قلم من شبوة : اوسان الخليفي يرد على نقاط منير الماوري ردا قويا
http://goo.gl/BlIiv
وداعاً يا منير الماوري ..
أوسان الخليفي
الجمعة 26 أغسطس 2011 04:28 مساءً
لقد عشت مع مقالات الأستاذ الماوري السابقة كل التفاصيل وكأني بالماوري يكتب ما في الضمير وينشره ، كنا ننتظر انا وزملائي لمقالاته على أحر من الجمر لأنها كانت تفوح حساً وطنياً مسئولا صادقاً وحريصاً على الوطن ووحدته ومكتسباته ، و لأن الماوري كان يكتب هموماً يمنية حقيقية وصادقة ولكن الماوري لم يكتب في مقاله الأخير(انسحاب من مسؤولية إسقاط النظام) هماً يمنياً وطنياً مشتركاً وإنما كتب هماً شمالياً متشنجاً خالصاً. بدا الماوري متشنجاً جداً على غير عادته في الكتابة ، لا أدري هل كارزيما التمثيل والعمل السياسي تتطلب مثل هذا التشنج؟! أم أن رفض الجنوبيين جعل أعضاء المجلس يتخبطون ويتصرفون بشكل هستيري؟! ، وقبلها مقال لمنى صفوان وللنائب العمراني وبدا لي أن هناك سوء فهم بإدراك وبقصد منهم للقضية الجنوبية من أساسه وأن هناك أيضاً حملة إعلامية يقودها الجناح الإعلامي في المجلس الوطني الانتقالي المشكل على الأعضاء الجنوبيين (الرافضين) لشكل للمجلس الانتقالي . على أي حال ما أريد أن أعقب عليه هو النموذج الثالث المذكور في مقال الماوري لأنه الوحيد الذي يعنينا كجنوبيين يحملون قضية وطن وهوية .
أولاً: ينقل ويعجب الماوري بمنى صفوان حين قالت أن أسوا ما في فكرة المناصفة هو توقيتها وأنها أوحت بنوايا مبيته لإعادة النظر في مشروع الوحدة ، ويتساءل كيف يمكننا أن نجمع بين المناصفة وبين المواطنة المتساوية؟ ، هنا سوء فهم من الماوري أولاً لثورة الجنوبيين ثم لقضيتهم ثانياً وثالثاً لمبدأ وأساس تشكيل المجلس ، فإخواننا الشماليين يريدون أن يلزمونا بأجندة ثورتهم التي قامو بها في 2011م ويصرون أنهم لا يرون لقضية الجنوب من حلول إلا التي يطرحونها ويجعلون من قضية الجنوب وأجندتها أمراً هامشياً وهي التي اعترف الكل بأنها غرة الربيع العربي وشرارة الثورات الأولى ، فهل جائز أخلاقياً وثورياً أن تفرض ثورة على ثورة أخرى أجندتها وأهدافها مع التباين الواضح بينهما؟ أما عن توقيت فكرة المناصفة والرفض للمجلس فهذا لا يؤثر أبدا على المجلس لأن توقيت تشكيل المجلس نفسه غير عملي وغير فعّال ، فأسوا ما في مجلسكم هو توقيته ، لماذا اخذ إعلان مجلسكم الانتقالي كل هذا الوقت في حين إن المجلس الانتقالي الليبي تشكل بعد 10 أيام فقط من ثورة الشعب الليبي ؟! ، ولماذا تشكل مباشرة بعد خطاب الحرب الذي أصدره الرئيس من الرياض؟!، وأما سوء فهم الماوري لمبدأ وأساس تشكيل المجلس فهو واضح وجلي بإدعائه أنه مبني على المواطنة المتساوية وأن المناصفة التي طالب بها بعض الجنوبيين هداهم الله (وحدها) هي التي تتنافى مع المواطنة المتساوية ، فهل من المواطنة المتساوية أن يمثل 3 أفراد من عائلة واحدة و أبناء رجل وحد ما نسبته أكثر من 2% من أعضاء المجلس الانتقالي؟! ، أي أن صادق وحميد وحمير أبناء الشيخ عبدالله الأحمر الواردة أسمائهم في المجلس الانتقالي يعدلون أكثر من 500 ألف مواطن يمني أي ما يعادل ربع سكان تعز أو إب اكبر محافظتين يمنيتين من حيث عدد السكان؟! ألم تشعر كرامتك يا ماوري بالإهانة؟ أم أنه الرأي الخامس من الفساد الوحدوي المشروع الذي ذكرته أنت في مقالك (الفساد الوحدوي) ، من الواضح انك جداً بعيد عن المشاركة في صنع القرار في تشكيل المجلس وان دورك هو المرافعة والترويج لهذا المجلس.
