عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-16, 12:34 AM   #116
اسد الشرق الخليفي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-28
المشاركات: 704
افتراضي



بقلم الاخرين


للاطلاع وبدون تعليق




في منتصف عام 1963م بدأ ضغط القوى الملكية يزداد على الثورة في الشمال بينما القوى السياسية الجنوبية لم تستطع التوصل إلى إيجاد إطار سياسي جبهوي قادر على تخفيف الضغط على الثورة عندما يتطلب الأمر ذلك، فعقد في منتصف شهر يونيو 1963م اجتماع بين أبناء الجنوب والشمال في منزل القاضي عبدالرحمن الإرياني “الكائن أمام القصر الجمهوري”، ضم من الجانب الشمالي : عبدالرحمن الإرياني ومحمد محمود الزبيري ومن الجانب الجنوبي ناصر علوي السقاف وعبدالله محمد المجعلي وبخيت مليط الحميد وأحمد بن نمير العولقي.

كانت وجهة نظر الجانب الشمالي أنّه من أجل تخفيف الضغط على الثورة لابد من فتح جبهة قتالية في عمق أراضي الجنوب، فوافق الجانب الجنوبي على الفكرة، ولهذا عقد اجتماع آخر في اليوم التالي في منزل عبدالحافظ قائد في القاع بصنعاء، خاص بالجانب الجنوبي وقرروا فيه تشكيل لجنة اتصال مهمتها الإعداد والتهيئة للثورة في الجنوب، مكوَّنة من 12 شخصاً (6) ممثلين لحركة القوميين العرب و(6) ممثلين لتشكيل “القبائل” هم التالية أسماؤهم :

1- ناصر علوي السقاف.

2 - عبدالله محمد المجعلي.

3 - علي أحمد السلامي.

4 - عوض الحامد.

5 - عبدالحافظ قائد.

6 - سلطان أحمد عمر.

ونجد أنّ كل المراجع، عندما تتحدث عن تأسيس الجبهة القومية، تقول إنّه تمّ تشكيل قيادة الجبهة القومية من 12 شخصاً (6 ممثلين لحركة القوميين العرب و6 ممثلين لتشكيل القبائل)، ولكنها لم تورد هذه الأسماء مطلقاً، غير أنّه من المؤكد أنّ هذه المعلومات غير دقيقة وخالية من الصحة، فالمجموعة المكونة من 12 شخصاً هي لجنة اتصال للإعداد والتهيئة للثورة وليست قيادة للجبهة القومية وقد أوردنا أسماء المجموعة آنفاً.

ويعود السبب في تحديد ممثلي كل طرف إلى أنّ حركة القوميين العرب كان أعضاؤها سريين، ولا تسمح قيادة الحركة بالكشف عن أعضائها وتحبذ إبلاغهم عبر أطرهم الحزبية، ومع ذلك نجد كثيراً من أعضائها، أحياناً، ينتمون إلى تشكيلات أخرى، وكان الهدف من ذلك ضمان نشاطهم في تلك الأحزاب وكأنّهم ينتمون إليها، وليس لهم عَلاقة بحركة القوميين العرب، وبالتالي السيطرة عليها.

وفي هذه الفترة كانت حركة القوميين العرب قد بدأت تتحسن عَلاقتها مع القيادة المصرية وتحصلت على الضوء الأخضر بالسماح لفرعها في اليمن بالتقرب من القيادات العسكرية المصرية في صنعاء، فبعد الاجتماع الذي تمّ على إثره تشكيل لجنة الاتصال للإعداد والتهيئة للثورة في الجنوب نزلت بعض المجاميع إلى تعز وشكلت قيادة لتنظيم التعاون مع المخابرات المصرية للإعداد للثورة وفتح جبهات قتال في الجنوب، كان مقرها في تعز دار الضيافة (فرع وزارة المالية حالياً) تكونت من 11 شخصاً وهم :

1 - سالم زين محمد.

2 - جعفر علي عوض.

3 - طه أحمد مقبل.

4 - علي أحمد السلامي.

5 - عوض الحامد.

6 - ناصر علوي السقاف.

7 - عبدالله محمد المجعلي.

8 - صالح أحمد المجعلي.

9 - بخيت مليط الحميدي.

10 - محمد علي الصماتي.

11 - ثابت علي المنصوري.

ونجد هنا أنّ قحطان محمد الشعبي لم يظهر اسمه في كل اللجان باعتباره رئيساً لمصلحة أبناء الجنوب وممثلاً لكل التيارات السياسية أمام السلطة في صنعاء، ولكنه في الحقيقة كان المحرك الأساسي للنشاطات في صنعاء وتعز.

وفي نهاية شهر يوليو 1963م تقريباً عقد المؤتمر القومي لحركة القوميين العرب في بيروت حضره ممثلو الحركة في شطري اليمن، ولأنّ فيصل عبداللطيف الشعبي، الذي كان رئيساً لفرع الحركة في الجنوب، كان يعمل سكرتيراً لوزير التجارة في حكومة اتحاد الجنوب العربي هذا الوضع الوظيفي جعله لا يستطيع الخروج من عدن لسرية نشاطه الحزبي، فقد مثل فرع الجنوب في هذا الاجتماع الإخوة قحطان محمد الشعبي وعلي أحمد السلامي وناصر علوي السقاف وجعفر علي عوض، وخلال أعمال الاجتماع التقى الوفد اليمني بقيادة حركة القوميين العرب التي اقتنعت بعدم جدوى النضال السياسي السلمي ضد المستعمر في الجنوب، الذي كان يتبناه بعض القياديين في الحركة في تلك الفترة واعتبر الكفاح المسلح الوسيلة الفاعلة لطرد المستعمر البريطاني.

وفي مطلع شهر أغسطس 1963م عاد ممثلو حركة القوميين العرب فرع الجنوب إلى تعز وبدأ التشاور لتشكيل جبهة للكفاح المسلح، فحصلت الجبهة على التسمية (الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل)، وتشكلت من سبعة تنظيمات، وعقد الاجتماع في 19 أغسطس 1963م في تعز حضره بعض قيادات تلك التنظيمات بينما البعض الآخر حضر ممثلون عنهم فقط، فكانت تلك التنظيمات المكوّنة للجبهة القومية وقياداتها حينها (بعض تلك القيادات لم تحضر):

1 - حركة القوميين العرب - فيصل عبداللطيف الشعبي.

2 - الجبهة الناصرية - أبوبكر شفيق.

3 - جمعية الإصلاح اليافعية - عبدالله حسين المسعدي وسالم عبده عبدالله اليافعي.

4 - القطاع السري للضباط الأحرار - محمد علي الصامتي وبخيت مليط الحميدي.

5 - تشكيل القبائل - ناصر علوي السقاف وعبدالله محمد المجعلي.

6 - المنظمة الثورية لأحرار جنوب اليمن المحتل - عبدالله مطلق صالح.

7 - الجبهة الوطنية - حسين عبده عبدالله وعبدالقادر أمين.

وهنا نود أن نوضح أنّ كثيراً من المراجع تشير إلى أنّه عند عقد الاجتماع التأسيسي للجبهة القومية، تمّ انتخاب قيادة لها، والحقيقة أنّه لم يتم تحديد المسؤوليات القيادية للجبهة القومية إلا في عام 1964م عندما حددت لها مهمات عبارة عن مكاتب للشؤون العسكرية والتنظيمية والمالية.. الخ. وكانت قيادة الجبهة القومية، قبل ذلك التشكيل، تتمثل في الزعيم قحطان محمد الشعبي وينوبه ناصر علوي السقاف.


عندما كانت مجاميع المتطوعين للدفاع عن ثورة سبتمبر، من أبناء الجنوب، تقاتل في المناطق الشمالية أصدرت بريطانيا قانوناً يحرم ذهاب أبناء الجنوب للدفاع عن ثورة سبتمبر كما نص القانون على أنّ على كل العائدين من الشمال أن يقوموا بتسليم أسلحتهم وما لديهم من ذخائر وقنابل ودفع ضمانة قدرها خمسمائة شلن (درهم) وعندما عادت بعض المجاميع من الشمال إلى مناطقها قدمت ضمانات بعدم العودة بواسطة السلطات المحلية.
مجموعة الثائر راجح بن غالب لبوزة، التي كانت تتأهب للعودة إلى ردفان، بعد مشاركتها في الدفاع عن ثورة سبتمبر، لعدة أشهر، ناقشت معها القيادات الجنوبية والشمالية أسلوب التصرف مع القانون البريطاني، فكان رد أبناء ردفان بأنّهم لم يسلموا أسلحتهم لبريطانيا، وأنّهم عازمون على مواجهة السلطات البريطانية، في حالة تطبيق هذا القانون عليهم وقد سبق وأن ذكرنا آنفاً بأنّ تشكيل القبائل قد أُعلن في بيان 5 يونيو (1963م) عزمه على تفجير الثورة المسلحة ضد المستعمر البريطاني.


عند خروج مجموعة الثائر لبوزة من صنعاء كانت طريق عودتهم (صنعاء - إب - قعطبة - الضالع - حالمين - ردفان) وأثناء مرورهم بمدينة إب التقى لبوزة المقدم أحمد بن أحمد الكبسي قائد اللواء، الذي كانت تربطه بـ “لبوزة” عَلاقات وثيقة جمعتهم فيها أعمالهم القتالية في جبهة المحابشة، فطلب الكبسي من لبوزة دراسة الأجواء في ردفان للقيام بالثورة مؤكداً استعداده لدعم تفجير الثورة، بعد أن يتم الإعداد لها وتنظيم الجماهير في ردفان، حتى تصبح الظروف مهيأة من الجوانب كافة، كما شرح له بأنّ الأوضاع في الشمال لا زالت غير مستقرة، واقترح الكبسي على لبوزة أن نتيجة لعدم وجود السلاح في ردفان، بإمكانه تجهيز مجاميع جديدة للمشاركة في الدفاع عن ثورة سبتمبر من جهة وتدريبها وتسليحها وإعادتها إلى ردفان كقوةٍ مدربة على القتال.
عادت المجموعة إلى ردفان نهاية شهر أغسطس 1963م فاستقبلتها الجماهير في كل المناطق التي كانت تمر فيها.
ومن أجل إخضاع هذه المجموعة وجهت السلطات البريطانية، بعدم عودتهم بأيام إنذارات شفهية تطلب منهم تسليم أنفسهم مع أسلحتهم ودفع غرامة مالية تقدر بخمسمائة شلن (درهم) على كل فرد، مع وضع ضمانات بعدم عودتهم إلى الشمال مرةً أخرى، إلا أنّ إنذاراتها لم تلقَ استجابة.
لهذا وجه الضابط السياسي البريطاني في الحبيلين (ميلن) خطاباً كتابياً، باسمه وباسم نائب المشيخة في ردفان محمود حسن علي لخرم إلى راجح بن غالب لبوزة ورفاقه جاء فيه :
إلى حضرة الشيخ راجح غالب لبوزة ورفاقه العائدين من الجمهورية العربية اليمنية
السلام عليكم
وبعد : لقد تلقينا نبأ وصولكم من الجمهورية العربية اليمنية إلى وطنكم الجنوب العربي بين أهلكم في ردفان وأنتم تحملون الأسلحة والقنابل وعليه فإنّه يتوجب عليكم الحضور إلى عاصمة ردفان (الحبيلين) ومقابلة الضابط البريطاني، المسؤول السياسي البريطاني والنائب محمود حسن علي للتفاهم معكم وبحوزتكم الأسلحة والقنابل مع خمسمائة شلن (درهم) ضمانة بعدم عودتكم إلى اليمن، وأنّ حكومتكم حكومة اتحاد الجنوب العربي سوف تضمن بقاءكم، ما لم فإنّكم سوف تنالون العقاب الشديد من حكومة بريطانيا وحكومتكم حكومة اتحاد الجنوب العربي.
والسلام عليكم
المستر ميلن
إلى حضرة الضابط السياسي البريطاني المرابط في الحبيلين
النائب محمد حسن علي
نائب مشيخة القطيبي
16 / 9 / 1963م


بعد استلام لبوزة للإنذار البريطاني دعا رفاقه والمواطنين إلى اجتماع في قرية تتوسط قرى ردفان وأطلعهم على محتوى الإنذار وطلب منهم رأيهم في الرد على بريطانيا، فكان رد الجميع بعدم الاستسلام. وتمّ تشكيل لجنة من أربعة أشخاص لكتابة الرد على بريطانيا. ولأنّ لبوزة لم يكن يجيد القراءة والكتابة فقد كتب الرد أكثر من أربع مرات من قبل شخص آخر وجاء فيها :
إلى حضرة الضابط السياسي البريطاني المرابط في الحبيلين والنائب محمود حسن علي نائب مشيخة القطيبي :
لقد استلمنا رسالتكم الموجهة إلينا بخصوص عودتنا من الجمهورية العربية اليمنية التي تضمنت تسليم أسلحتنا وكل ما بحوزتنا من قنابل وغرامة خمسمائة شلن وضمانة بعدم عودتنا إلى اليمن وتسليم ذلك إلى حكومتنا حكومة الاتحاد.
نحن نعتبر حكومتنا هي الجمهورية العربية اليمنية وليس حكومة الاتحاد ونحن غير مستعدين لكل ما في رسالتكم ونعتبر حدودنا من الجبهة وما فوق، وأي تحرك لكم من تجاوز حدودنا فنحن مستعدون لمواجهتكم بكل إمكاناتنا ولا تلوموا إلا أنفسكم.
والسلام ختام
الشيخ راجح بن غالب لبوزة
عن مجموعة العائدين إلى ردفان
من الجمهورية العربية اليمنية
28 / 9 / 1963م
وقبل أن يُغلق المظروف الذي وُضع فيه الرد أخرج لبوزة طلقة رصاص (عيلمان) من حزامه ووضعها داخل المظروف فكان ذلك تحدياً فسره كل طرف حسب فهمه وأهدافه.
لم تتبع السلطات البريطانية الرد المباشر على رد الثوار، ولكنها استخدمت الأساليب الاستخبارية، وفي يوم 13 أكتوبر 1963م، خرجت دورية استطلاعية بريطانية من الحبيلين وقامت باختطاف أحد رفاق لبوزة من إحدى المزارع، فتم إبلاغ لبوزة بالواقعة فتحرك من منزله الذي كان يبعد عن الحبيلين حوالي 25 كم، الساعة الثالثة عصراً والتحقت به المجاميع أثناء مروره في القرى المؤدية إلى الحبيلين.
وعند وصوله إلى جبل البدوي الذي يبعد عن الحبيلين حوالي خمسة كيلو مترات، الساعة الثامنة مساءً، بغرض التحضير للهجوم على مركز القيادة البريطانية، في تلك اللحظة وصله بلاغ أنّ القوات البريطانية سوف تتقدم في اليوم التالي إلى وادي (المصراح) الواقع أسفل الجبل فقرر أن تكون المواجهة في الوادي.
القوات البريطانية تمّ تحريكها من الضالع مساء ذلك اليوم ووصلت الحبيلين في منتصف الليل، وفي الساعة الثامنة صباحاً وصلت القوات البريطانية إلى وادي (المصراح) بقوام كتيبة معززة بسرية دبابات صلاح الدين وبطارية مدفعية، وفي تلك اللحظة كان لبوزة قد وزع المقاتلين الذين وصل عددهم حوالي 70 مقاتلاً إلى أربع مجموعات، بالتتالي، منها مجموعتان في عمق الوادي ومجموعتان في باطن الجبل، فدارت معركة ابتداءً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثانية بعد الظهر، وفي أثناء سير المعركة كانت القوات البريطانية قد حصلت على معلومات عن الموقع الذي يتواجد فيه لبوزة فعمدت إلى قصفه بشكل مركز بواسطة المدفعية الثقيلة، وفي الساعة الحادية عشرة والنصف ظهراً أُصيب لبوزة بشظية اخترقت جسده وتوفي على إثرها مباشرة.
صحيح أنّ يوم 14 أكتوبر 1963م لم يكن يوماً قد حدد مسبقاً بأنّه يوم الثورة، لكن تفجير الثورة كان قد تم الاتفاق عليه، وهذا ما أكده المناضل الراحل ناصر علوي السقاف، الذي كان حينها نائب قحطان محمد الشعبي بقوله “عاد راجح بن غالب لبوزة من الجبهة” جبهات الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر ومعه 100 مقاتل، وقد سمع بقانون حكومة الاتحاد، وبعد التشاور مع القيادة والحكومة من شماليين وجنوبيين أعلن أنّه سيعود وسيقاوم إذا تطلب الأمر ذلك.. أخذنا وعد لبوزة بعين الاعتبار، المهم عاد الرجال إلى ردفان وطالبوهم بتسليم السلاح فرفضوا فنشب القتال.
في اليوم الثاني لاستشهاد المناضل لبوزة أي في 15 أكتوبر 1963م قام المناضل صالح علي الغزالي بتحرير رسالة إلى المقدم أحمد الكبسي قائد لواء إب حملها إليه الأخ صالح أحمد حسين البكري أبلغه فيها نبأ استشهاد راجح بن غالب لبوزة وما تعرضت له قبائل ردفان من اعتداء بريطاني غاشم وطلب منه إبلاغ قحطان الشعبي وقيادة الجمهورية في صنعاء بذلك.
بعد مرور ثلاثة أيام من استشهاد لبوزة أي في يوم 17 أكتوبر 1963م أصدرت وزارة الإرشاد القومي والإعلام في حكومة اتحاد الجنوب العربي بياناً أُذيع من إذاعة عدن بأنّ فرقة مؤلفة من الجيش والحرس الاتحادي تعرضت لنيران فريقين من رجال العصابات كانوا يطلقون النار من مراكز تقع في الجانب الجبلي ويتألف الفريقان من ثمانية وثلاثين رجلاً على التوالي وكان هؤلاء بقيادة قائد رجل العصابات الرجعي المفسد من جبل ردفان راجح غالب لبوزة الذي عاد مؤخراً من اليمن، يحمل أسلحة وقنابل يدوية وألغاماً يحاول إشاعة الإرهاب في المنطقة، ولم يصمد أتباع اللص لبوزة أمام القوات الاتحادية المدربة تدريباً عالياً، التي أرغمتهم على الفرار رغم تحصينات رجال العصابات في مراكزهم وقد خسر رجال العصابات اثنين منهم، كان أحدهما راجح لبوزة نفسه، بينما أُصيب أربعة آخرون ولم تـُصب القوات الاتحادية بأي خسائر.
كانت بريطانيا تعتبر من يخرج عن طاعتها إرهابياً، لهذا نجد كل بياناتها التي صدرت بمناسبات عدة وخاصة في عمليات قتالية وقعت بين قواتها والثوار، تصف المقاتل اليمني بأبشع الصفات بغرض تشويه الحقائق أمام الرأي العام المحلي، وفي هذا البيان ما يدل على ذلك، ليس فقط في تشويه المناضلين من أبناء ردفان وقائدهم راجح غالب لبوزة، وإنّما في ذكر عدد الضحايا من الطرفين، ففي هذا اليوم قالت بأنّ الثوار خسروا اثنين من بينهما راجح لبوزة نفسه، والحقيقة أنّه استشهد من الثوار لبوزة فقط، وقالت في بيانها إنّه أُصيب أربعة منهم شخص واحد بجراح وهو سعيد العنبوب، الذي كان يُقاتل إلى جانب لبوزة في موقع واحد، كما أنّها لم تعترف بخسائرها، لكن شهود عيان من أبناء المنطقة شاهدوا بأم أعينهم بعد انتهاء المعركة، في الساعة الثانية بعد ظهر يوم 14 أكتوبر 1963م، الدماء النازفة في المواقع التي كانت تتمركز بها القوات البريطانية.
بعد مرور ستة أيام على إذاعة البيان البريطاني، من إذاعة عدن ومرور تسعة أيام على استشهاد الثائر راجح غالب لبوزة، أصدرت قيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل في 23 / 10 / 1963م بياناً أعلنت فيه استشهاد لبوزة مؤكدةً عزمها على مواصلة مسيرة الكفاح المسلح، التي بدأها لبوزة ورفاقه، وتوعدت القوات البريطانية بزيادة مسيرة القتال حتى تحرير الوطن المحتل، واعتبرت لبوزة قائداً من قادتها المتفردين بالشجاعة والرجولة والقدرة القيادية.. وقد عملت الجبهة القومية على توزيع بيانها على وسائل الإعلام العربية وفي مقدمتها إذاعة صنعاء التي أذاعت البيان نصاً في تاريخ 26 / 10 / 1963م.
اسد الشرق الخليفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس