تغيرت ملامح التاريخ البشري المعاصر تغيرا جذريا نتيجة الثورات العارمة والمعارك والانتفاضات المتواصلة للجماهير الثورية في سبيل انتصار المثل العليا والعدالة الاجتماعية والتخلص من الأنظمة الاستغلالية والقهر القومي والاجتماعي.
حيث سلكت كثير من البلدان في جميع أنحاء المعمورة بعد تخلصها من ربقه الاستعمار والاضطهاد - ( طريق التحرر والتقدم الاجتماعي الوطني وكانت الجنوب العربي من بين هذه البلدان الذي سلكت مسلك الحرية والتقدم الاجتماعي).
ومما لا شك فيه إن هذا الطريق مصحوب بالمخاطر والمصاعب والمشاق نتيجة عدم رضى قوى العالم القديم , قوى الشر , قوى العدوان و التأمر ( وخير دليل لهذه الهمجية النظام الحاكم في صنعاء وما يعملوه من جرائم حرب في الجنوب).
وسعيه بشتى الوسائل والسبل لحرمان الشعوب التواقة للحرية والتقدم والعدالة من مكتسباتها الثورية الديمقراطية والحيلولة دون ترسيخ النظام الاجتماعي الجديد والعادل في مثل هذه البلدان.
إن سير التطور التاريخي معقد ومتناقض ,فالجديد يولد ويرسخ أقدامه في صراع طاحن مع القديم الذي يحاول الصمود والحفاظ على كيانه بكل الوسائل حيث تسعى الأوساط الامبريالية و الرجعية وكل قوى الأعداء في معسكر الثورة المضادة إلى محاولة إيقاف عملية سير التطور التاريخي المتنامي مهما كلف الأمر.....
وتتبع في ذلك أساليب الابتزاز والتهديد ,وتعتمد إلى التخريب وفرض المجاعات والحصار الاقتصادي , وللجوء إلى الإرهاب الدولي والاعتداءات والتدخلات العسكرية السافرة و لمباشره ,وما حدث في العديد من بقاع العالم ومن بينها(بنما)و (غرينادا) وفلسطين والعراق وغيرها من الدول وما يحدث أيضا في الجنوب العربي من هذا النظام الفاشي المستبد تحت مسمى حماية الوحدة الوطنية المزعوم ةبين اليمن والجنوب وما يعمله النظام صنعاء من قمع الحراك السلمي في الجنوب وقتل الأبرياء تحت مسمى الخيانة و الإرهاب ونهب الثروات في الجنوب وتهجير أبناء الجنوب ومحاربة الشباب عن طريق البطالة .
ولكي نتعلم من هذه الدروس التي تؤكد بأن الثورة هي السبيل إلى الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية والحفاظ على السيادة لكل بلد ,يتحتم عليها أن تحسن وتجيد الدفاع عن نفسها بقوة السلاح وبتعزيز قدراتها الدفاعية .
وتستدعي الضرورة التاريخية من الجماهير الشعبية الثورية التي تمحض نضالها عن استلامها مقاليد وزمام الحكم ,وشروعها بإعادة ترتيب وبناء البنى الهيكلية للمجتمع على أساس العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية بين جميع أفراد المجتمع , أن تمتلك أفراد وجماعات مسلحة قوية مقتدرة قادرة على خوض الأعمال القتالية الدفاعية المسلحة العادلة في مختلف الظروف وفي أي مكان وزمان في سبيل تامين غايتهم المنشودة ,وضمان توفير أجواء الاستقرار لاستمرارية العمل السلمي لمواطني بلدانهم وإذا لم تأخذ هذه البلدان كل هذه المبادئ والأسس في حسبانها ,
سيكون مصيرها التهاوي والاضمحلال ,أو الوقوع مرة أخرى في أحابيل وسيطرة الاستعمار الجديد .
بقلم / اسد عدن - عدن