اشتباكات عنيفة بين الجيش و”القاعدة” في زنجبار ومحيطها
مجاميع قبلية وانتشار مسلح في محيط ساحة التغيير بصنعاء آخر تحديث:الأحد ,04/09/2011
صنعاء - عادل الصلوي:
1/1
تصاعدت حدة التوجسات في أوساط سكان حي “الحصبة” الوقعة في شمال العاصمة صنعاء، من تجدد وشيك للمواجهات المسلحة بين القوات الحكومية وأتباع زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، إثر وصول مجاميع عسكرية وقبلية مكثفة أول أمس ومبادرتها بالتمركز في الشوارع الرئيسة والفرعية والأحياء المأهولة بالسكان، بالترافق مع انتشار لافت لمسلحين يرتدون زياً مدنياً من أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في مناطق متفرقة ومحيطة بساحة التغيير بصنعاء .
وأغلقت المحال والمعارض التجارية في شارع “مازدا وعمران وحي سوق الرشيد” بحي الحصبة أبوابها في وقت مبكر من مساء الجمعة بعد وصول أعداد إضافية من رجال القبائل المسلحين التابعين لزعيم قبيلة حاشد للالتحاق بآخرين يتمركزون في مواقع متفرقة بهذه الشوارع والأحياء المتفرعة منها، بالتزامن مع استئناف العديد من هؤلاء عمليات حفر الخنادق وإنشاء المتاريس الترابية في مناطق جديدة، الأمر الذي تسبب في إثارة حالة من الهلع العام في أوساط أصحاب المحال والمعارض التجارية وسكان الأحياء الداخلية مثل حي سنهوب وجامع النصر الذين بادر العديد منهم إلى إخلاء منازلهم والتوجه إلى مناطق أخرى بالعاصمة وخارجها تحسباً لاندلاع وشيك لشرارة الحرب بين القوات الحكومية وأتباع الشيخ الأحمر .
وتزامن التوسع في انتشار أتباع الشيخ الأحمر بشوارع وأحياء مديرية الحصبة، مع تعزيز القوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح تواجدها في المنشآت والمقار الحكومية كافة الكائنة بشارع جامعة الدول العربية، والتي لاتزال في معظمها متأثرة من تداعيات الحرب الأخيرة، ولم تعاود ممارسة أنشطتها الرسمية، بسبب تعذر عمليات الإصلاح والترميم للأضرار العمرانية التي لحقت بهذه المنشآت نتيجة الظروف الأمنية غير المواتية التي لا تزال تسيطر على الأوضاع في حي الحصبة .
من جهة أخرى دشن عدد من رؤساء الممثليات الدبلوماسية الغربية بصنعاء مساعي وتحركات مكثفة لإقناع القيادات الأمنية والعسكرية للقوات الحكومية والقوات المنشقة عن النظام، بوقف التصعيد الميداني والالتزام بالتهدئة والحد من التوسع في انتشار المجاميع العسكرية تجنباً لتصادم مسلح قد يشعل فتيل الحرب الأهلية المحتملة .
وأكدت مصادر مطلعة ل”الخليج” أن رؤساء الدبلوماسيات الغربية، من بينهم السفير الأمريكي ورئيس مكتب المفوضية الأوربية بصنعاء وسفراء عدد من الدول الأوربية دشنوا مساعيهم بعقد لقاء منفرد مع النجل الأكبر للرئيس صالح قائد الحرس الجمهوري العميد أحمد علي عبدالله صالح خلص إلى إقناعه بالالتزام بالتهدئة وضبط النفس والإسهام بنزع فتيل التوتر القائم والمتصاعد بين قوات الحرس الجمهوري وقوات اللواء الأول مدرع المنشقة عن النظام نتيجة توسع كلا الطرفين في مناطق تقع تحت السيطرة والإشراف الميداني الآخر .
وأشارت المصادر إلى أن السفراء الغربيين بادروا إلى إجراء اتصالات مباشرة ومماثلة مع قائد المنطقة الشمالية والغربية اللواء الأحمر لحثه على المبادرة في الإسهام باستعادة العاصمة صنعاء لأجواء التهدئة التي كانت سائدة منذ شهر يونيو المنصرم، منوهة إلى أن هذه الاتصالات أسفرت عن قيام اللواء الأحمر بسحب مجاميع عسكرية تابعة لقوات اللواء الأول مدرع من مناطق تمركز مستحدثة بمحيط مستشفى الكويت التعليمي لتجنب مواجهات كانت وشيكة مع القوات الحكومية المرابطة في مناطق تمركز مقابلة .
من جهة أخرى، استمرت الاشتباكات العنيفة في منطقة زنجبار والمناطق المحيطة بها في محافظة أبين، شرقي مدينة عدن، كبرى مدن جنوبي اليمن، بين قوات الجيش ومسلحي تنظيم القاعدة، حيث أسفرت الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين في منطقة الكود عن سقوط العشرات من المسلحين خلال اليومين الماضيين .
وأكدت مصادر محلية في أبين أن مسلحي القاعدة، وبعد تكبدهم لخسائر في المواجهات مع قوات الجيش التي بدأت تستعيد السيطرة على المناطق المحيطة بزنجبار لجأت إلى الاحتماء في منازل المواطنين بالكود والهرب من المدينة، مشيرة إلى أنه شوهد على وجوه المسلحين الإرهاق والهزيمة عند اقتحامهم لمنازل المواطنين، إضافة إلى قيامهم بقلع الإسفلت بجانب مزرعة عمر علي بن المسمير والكود، وزرع ألغام في حالة دخول الجيش إلى مدينة الكود، وأكدت المصادر أن المسلحين طردوا حراس مزرعة المشهور بالكود ووضعوا مدفعاً فيها ومدفعاً آخر في المقبرة .
وأشارت المصادر إلى أن الألوية التي تواجه المسلحين تقوم بعملية تمشيط لمدينة الكود من الجهة الجنوبية الشرقية واللواء الآخر المرابط في منطقة الخاملة، يتأهب لدخول منطقة المسيمير والالتفاف على المسلحين من جميع الاتجاهات، مؤكدة أنه أثناء عملية التمشيط عثرت الألوية على كميات كبيرة من الأسلحة التابعة للمسلحين مخزونة في مسجد العبيدة، مدخل مدينة الكود .
وأكدت المصادر أن اللواء “25” ميكا قصف بالمدفعية بشكل عنيف منطقة باجدار بمحبط زنجبار ومنطقة عمودية بين جعار وزنجبار مع توجيه إنذار لساكني باجدار بضرورة إخلاء مساكنهم حتى يتسنى للواء “25” الدخول إلى مدينة زنجبار وتطهيرها من المسلحين
http://www.alkhaleej.ae/portal/c4d5b...ceeed647e.aspx