عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-14, 03:15 AM   #107
اسد الشرق الخليفي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-28
المشاركات: 704
افتراضي




بداية مصرية


طريقنا الجديد بدون قحطان


إن ما يحدث اليوم في الجنوب العربي : لا يندرج في قآئمة الأخطاء التي لا بد لأي نظام في طور توطيد وجوده .. والتمكين لنفسه في الأرض . من ارتكابها أنه نهج معتمد .. وسياسة مدروسة .. وخطوات محسوبة : تؤدي بالتدريج - وكما تدل البينات - إلى تونير الحياة .. وخلق المشكلات داخل الجنوب العربي .. (( والزج )) به في دائرة صراع عالمي ماحق وإثقال كواهلنا بإلتزآمآت لا تستطيع إمكانيات شعبنا الصغيرة أن تتحملها ..

إن جوهر معارضتنا لنظام الحكم الجديد في الجنوب يرتكز أولا وقبل كل شيء إلى حقيقة مسلم بهآ هي في اعتقادنا . فوق مستوى الجدل ..

نحن نعتقد أن نزع الصفة الاستعمارية عن الجنوب العربي .. وتحقيق وحدته .. وقيام سلطة شعبية على أرضه (( بداية معقولة )) . تخلق الشروط الضرورية لتطوير مصادر القوة الاقتصادية .. وتحريك كل قطآعآت الشعب لأغراض البناء .. ومجاوزة دائرة التخلف .. والفقر التي رسمها لنا وفرضها علينآ حكم إستعمآري دام مائة وثلاثين عاما ..

ولهذا فعندما نطالب بعدم توسيع دائرة أعدآئنآ في العالم وإعلان حآجتنآ إلى صداقة جميع الدول العربـــيـــة بالذات وعونها يجب أن ينظر إلى ما نطلبه على أنه (( صواب )) .. ومثل هذا الموقف - كما نظن - قمين بأنه يغري أي حكومة تقوم على أرض الجنوب العربي
(( بمزآيآه )) ما عدا حكومة (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) .

ويبدو أن مفعول مدرسة (( أبو لمعة )) ، أمتد إلى كل مكان .. فخلق لنا حتى في الجنوب العربي طآئفة من الرجال يتملكهم ميل شديد إلى التبجح .. والإعلان عن مشاريع تتجاوز حدود شجاعتهم الشخصية .. وتتجاوز حدود طآقآت شعوبهم .. إنهم رجال لهم كل خواص
(( المهرج الناجح )) .. ومآ ينقصهم فقط هو الروح المرحة .

إن دولة مستقلة حديثا كالجنوب العربي بمواردها الضئيلة ، لا تملك أن تقدم للعالم سوى
(( التمنيات الطيبة )) .. ولا خيار لها في أن تسلك سبيلا آخر .. ذلك أنهآ إن أرادت خيرا لم يعنها الدهر عليه .. وإن أرادت بأحد سوءا لم تستطع إيجاد أسبابه .. وإذن فالعقل يقضي على أية سلطة تتولى أمرنا في الجنوب أن تظهر شيئا من التواضع .. والتواضع ركن من أركان الحكمة السياسية والخلقية .. تتواضع في سياستها الخارجية بمآ يتناسب وحقائق وضعنا كشعب صغير فقير .. وتتوفر جهودها على المشكلات الكبار التي خلفها لنا الاستعمار وترتب أحوالنا.. وتنسق مواردنا . وتستفتح علينآ أبوابا للرزق تلبي على الأقل الضرورات العاجلة لمجتمع تركه الاستعمار على الحصيرة .

ولآ ينطوي مطلب التوآضع هذآ .. على أي مسآس بحقوق السيآدة أو كبريآء الشعب . كمآ أنه لآ يعني الإمتنآع عن الإظطلآع بأية مسؤولية تفرضهآ علينآ شروط السلآمة أو الدفآع عن حقوق الأمة العربية في فلسطين .. أو أي مكآن آخر من الوطن العربي . كمآ أنه لآيعني عدم مسآندتنآ لحق (( تقرير المصير )) بالنسبة لجميع الشعوب .. والوقوف ضد كل إتجآه عدوآني يرمي إلى تخريب الأسس المقدرة للأمن والسلآم في العآلم .. كلآ ..

