عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-02, 02:31 AM   #3
الوليدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-02
الدولة: الجنوب العربي - ابين
المشاركات: 4,524
افتراضي

أيهما دمر الدولة والجيش بالجنوب..علي ناصر أم علي البيض

بقلم /الشيخ عبدالسلام بن عاطف جابر / 2/9/2011م

نقل لي أحد الأصدقاء ممن حضر مؤتمر القاهرة الذي دعا له الرئيسان السابقان علي ناصر و العطاس , و قال لي : إنَّ الرئيس السابق علي ناصر في أحد الحوارات الجانبية على هامش المؤتمر قال ( إنَّنا لم ننتصر على الشماليين في حرب 1972بسبب قوتنا . و لكن انتصرنا عليهم لأنَّنا كنَّا ننادي بالوحدة اليمنية , و كان الكثير من الشماليين يقاتلون معنا , وهو كذلك سبب انتصارهم في حرب 1994 , حيث رفعوا شعار الوحدة اليمنية , و الكثير من الجنوبيين قاتلوا معهم ) انتهى كلام الرئيس السابق .
هل نرتجي من هذا الرجل خير
و من وجهة نظري هذا غير صحيح . فأنا أعتقد أن انتصار الجنوب في حربي 1972 , 1979 سببه الرئيسي كان وحدة الشعب الجنوبي بكل مكوناته , القيادة السياسية و الجيش و السياسيون و المفكرون و كل مكونات الشعب الجنوبي .

حيث قاتل الجيش النظامي في حرب 1972 بكامل قوته , فلم يكن قد أقصي منه إلاَّ عدد يسير من كبار الضباط , و حرب 1979 لم نصل إليها إلاَّ و قد تم تعويض كل من تم إقصائهم من ضباط و صف ضباط و جنود محترفين . و بالمقابل في حرب 1994 كان الجيش قد دُمَّر أكثر من 50 % من قوته مقارنة بعام 1979 , كما أنه انقسم نصفين أحدهما مع الحزب و الأخر مع الشماليين . و تعيين قيادات عسكرية فاشلة من ضباط المخلى (ضباط الانتماء الحزبي و المناطقي بدون تأهيل عسكري) في قيادة جيش الحزب , و مثَّل أدائهم منتهى الغباء العسكري , و هذا السبب هو الذي يدفع كل الضباط المحترفين و القادة الأكاديميين اليوم إلى رفض قيادة البيض للشعب الجنوبي , و يفضلون الرئيس العطاس أو الاعتكاف في البيوت أو حتى البقاء في السلطة على أن يتبعوا الرئيس البيض مرةً أخرى .

و على صعيد الجيش الاحتياطي أو لنقل قبائل الجنوب أو ما كان يسمى في الجنوب بالمليشيا الشعبية , فقد كان لهم دور بارز و مفصلي في حربي 1972 و 1979 , و كانت المليشيا هي سلاح المشاة الضارب الذي أكتسح المحافظات الشمالية . بينما في حرب 1994 لم يكن له أي دور و لا يتجاوز من قاتل إلى جانب الحزب ما نسبته 5 % من قوة المليشيا الفعلية , و من شارك إلى جانب الشماليين كانوا أكثر بكثير ممن شارك إلى جانب الحزب .

أما الجبهة الداخلية بكافة مكوناتها فقد كانت في حربي 1972 و 1979 على مستوى الحدث , فكانت على أعلى درجات التفاعل و المشاركة و المساندة للمقاتلين في الجبهات , و لم يكن أحداً ينتظر نداءً أو مناشدة أو تعبئة عامة . أمَّا في حرب 1994 فقد كانت الجبهة الداخلية الجنوبية في أعلى درجات التخلخل و التشرذم , و كان الرافضون للحزب أغلبية ساحقة , و كان الصامتون الذين التزموا الحياد أغلب الرافضين للحزب , و من وقف إلى جانب الشماليين أكثر من مناصري الحزب . و على الجانب الشمالي كان الشعب الشمالي ملتفاً حول قيادته و جيشه في كل الحروب .

و هنا علينا أن نجيب على سؤال مهم جداً , بكل حيادية و صدق , من الذي تسبب في تدمير كيان الدولة الجنوبية , حتى نقلها من مركز القوة و النصر إلى مركز الضعف و الهزيمة و الاحتلال في حرب 1994 , و من الذي أوصل الجنوبيين إلى هذا التمزق و التشرذم ؟؟

و الجواب من وجهة نظري : أن سبب كل ذلك هي الطبقة السياسية التي استلمت إدارة الجنوب منذ الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 و حتى اليوم , فهم من عمل على تدمير الجيش الجنوبي الذي تأسس قبل أكثر من 100 عام , و اهلكوا التعايش الجنوبي و أبدلوه بعداوة و بغضاء مناطقية , لم تكن موجودة قبل وصولهم إلى السلطة .

و أشهر رجالات هذه الطبقة السياسية الرئيس علي ناصر و الرئيس علي البيض . فالأول خطط لتدمير كيان الدولة الجنوبية و الجيش , و له مقولة مشهورة , قالها للرئيس علي صالح عندما أبلغه , أنَّ من شروط البيض لإتمام الوحدة , مغادرته لليمن , فرد الرئيس علي ناصر قائلاً : (هل تجازيني بالطرد من البلاد بعد أن قضيت لك على كل معارضين الوحدة , و أنهيت الجيش , و أوصلت السلطة إلى أضعف صورة , تجعلهم يقبلون بكل ما تفرضه عليهم , و مهدت لك الطريق لتحقيق الوحدة) , و قد كان ذلك واقعاً , فقبلت السلطة في الجنوب كل ما فُرض عليها .

أما مساهمة الرئيس البيض القاتلة في الهزيمة , فتمثلت في رفض عودة الجنوبيين إلى الجنوب مرتين . الأولى في عام 1990 قبل إعلان الوحدة , و الثانية في نهاية عام 1993 عندما عرضوا العودة و الاستعداد للدفاع عن الجنوب على أساس أن الحرب على الأبواب , فكان الرد عليهم : يمكنكم العودة كمواطنين , و ممنوع العمل في الحكومة , و خصوصاً الجيش , و لا تعويض و لا مساكن , ما دفعهم ليكونوا في الطرف الآخر لاستعادة حقوقهم الشخصية و استعادة وطنهم بالطريقة التي ارتأوها.

و هنا يمكننا القول : أنَّ حرب 1994 كانت حرب الحزب الاشتراكي و ليست حرب الجنوب , و هو من خسر الحرب و ليس الجنوب . و القول أن حرب 1994 كانت هزيمة للجنوب , لأنه تخلى عن الوحدة اليمنية , تزييف للحقائق , و تظليل للشعب الجنوبي , و تحطيم لمعنويات شعب بكاملة , و على الجنوبيين الأيمان أن النصر في حربي 1972 و 1979 و ما سبقتهما من حروب , كان بالوحدة الجنوبية و الجنوبيين , و ليس بالوحدة اليمنية و الشماليين .
انتهى ,,,,,,,,,,,,,,,,
عبد السلام بن عاطف
3 شوال 1432
2 سبتمبر 2011
__________________
عذرآ ياوطني فالداء فيك من بعض ابنائك ..
فـ المثقفين فيك شوربه وماء وخل ولله يامحسنين ^_^

خضر محمد الوليدي

التعديل الأخير تم بواسطة الوليدي ; 2011-09-02 الساعة 02:39 AM
الوليدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس