عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-04, 01:33 PM   #9
طائر الاشجان
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 695
افتراضي

سيدي د. سعيد الجريري ..

بادئ ذي بدء دعني أتحفظ على لفظي " شمال " و " جنوب " اللذين تكرر ورودهما في مقالتكم العصماء ، فهذا توصيف للجمهورية العربية اليمنية والجنوب العربي بكونهما كياناً واحداً واختزال هذا التوصيف إلى مجرد شمال وجنوب ، والذهاب إلى حيث أراد لنا المحتل حينما سوّق لهذا المفهوم المغلوط جغرافياً وتاريخياً ، ، وفي ذلك جرت سجالات مستفيضة ، دحضت مقولة أن الإستعمار البريطاني شطّر اليمن ونحن إنما نعيد توحيده ، بنفس اللعبة الرخيصة التي بدأها الحزب الإشتراكي ، وكان اليمنيون يصمون أسماعهم ولا يأبهون لها - وهم محقّون فهي محض فريّة - ومن هنا لا يمكن تمرير هذه السقطة لكاتب وقف بنا عند لفظ " إشراك " ليبين موقعه من " الشراكة " ، وأسهب في تعريف " الطبطبة " و " والقبقبة " فمن باب أولى الإشارة إلى أن ألجنوب العربي ليس " جنوب اليمن " وأن الشمال والجنوب وجهان لعملة زائفة تم تداولها لأهداف راودت أهواء الساسة ، وفرضت على الجنوبيين أن يدفعوا ثمن ذلك باهضاً ، وما يزالون يدفعون .

فيما يتعلق بثورة الشباب المطالب بإسقاط النظام ، دعني أوضح مسألة في غاية الأهمية : التركيبة المجتمعية لليمن نحن نعرف طبيعتها ، ونعرف تماماً أن النظام الجمهوري لم يغير شيئاً يُذكر في هذه التركيبة ، بل زاد العرف القبلي تكريساً ، حتى أصبح ولاء الفرد لعشيرته أكثر من ولائه للنظام ، وتحول رئيس الجمهورية إلى شيخ المشائخ في الباطن ، وممول رئيسي للشيوخ وأفراد القبائل المنضوية تحت لوائهم ، وقد كان عام 1990م نقطة تحول في حياة الناس ، ليس بفضل الوحدة كمشروع لأن هذا المشروع لم يلتزم منهاجاً بقدر ما التفت إلى خيرات الجنوب وكيفية استثمارها لمنفعته الخاصة ، ولكن الإختلاط المجتمعي هو الذي أتى بثماره ، والتقاء أجيال الجنوب مع نظرائهم في اليمن هو ما فتح شهية الكثيرين لمزيد من المعرفة والإطلاع على مفاهيم جديدة ظلت غائبة عن محيطهم اليمني عقوداً طويلة ، وكان لجلسات القات دوراً في إفساح المجال لبلورة تلك المفاهيم ، في ظاهرة ثقافية لم يعهدها إخوتنا في اليمن ، ذلك كله مكن من إيجاد التربة الخصبة التي أنبتت أيديولوجية مغايرة للموروث في الشكل والمضمون ، ويعترف الكثير من الشباب في ساحات التغيير بحقيقة تأثرهم بشباب جنوبيين ، يقول أحدهم عبر قناة "سهيل " الفضائية : إن الشهيد ( صالح فدعق ) هو من أوجد لدي القناعة بالنزول إلى الساحة ، وأنا تعلمت منه الكثير ، فلقد كان وكان ... ( ثم ينخرط في البكاء ) هذه حالة جسدتها قناة " سهيل " بهدف إبراز صورة التآخي بين الشعبين ، ومبلغ العاطفة التي تجمع بينهما ، وهي محاولة ساذجة إذا ما عرفنا أنها تهدف في المحصلة إلى إحكام رباط الإحتلال ، لأن الشعب بطبيعته متآخٍ بحكم الجوار وما يترتب عليه ، حتى قبل أن تحل بنا كارثة الوحدة .

وأختم بعبارتين : الأولى شكر للدكتور سعيد الجريري ، لما تفضل به من توضيح سلط الضوء على جوانب مهمة من قضيتنا في عيون الأقلام اليمنية ، والثانية تنويه لا بد من الإشارة إليه ، وهو أن حبر تلك الأقلام التي لا تنتمي إلى الجنوب العربي ، هي محل شك وريبة ، وهي لا تكتب حباً في سواد أعين الجنوبيين ، ولكنها بالضرورة تتلمس مصالحها الشخصية والوطنية على المدى البعيد عبر ما تسطره في الصحف أو ما تقوله شفاهة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة .

تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ

التعديل الأخير تم بواسطة طائر الاشجان ; 2011-09-04 الساعة 01:45 PM
طائر الاشجان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس