الطغاة جبناء * رشيد حسن
لا نريد أن نغرق في سيكولوجية الحكام الطغاة، الدكتاتوريين، الذين لا يعرفون سوى القمع والظلم والاضطهاد، وهو ما فطروا عليه ، ولكن لا بأس من التذكير بأن الطغاة دائما جبناء...كانوا كذلك بشهادة التاريخ، ولا يزالون ليومنا هذا ، بشهادة ما حدث في تونس ومصر وليبيا...الخ ، فلو توقفنا عند شخصية العقيد القذافي، لوجدنا أن من يدعي أنه ثائر، مفطور على الشجاعة، تربى في البادية والخيمة، هو ليس كذلك، بل ثبت وخلال الساعات الماضية ، أنه جبان رعديد، يختبئ في جحورالعزيزية ، وينتقل من نفق الى نفق،ومن قاعة محصنة الى أخرى.
لو صدق العقيد بانه رجل ثائر ، لقاد بنفسه قواته المرابطة في باب العزيزية ، وهي قطعا قوات مجحفلة، مجهزة بأحدث الأسلحة ، وتصدى بشجاعة للثوار ،الذين دخلوا طرابلس بدون ان يجدوا مقاومة تذكر ، كما توقعوا وتوقع العالم، رافضا الانزواء تحت الارض طلبا للسلامة.
ثوار ليبيا ليسوا جرذانا، كما وصفهم القذافي ، بل الجرذان هو من رضي بالاختباء والتخفي ، ولم يجرؤ حتى اللحظة الخروج، لمواجهة أعدائه.
أليس الأولى بمن يدعو الشعب الليبي الى حمل لسلاح والخروج الى الشوارع والميادين العامة ، لمحاربة "الخونة" كما يصفهم ، اليس حريا به أن يكون في مقدمة صفوف الشعب ، يقود معركته المصيرية؟؟.
الثوار الحقيقيون لا يختبئون، فجيفارا المثل الاعلى لثوار العالم، تصدى وعدد قليل من الثوار ، لمجموعة كبيرة من الجنود الاميركيين وحلفائهم ، ولم يهرب ، وقاتل حتى سقط في محراب الحرية، ضاربا المثل في الشجاعة والجسارة.
أبوجهاد ، رفض الاستسلام، وقاتل بمسدسه حتى استشهد، وزرع الصهاينة في جسده الطاهر اكثر من 80 رصاصة، ما يؤكد حجم حقدهم عليه.
الشجاعة والتضحية، من أهم صفات القيادة الحقيقية، وليس ترديد الشعارات الفارغة، والتي اصبحت مادة للتندر في الشارع العربي" سنحررها مدينة مدينة ،حيا حيا، شارعا شارعا ، زنقة زنقة ، فردا فردا" ولم تعد تنطلي على الشعب الليبي ، الذي عانى من أبشع صنوف القهر والظلم، لأكثر من اربعة عقود ونيف.
وفي هذا السياق، فلم يكن ابن علي ومبارك، باشجع من صديقهما القذافي، بل في طليعة الجبناء، فما ان دوى صوت الشعب التونسي في قصر قرطاج، حتى ولى ابن علي هاربا ، لا يلوي وزوجته ، الا على جمع الذهب والمجوهرات، وركوب أول طائرة وجدها في المطار ، ليبدأ بمناشدة اصدقائه العرب وفي الغرب، طالبا السماح لطائرته بالهبوط ، ومن ناحية أخرى فمن سمع مبارك الطاغية ، وهو يرد على سؤال القاضي "حاضر افندم"، يجد أن من حكم مصر كفرعون، و"انا ربكم الاعلى"، هو في الواقع اكثر ضعفا وهشاشة من اي متهم في مصر ..!!
لا نريد أن نطيل ، ولكن لا بأس من ربط الحاضر بالماضي ، مذكرين بالطاغية ،الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي ضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق ، وصلب عبدالله بن الزبير عليها، كان جبانا رعديدا ، اذ هرب في معركة مع الخوارج ، قادتها"غزالة"زوجة القائد، قطري بن الفجاءة، واختبأ الحجاج في بيوت البصرة ، وفي هذا تقول ام البنين زوجة الخليفة الوليد شعرا، معرضة به ، بعد أن سعى للايقاع بينها وبين الخليفة.
هلا برزت الى غزالة في الوغى بل كان لبك في جناحي طائر
أسد علي وفي الحروب نعامة فتخاء تهرب من صفير الصافر.
باختصار... الثورات العربية لم تكسر حاجزي الخوف والصمت فقط، بل كشفت عن معدن الحكام الطغاة
http://www.addustour.com/ViewTopic.a...4_id350804.htm