[حادي العيس]

الفدرالية خطوة لا يمكن لها أن تجهض مشروع الإستقلال حتى وإن تحققت .
__________________________________________

الفدرالية ليست نهاية الطريق وليست الحل النهائي ولكنها خطوة قد تنجح أو تفشل ومن هنا يجب على التيارين أو الفصيلين فصيل الإستقلاليين وفصيل الفدراليين العمل وفق قناعاتهم ووفق ما يرونه مناسباً للشعب الجنوبي دون أن نخلق جبهتين وصراع لن يستفيد منه سوى أعداء الجنوب فكلا الطرفين أطراف جنوبية لها وزنها على صعيد الداخل والخارج ولكل فصيل مؤيدون له في الداخل وبالتالي يجب علينا عدم الإنجرار إلى صراع تتوسع رقعته في الداخل وبالتالي نخسر المشروعين وقد تكون الخسارة أكبر من ذلك وسوف يدخل الجميع في نفق مظلم وصراع طويل سوف يؤدي إلى زوالنا نهائياً وسوف يمكن الشماليين من إحكام سيطرتهم على الجنوب ومقدراته .

بهذا فإن مشروع الفدرالية سابق على مشروع الإستقلال في الترتيب التدرجي لكون الثاني قادر على إسقاطه أي إسقاط مشروع الفدرالية أما مشروع الإستقلال حتى وإن تأخر فلن يستطيع الأول إسقاطه وبالتالي فإن مشروع الإستقلال المتمثل بقياداته يمكنه أن يمنح فصيل الفدرالية الفرصة ويستمر هو الآخر في طريقه ونضاله من أجل الإستقلال دون توقف فإذا ما تحققت الفدرالية وكانت قادرة على تلبية مطالب الشعب الجنوبي أو أن تكون خطوة على طريق الإستقلال يتفق الأطراف على مدة معينة يتم من خلالها إستفتاء الشعب الجنوبي على إستقلال الجنوب أو المضي بالنظام الفدرالي فنكون بهذا قد حققنا أهدافنا وفقاً لرؤية الشعب .

وعليه يمكن لتلك القوى أن تفتح صفحة جديدة تمنح للجميع فرصة نزع فتيل الخلاف والعمل وفق سياسات تجنب شعب الجنوب التمترس خلف الفصيلين وتجنب الشعب الجنوبي الإنقسام والذي لن يعود على الجنوب إلا بالتدمير والخراب وإشعال المناطقية والطائفية السياسية والتي سوف تجد من يساعد على إذكائها وبالتالي لن تقوم لنا قائمة .

ومن هنا نطلب من الفصيلين عدم الإنجرار إلى مربع الخلافات والصراع وترك المجال لكل فصيل لكي يعمل وفق رؤيته فإذا ما نجح الفدراليون في تحقيق مشروعهم وكان موافقاً لتطلعات شعب الجنوب وتم الموافقة عليه من قبل الشعب بإستفتاء يخيرون بين الإستقال أو الإستمرار على تطبيق النظام الفدرالي بعد المدة المحددة لذلك بذلك يكون الشعب قد قرر مصيره وفي حالة ما إذا فشل ذلك المشروع فسوف يكون مشروع الإستقلال هو الحل والطريق الوحيد أمام الشعب الجنوبي سلماً أو حرباً وبهذا سوف تكون القوى الفدرالية في مقدمة صفوف قوى الإستقلال وتكون هذه الفرصة التي منحت لهم بمثابة الثمن لتوحيد الصف الجنوبي وسيره نحو الإستقلال .