2011-08-21, 07:07 PM
|
#1
|
قلـــــم ماســــي
تاريخ التسجيل: 2007-11-08
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 11,938
|
صيف 94
صيف 94
الأحد 21 أغسطس 2011 05:13 مساءً
ياسر عبدالباقي
الظلام أيضا سبب في ارتجافي ..
القذائف تسقط من السماء كالمطر .
المكان لا يعرف الهدوء .. الدخان يحجب عني الرؤية .
إحدى القذائف سقطت بالقرب منا .
تحركنا إلى الأمام بدبابتنا ، تركت ماسورة الدبابة مصوبة إلى الخلف .
توقفنا خلف عربة محترقة بما فيها .
التفت إلي سائق الدبابة ..
صاح :
ـ أدر مدفعك إلى الأمام .
كنت أنظر إليه في هلع .
صرخة صوته بقى محصوراً في غرفة الدبابة :
ـ ألا ترى ؟! عربة العدو أمامنا !
"العدو !! أي عدو؟" فكرت في نفسي ..
قلت في هلع :
ـ لا أقدر .. أنا خائف .
ـ جباااان !
حدق بي بقسوة .. لم تكن أكثر قسوة من الحرب . تراخت عينياه ..
وتراخى صوته :
ـ أيها المجند .. آمرك بترك مكانك .
صوته الهادئ لا يناسب هذا المكان العنيف .
تركت مكاني على الفور فرحاً بالحياة .
وكان ينتظره الموت.
رحت أركض .. أنا أركض وقلبي يركض . كل ما حولي يركض .
تعثرت كثيراً بالجثث والجرحى .
السماء لم تتوقف عن إسقاط قذائفها .
أحدهم ناداني . مجند بترت ساقه ويده اليمنى :
ـ ساعدني !
ـ ماذا أفعل ؟
ـ اقتلني .
ـ لا أقدر .
ـ أعطني سلاحاً .
ـ لا أستطيع !
ـ جبااان .
تركته ..
وصوته الأليم يلاحقني .
أيتها الحرب ماذا فعلت بنا ..
لم جعلت منا قساة ووحوشاً .
توقفت عن الركض ومازال صدري وقلبي يركضان .
بعثرت عينيَّ في ذعر حول المكان ..
لقد دمر المعسكر تماماً ، الجثث والمصابون في كل مكان .
توقفت السماء عن قذف قنابلها ..
صرخت في هلع :
ـ لاااا.. !
ـ مازلت هنا !
نظرت إليه في ببلاهة .
جندي لا أعرفه .
قال أيضاً :
ـ أهرب .. إنهم يقتحمون المعسكر بأعداد كبيرة كالجراد .
هززت رأسي بالنفي .
ـ سيقتلونك ..
ـ قدماي مجمدتان .. لا أقدر على الركض ... أنا خائف .
تركني .
أحاطت بي عربات مجنزرة عدة .
وجنود ليس من معسكرنا ..
تقدم أحدهم .
سقطت على ركبتيّ ورحت أبكي .
قال بصوت قاطع وحازم :
ـ لا تبكِ .. لن نؤذيك... ستعود غداً إلى بيتك .
*عن رواية زهافار
__________________
لك العليا يا وطني بعزتك عزتي تزداد

بدمي افدي ترابك ولايوصى عليك اوغاد
|
|
|