إن مآ نطلبه هو ألآ نبدو في (( الصورة .. أو المضمون )) ، كمآ لو كنآ (( عملآء )) لمعسكر معين من قوى الصرآع في العآلم وبالتآلي نحرض المعسكر الآخر على أن يلتمس أسبآب الكيد لنآ ومخآصمتنآ .. وتحويل أرضنآ ذآتهآ .. وشعبنآ ذآته .. إلى سآحة يحترب فيهآ الروس والأمريكآن .. ونكون نحن مجرد أدوآت هزيلة في أيدي المتحآربين .. كمآ هو الوآقع الفعلي في فيتنآم .. وكوريآ .. وأمريكآ اللآتينية .. بل في كل قآرة .. والفرق هو في جحيم الصرآع .. ومدآه .. وأدوآته . وليس في نوعيته .. وأهدآفه النهآئية ..

ومن الخطأ القول بأن الروس والصينيين قوم (( يتعجلون فعل الخير )) . تحت وطأة مشآعر نبيلة .. وشعور حآد كريم .. ونشدآن للمودة محض .. لآيخآلجه عنصر خسآسة أو خبث أو تشوق للسيطرة ..

إن هنآك من يحآول إقنآعنآ اليوم في الوطن العربي .. بأن دوآعي عمآلته للشيوعية .. وليدة إعتقآده بأنه وجد في الروس والصينيين (( صديقآ أفضل وانبل للعروبة )) ..
غير أن الأحدآث .. أظهرت على مستوى الوطن العربي كله أنه بعد سنوآت من فتح أبوآب العآلم العربي أمآم الصدآقة الوآفدة من موسكو وبكين .. وبعد سنوآت من وضع موآردنآ كلهآ في خدمة جهآز الحزب الشيوعي ضد الغرب في ميآدين .. السيآسة والإقتصآد .. والفكر .. والعسكرة .. وبعد إستظهآر نآدر عجيب لكل ترآث مآركس وانجلز .. ولينين . وبليخانوف وتروسكي ومآوتسي توتنج .. وبعد أن أصبح أرنست شيء جيفآرآ أشهر بمآ لآيقآس من القعقآع .. بل من ابن الوليد في محيطنآ العربي .. وبعد أن طآردنآ النفوذ الغربي إلى طوروس في الشرق .. والنيل الأزرق في الغرب .. وطنجة في الشمآل .. وسقطرة في الجنوب بعد هذآ الجهد الجبآر .. أكتشفنآ أن الصدآقة الروسية والصينية .. لم تجعلنآ أفضل حآلآ .. أو أصعب منآلآ .. بل أسوأ .. إذ وضعت العرب في مواجهة بعضهم البعض .. وأدخلتهم فعليآ في صرآع مع أنفسهم .. وأستنفد الكثير من طآقآتهم .. وأستهلك الجم من قوآهم . وأفسح المجآل وآسعآ للكثير من المشآعر الضآرة أن تأخذ سبيلهآ إلى الضمآئر والقلوب وخلق من دوآعي الفرقة والإنقسآم مآ نحتآج جيل من الجهد للتغلب عليه وقتل أسبآبه وإسترجآع روح التعآون والثقة .

لقد جآهدنآ ضد أمريكآ والغرب ولمصلحة السوفييت والصين - ويجب أن نعترف - جهآدآ كلفنآ الكثير من الأصدقآء .. وجشمنآ الكثير من العنآء . وأجبرنآ على أن نخوض في دمآء بعضنآ البعض بضرآوة تحسدنآ عليهآ الكلآب . وكآن ثمن هذآ كله كمآ هو معلوم .. ومفهوم عدة مئآت من الدبآبآت تركهآ الجيش المصري لإسرآئيل في سينآء .. وترك معهآ سينآء المبآركة .

ولآزلت أثمآن الدبآبآت ديونآ يستوفيهآ الروس من قطن مصر ودم شعبهآ .. وهآ نحن نفيق من حميآ (( الصدآقة )) على كآرثة مروعة هي إمتدآد اليهود في الأرض العربية إلى أبوآب القآهرة .. ودمشق .. مرورآ بثآلث البقآع الطآهرة في العآلم ( القدس الشريف ) .. ومآ حوآه وجآوره من أرض عربية في فلسطين .. وسوريآ ..

وكل مآ فعلته لنآ الصدآقة هو إستخلآص قرآر هزيل من مجلس الأمن يثبت لنآ حقآ نظريآ في هذه الأرض .. دون أن يضعنآ على الطريق السوي لإسترجآعهآ ..

والحآل أن نكبة ( حزيرآن ) بكل طوآيآهآ .. وملآبسآتهآ . وردود أفعآلهآ بالتتآبع أعلنت بشكل جلي (( إفلآس اليسآر العربي )) .. في كآفة الميآدين وأهمهآ .. وهي ثلآثة ..