ثانياً: لا أعتقد أن هناك في اليمن رجلاً عاقلاً يعتقد أن مطالبة الجنوبيين (بالمناصفة) والتي سأسميها (الشراكة) لأن الجنوبيين شركاء في الوحدة وليسو طلاب غنيمة يطالبون فيها بالنصف أقول لا يوجد رجلاً عاقلاً يعتقد أن الجنوبيين عندما يطلبون الشراكة المتساوية في المجلس الانتقالي يدفعهم سبب (الثروة) الذي ساقه الماوري في مقاله وأن الثروة مقابل السكان ، ألا تعلم لماذا طلب الجنوبيين الشراكة في المجلس؟! إنه فقط للاعتراف العملي بالقضية الجنوبية وإظهار للنية الصادقة في العمل على حلها وفقاً لوثيقة الوحدة نفسها و وثيقة العهد والاتفاق والحلول التي يطرحها الجنوبيين لقضيتهم ، إن أول فكرة تقفز لأذهانكم عندما يذكر الجنوب هي (الثروة) لذلك اختزل الماوري سبب مطالبة الجنوبيين بالشراكة هو سعيهم خلف الثروة ، الجنوبيون يا سيد ماوري يطلبون ما هو اكبر من الثروة والمال التي شغلتكم ليلاً نهاراً وجعلتكم تظنون أنها من أولوياتنا كما هي من أولوياتكم ، الجنوبيون يطلبون ما هو أكبر من ذلك يطلبون وطنهم المسلوب منهم و هويتهم التي تحاولون طمسها.
ثالثاً: يصر الماوري في مقاله أن الثروة هي ما يحرك الجنوبيين قادة وشعباً ويقول إنها متركزة في شبوة وحضرموت ومأرب وان أبناء هذه المحافظات ابدوا حماساً منقطع النظير للمجلس الوطني ولا أدري على أي أساس أدعى هذا؟! هل تعلم يا ماوري إن أكبر مظاهرات للحراك تحتضنها حضرموت؟ وأن أكبر قاعدة شعبية للحراك هي حضرموت؟ ألم ترى بأم عينك النشاط الحراكي الكبير في حضرموت وطرد الشماليين من مديريات حضرموت؟! ألا ترى إن كل مكونات الحراك الجنوبي يصيبها الخمول من وقت لآخر إلا في محافظة حضرموت النشطة على الدوام؟ ألا تعلم أن باعوم والبيض والعطاس من حضرموت وهم ثلاثة من أصل أربعة قادة للجنوب في الوقت الحالي؟ هل تعلم يا ماوري إنه منذ أن وجد الحراك الجنوبي لم تقم مظاهرة في عتق عاصمة شبوة إلا قبل شهر واحد فقط بعد توسع دائرة القبول بالحراك وقنوط الأهالي منكم ومن وعودكم؟! شبوة المغدورة التي كانت بوابة القوات الشرعية وأهلها الذين كانوا في الخط الأول للنار دفاعاً عن الوحدة هم اليوم أنصاراً للحراك أكثر من أي وقتاً مضى ، ألا تعلم ان شباب الثورة في محافظة شبوة هم أول من رفع من الجنوبيين مطلب الشراكة المتساوية بين الجنوب والشمال في تشكيل المجلس الانتقالي؟! ألم تقرأ يا ماوري بيان شباب الثورة في محافظة شبوة ورفضهم لمجلسكم الوطني؟! ، لماذا هذه المغالطة يا أ.منير ونحن من كنا نرى فيك الشفافية والمصداقية؟!
