتنظيمي مستحكم وسيطرة عقلية رعوية جاهلة ، فالوجود والهوية الوطنية الجنوبية تنخر وتقتل في الصميم من هواة الزعامة والتفرد وجهلة القوم صناع النكبات المميتة، الذين بأنانيتهم ورعونتهم يسوقون شعبهم إلى نكبة جديدة محققه لن يكون بعدها أي خلاص. وعموما فأن الية العمل لا تسبق الرؤية ولكنها تتبعها ولا يمكن ان تكون هناك ألية لرؤية لم يتم الاتفاق عليها .والله من وراء القصد
|