أ _ الإنجآزآت الدآخلية .
ب _ السيآسة الخآرجية .
ج _ القوة العسكرية .

والأيآم نفسهآ .. التجربة نفسهآ .. الوقآئع نفسهآ .. وليس نحن بل هي التي كشفت إفلآس اليسآر العربي في الحقول الثلآثة ..
• إقتصآد منهآر .. وشعوب جآئعة .. تتسلى بالأغآني والنكت .. وتتهلى بالوعود .. ومتعتهآ الوحيدة هي التفرج على موآكب الجنود .. وأرتآل الدبآبآت .. وهيآ كل الصوآريخ الوهمية . في الإحتفآلآت والإستعرآضآت الدورية التي ينظمهآ (( اليسآريون )) بمهآرة وإتقآن يغبطهمآ عليهمآ مدرآء المسآرح ..
• سيآحة خآرجية خرقآء ، خلقت لنآ من الأعدآء بمقدآر مآ خلقت لإسرآئيل الأصدآقآء فضلآ عن التعبئة الوجدآنية المستمرة للجمآهير العربية بسوء حكومآتهآ (( المعتدلة )) والتحريض المستمر على العنف والإغتيآلآت .. وتعريض المجتمعآت العربية للتوتر المتصل الذي يعوق .. الثبآت والإستقرآر .. والبنآء ..
• قوة عسكرية تصلح فقط للإستعرآضآت .. وليس للنظآل بدليل أنهآ لم تثبت حتى بضعة أيآم .. أو سآعآت أمآم أذل أمة في العآلم وأصغرهآ ..
إننآ نتكلم عن الجنوب العربي و لم نرد فقط الإسآءة إلى أحد أو هدآية النآس إلى جديد لآ يعلموه عن حآلنآ في الوطن العربي بعد نكبة ( حزيرآن ) المؤلمة .. المريرة ..


ضرورة السيآق وحدهآ قضت بأن نورد أجمآليآ ربمآ ينفع الحكم الجديد في الجنوب العربي .. وهو سينفع شعب الجنوب نفسه وذلك .. أكيد .. أكيد ..

إن الحكومة الصآلحة في المنظور العآدي تقآس عآدة بالمحسوس الملموس من إنجآزآتهآ .. وليس بمآ تسبغه على نفسهآ عبر أجهزتهآ من الوجآهة .. والقوة .. والحكمة . فلآيحآولن قحطآن أن (( يعدنآ بالقمر )) .. ويدنينآ من (( الثريآ )) بالأوهآم .. والخيآلآت .. وشعبنآ بعد لم يأمن على نفسه ولم توفر له حكومة الإستقلآل الطمأنينة .. والثقة على الحآل والمآل .. وهو أصغر المكآسب التي توفرهآ في العآدة حكومآت الإستقلآل للشعوب المستقلة .


وإستنآدآ إلى هذه الحيثيآت وكل مآ يترتب عليهآ نحن نعآرض الحكومة الجديدة في الجنوب العربي . ليس عن (( عمآلة )) أو رغبة في السلطة .. ولسنآ متسولين .. ولآ مرتزقة .. نحن أفضل من أن نقود شرآ لشعبنآ .. وأكرم من أن ندآهن سلطة قآئمة على أرضه لآتقدم على حبهآ إيآه .. وحرصهآ على مصآلحه .. وتقديرهآ لمسؤلية الحكم والقيآدة ..


عن تقدير للمسؤولية عميق ووعي بآلغ ودقيق .. لآ نؤيد هذه الحكومة القآئمة في الجنوب العربي .. لأنهآ بدأت تدور بنآ في نفس المسآر الكريه الذي لآ زآل الوطن العربي يئن من أثآره الضآرة ..

الحكومة القآئمة في الجنوب العربي (( يسآريه )) .. أو هي هي بتعبيرنآ (( عميل وقح للشيوعية العآلمية )) .. واليسآر بالنسبة للأمة العربية ، كلهآ أنتهى .. لقد وصلنآ إلى آخر الأنشودة . وآن لنآ كجمآهير .. أن نحآسب أن نفكر .. أن نزن كل حآدثة ونرآجع كل حديث .. بعد أن أقتصر دورنآ طوآل هذه السنوآت على التصفيق والهتآف .. وتأليف الأغآني الحمآسية .. التي تنآسب مزآج القيآدة الرخيص .. لآيجوز قط .. وليس من المسؤلية في شيء أن نسمح لقحطآن أن يزج بنآ في تيه جديد .. نكتشف بعد كذآ من السنوآت أضرآره ..وأخطآره ونحتآج إلى كذآ من السنوآت في تفآدي هذه الأخطآر وملآشآة الأضرآر . لنبدأ مسيرة جديدة

لوقت لآيسمح لنآ بتكرير ( المأسأة ) في الجنوب العربي ونقل .. وتصدير مضآعفآتهآ إلى جزيرتنآ العملآقة .. وشوآهد فسآدهآ مآثلة لأعيننآ في أكثر من قطر عربي .. لآ .. لآ .. هذآ كثير .. وأكثر مآ نستطيع السمآح به .. أو السكوت عليه ..

