[السفير الحميري]

لازال قـــدمـــاً لـــلــرجــال يــهــذب

لا تــأمــن الــدهــر الــصـروف فـإنه
مـــرت يـــذلُ لـــهـــا الأعـز الأنجـبُ

وكـــذلــك الأيــام فــي غـــدواتــهــا
إن الــتـقـيَ هــوالــبـهــيُ الأهـيـب

فـــعـلـيـك تـقـوى الله فـالـزمها تـفز
إن الــمــطــيـع لـــربــه لـــمــقـــرب

واعــمـل لـطـاعـته تنل منـه الـرضـا
والــيــأس مــمـا فـات فهو الـمطلب

فــاقــنـع فـفـي بعض القناعة راحـةٌ
مــنــه زمــانــك خــائــفـا تــتــرقـبًُ

والــق عـــدوَك بــالــتـحـيـة لا تـكـن
فــالــلـيــث يــبـدو نـابـه إذ يـغـضـب

واحــذره يـومـاً إن أتـى لـك بـاسمـا
فــهـــو الــعــدوُ وحــقــُه يـُـتــجـنـب

وإذا الــصــديــق رأيـتـه مـتــعــلـقــاً
حـلـو الـلـسـان وقــلـبـه يـتـلــهــَب

لا خــيـر فـي ودِ امـرئٍ مــتـمــلــَقٍ
وإذا تــوارى عــنــك فــهــو الـعـقرب

يــلــقــاك يــحــلــف أنـه بـك واثــقٌ
ويــروغ مــنــك كــمــا يـروغ الـثعلب

يــعــطـيـك من طرف اللسان حلاوةً
إن الـقـريـن إلـى الـمـقـارن يـُنسب

واخــتــر قــريــنــك واصطفيه تفاخراً
بــتــذلـلٍ واســمـح لـهـم إن أذنـبـوا

واخــفــض جــنـاحـك لـلأقارب كلهم
إن الــكــذوب لــبـئـس خـلاً يـُصحب

ودع الـكـذوب فـلا يـن لـك صـاحـبـاً
أبــعــده عـن رؤيـاك لا يُــسـتجـلـب

وذر الــحــسـود فـلا يكن لك صاحباً
ثـــرثــارةً فــي كــل نــاد تـخــطـب

وزن الــكــلام إذا نــطــقـت ولا تـكن
فـالـمـرء يسـلـم بـالـلـسان ويُعطب

واحــفــظ لـسـانك واحترز من لفظهِ
فـهـو الأسـيـر لـديـك إذلا يـُــنــشَب

والــسـر فــاكـتـمـه لا تــنـــطـق بـه
واعـدل ولا تـظـلـم يطيب المكسب

أدِ الأمــانــة والـخــيانـة فــاجــتـنـب
مـن ذا رأيـت مـسـلـَمـاً لا يــنـكــب

وإذا بــلــيــت بـنـكـبـة فـاصـبـر لـهـا
حــبــر لــبــيـــب عـــاقـــلٌ مــتـأدب

واجـعـل جـليـسك سـيداً تحظى به
واعــلــم بــأن دعــاءه لا يــُحــجــب

واحذر من الـمـظلوم سهماً صائباً
فــالـنــصــح أغـلـى مـايـباع ويوهب