رابعاً: مرةً أخرى لا ينفك منير الماوري يردد أن الثروة هي سبب المطالبة بالشراكة في المجلس ويقول إن الرفض كان جزئي من أبناء محافظة لحج وأبين والضالع وتلك المحافظات من أفقر المحافظات ويتهمهم بالأنانية وأنهم سلموا ثلثي اليمن إلى عصابات علي صالح ومهدي مقولة ، دعني أخبرك في الجزئية الأولى يا أ.منير أنه قد كان غيرك أشطر وأقوى ، وقد كان حسك الصحفي التحليلي أفضل وأدق بكثير من حسك السياسي السلطوي اللئيم ، قد حاول أناس قبلك كثر شق الصف الجنوبي بكل ما أوتوا من قوة عسكرية وإعلامية وسياسية ولكنهم فشلوا لأن ما يجمع الجنوبيين أكثر من ما يفرقهم ، وأما الجزئية الثانية فثلثي اليمن وأكثر يا ماوري مع علي محسن وليس مع علي صالح ، لم يبقى مع علي صالح إلا ميدان السبعين والمسافة بينه وبين القصر الرئاسي وأجزاء من المنطقة العسكرية الجنوبية وبعض من ألوية الحرس الجمهوري التي لا يستطيع أن يحركها خطوة واحدة، فهناك أربع مناطق عسكرية من أصل خمس أعلنت ولائها لعلي محسن وهم على استعداد لسحق الثوار وصادق وحميد والماوري متى ما أراد علي محسن ذلك.
خامساً: الجنوبيين لا يحملون أي أجندة مخفية فلا تطالبهم بالصراحة وطالب ضميرك أن ينصف صاحبه و وطنه ، وعليك فقط أن تعيد قراءة بيان القاهرة الذي ذكر إن الفيدرالية هي الحد الأدنى من المطالب الجنوبية وبيان بروكسل الذي ذكر إن فك الارتباط هو الهدف الرئيسي الذي يسعى إليه الشعب الجنوبي وأن الشعب الجنوبي هو وهو وحده من يملك الحق في اختيار ما يريد من حلول وهو وحده من يقرر مصيره وليس الشماليين ولا مجلسهم الانتقالي ولا الماوري ولا منى صفوان.
سادساً: نقل الأستاذ الماوري على لسان أحد قادة الثوار أن الشماليين مستعدين للتضيحة بالثورة من أجل الوحدة وليسو مستعدين للتضحية بالوحدة من أجل الثورة وهذا استفزاز لمشاعر ذوي الشهداء قبل أن يعني شيئاً للجنوبيين ، دعني أقول لك يا ماوري إن الشعب الجنوبي ثار على الظلم والاستبداد في حين كان قادة ثورتكم يتلقون الهبات والرواتب من نظام علي صالح وقد كنتم فريقاً واحداً ولم يتردد الجنوبيين ولو للحظة واحدة في الإفصاح عن مطالبهم غير آبهين بتهديدات وأفعال النظام ، واعلموا إنكم لن تكونوا أرحم بالجنوبيين من علي صالح ولن تكونوا أقوى من علي صالح ونظامه فالجنوبيين لم يعولوا يوماً من الأيام عليكم بقدر ما عولوا واعتمدوا على أنفسهم ، كنا قبل ثورتكم صفاً واحداً وكان حراكنا في أوج عطائه فإن شئتم تراجعوا عن ثورتكم واعتذروا لعلي صالح عن إحراقكم له وانسوا شهداء جمعة الكرامة وشهداء أرحب وتعز و إب واعترفوا بعلي رئيساً ابد الدهر وابنه احمد نائباً له من بعده لأنه قد يصحو من غفلته من بقي من الجنوبيين يتأمل خيراً في أهل الشمال.
أخيراً: إن المناصفة و الشراكة في المجلس الوطني المعلن من المشترك هو خطر أكبر على القضية الجنوبية ولو كان في مجلسكم رجل سياسي محنك لأعطى الجنوبيين ما يريدون من تمثيل لأن المجلس الانتقالي نفسه قائم على أساس (السلطة و المعارضة والثورة اليمنية الواحدة) وهذا دفن لمفهوم القضية الجنوبية الحقيقي المنطلق من أساس الدولتين الشمال والجنوب والهويتين الشمالية والجنوبية ، لذلك مجلسكم ما هو إلا تحالف لمواجهة الحرب القادمة وقد تم استغلالك يا أ. منير أسوأ استغلال فوداعاً للمحبة التي كنا نكنها لك و وداعاً لك.