إن (( الثورية الشيوعية )) الإرهابية التي قامت طوال السنوات الماضية بتمزيق المجتمع العربي .. ولوثت طباعه .. وأفسدت سريرته وأضعفت صلته بالله .. ونحت في سيآستهآ الخآرجية منحى جر عليه العدآوآت .. والتجويع ومن ثم الهزآئم المرة .. هذه (( الثورية الشيوعية )) هي التي تحآول اليوم أن تجعل من أرض الجنوب العربي رآفدآ يعين
(( الثوريآت )) التي فرضت في الأرض العربية .. وجعلت منآ .. ومن شعوبنآ .. وجيوشنآ أضحوكة الضآحكين في العآلم .

ووآجبنآ ألآ نسمح بشيء من هذآ القبيل أن يحدث في الجنوب العربي أو في أي مكآن آخر من جزيرة العرب الأم . لأننآ من هذه الجزيرة بالذآت نريد أن ننطلق لإسترجآع الأرض السليبة .. ورد الإعتبآر الذي أضآعه فلآسفة الهزآئم ..

من هنآ نريد أن ننطلق تحت رآية ( محمد ) لنستعيد مآفقدنآه تحت رآية ( لينين ومآو ) ولن يكون هذآ الإنطلآق ممكنآ وفينآ من ( يخجل ) من ذكر الله ( وينكسف ) من ذكر محمد ..

لقذ تأخر قحطآن عن موعده فقد تعآطينآ من قبل ( الوصفة ) التي يحببهآ اليوم الينا فلم تجد نفعآ .. لقد مللنآ لحد القرف الإغترآف من الكتب الشيوعية المترجمة .. وأنفعلنآ بمآ فيهآ لحد الموت .. وأقنعنآ من هو أثقل من قحطآن وزنآ بالترديد العقيم للشعآرآت السقيمة .. فلم نجن من ورآء ذلك إلآ الهزيمة المنكرة .. والندم العميق على دمآء أخوتنآ العرب التي سفحت في الشوآرع في غمرة الإنفعآل الأهوج .. والتحقيق المندفع لأحلآم دجآلونآ الكبآر .

والآن علينآ أن نجرب (( الرجعية )) أذآ كآنت تعني الرجوع إلى الله .. وإستلهآم الرشد من مآضي العرب وتآريخهم الحآفل المجيد .. علينآ أن نستدل على طريق لله أستدل به سآبقونآ فأنتصروا .
علينآ أن نستنير بكتآب لله بين يدينآ .. فهذآ الكتآب وحده لآغير سيفجر منآبع القوة في الوجود العربي .. وسيصنع غد العرب المشرق العظيم ..


علينآ أن نتعرف من جديد على الأمة العربية .. ونتحسس عقيدة الشعب المسلم المؤمن بالله .. ونختبر إتجآهآت الرأي فيه .. ونجدد صلتنا به .. ونربيه تربية نضالية ترتفع به إلى مستوى المحنة التي صنعها له وزجه فيها (( العملاء الوقحون )) ..

وفي سياستنا الخارجية علينآ أن نتعلم كيف نعمل لأنفسنا .. ونزيد من ثقة الشعوب فينآ .. ونلتزم جادة تكون مدعاة لإحترآمنآ في الوجود الدولي كله ..

وقحطآن (1) بكل مآ يمثله . ليس دليلنا على هذا الطريق الجديد ( طريق الله ) .. إنه تركة ورثناها من عصر مآقبل ( 5 حزيران ) .. وعلى كل عربي أن يتخلص من حصته في التركة المرذولة ( من بقآيآ الهزيمة ) ..

(1) المعنى هنآ تنظيم الجبهة القومية الحآكمة في الجنوب العربي وقد كآن قحطآن على رأسهآ في ذلك الوقت الذي تغير ولم يتغير المسآر الضآل للتنظيم . وإذن فهذآ الفصل لآزآل يؤدي وظيفته كآملة .



عبدالله الجابري

من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة





اسد الشرق الخليفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس