[أبو غريب الصبيحي]

بقلم/ أبو غريب الصبيحي

أستيقضت اليوم صاحباً و هميت لأتصفح شتى مواقع النت و خصوصاً مواقعنا الجنوبية و ما تتناوله من أخبار و مقالات ، و عندما بدأت بالتصفح شد إنتباهي مقالاً في المنتدى ، كاتبه إسم بطل جنوبي ( و أقولها بحق بطل ) عرفه الجميع مؤخراً في أرجاء الجنوب ، هو أصغر المعتقلين الجنوبيين ، قرأت الموضوع مرات عدة ، و لم أصدق أن كاتبه هو ذاته بطلنا ذو 15 سنة ، كلما دخلت المنتدى السياسي أعدت التصفح و التمعن في الموضوع و إسم كاتبه ، لم يدع الشك مجالاً لي أن أرحب بضيفنا الكبيرعضواً و مناضلاً و أخاً و كاتباً عزيزاً بيننا أو حتى أن أرد على موضوعه الرائع المليئ بروح النضال و الصمود و الإرادة التحررية و التي تجري في عروق الثوار . .
في لحظات الإندهاش التي غمرتني ظليت مشككاً أرسل الرسالة تلو الأخرى لأتأكد من شخصيته ، و ظليت أتواصل مع عدد من الأصدقاء الذين عرفت منهم إنهم يعرفونه شخصياً ، أريد أن أعرف هل هو ذاته من ألتمسنا صموده في المعتقل رغم صغر سنه ؟
حتى جائني النبأ اليقين بإنه هو المشارك و الكاتب معنا . . . عرفت حينها إنني قصرت مع مناضل بحجمه في واجب الترحيب و واجب التفاعل مع ما كتبه . و كم أعتذر على هذا التقصير و اعتذر نيابة عن كل إداري و مشرف و عضو أنتابه الشك حول حقيقة شخصية معتز العيسائي .
حقاً إن الثورة الجنوبية اليوم متجددة في بإلتحاق ثوار جدد في صفوفها . و ها هو الجنوب لا زال يدخر بمن يدافعون عنه و عن قضيته و عن شعبه و هويته .
هاهو معتز يقدم أروع الأمثال و بطولات الصامدين لكل متخاذل إن قضية الجنوب نصرتها واجب على كل جنوبي ، و لكل من أنهكته مراحل النضال و أصابه اليأس و ترك قطار التحرير بإن إرادة الثوار لا تكسر و أن قضيتنا هي الحق و أن الإستقلال لا محال آت .
هذه هي الدروس التي تلقنها بطلنا و أقتفى أثرها في كتب و سير الأجداد الذين أستمرت رحلة قطارهم زهاء 128 عاماً حتى طردوا المستعمر الإنجليزي و ها هو اليوم يلقنها للجميع و يشد حيلهم .
منعه سنه القاصر أن ينظم لأي حزب أو تنظيم أو حركة ، لإن عمره أقل من 18 عاماً ، لكن حزب الجنوب لم يمنعه من أن يلتحق في صفوفه و ركوب القطار نحو الإستقلال . . فالنضال نضال لأجل الجنوب و هويته و مستقبل أجياله بمختلف فئاتهم العمرية ، غير متعلقة بأحزاب أو أشخاص أو كراسي ..
لست ممن يمدح و يكيل المديح للأشخاص ، و لكن أمثال هذا الشبل الذي يفتخر به الجنوب و شعب الجنوب يستحق الكثير و أعتذر له على التقصير في الترحيب الذي قوبل به و من غير مزايده فقد خاض معترك الميدان و المعتقل و القلم .

نرحب أشد ترحيب للمناضل / معتز فضل العيسائي