الداخل هو الاساس ، هذا باختصار ما أشار اليه الرئيس البيض
نعم هذا كلام صحيح ويطابق الواقع والوعي السياسي السليم ، ولذلك نستطيع القول ان على التيار الآخر ايضا ان يعي هذه المعادلة
وأقصد تيار الفيدرالية حيث انهم مهما توهموا بقدرتهم على المناورة لكسب هذا الخيار فلن يستطيعوا تحقيق النجاح بهذا الاتجاه
طالما الشعب في الداخل له خيار آخر حتى ولو كان الخارج معهم .
نقول هذا لان تجارب التاريخ تروي لنا كثير من حكايات انتصار الشعوب التي تجاوزت رغبات الدول الكبرى .
والمجتمع الدولي غالبا لا ينشىء اوضاع او حلول في القضايا والصراعات الداخلية إذا اعتبرنا مجازا ان ما يحصل هو صراع داخلي داخل دولة
بل يكون دوره مراقبا وقد توجد دولة ما داعمة بطريقة أو أخرى لطرف ضد آخر ، لكن ما يتحقق على الارض هو الذي يجبر هذه الدول
من الاعتراف به والتعامل معه .
ولذلك يقولون مجلس الامن او المجتمع الدولي ليس جمعية خيرية توزع الصدقات لمستحقيها ، ولكن الشاطر من يفرضها عليهم فرضا
ولا أجد أوضح من مثال قضية فلسطين وأسرائيل حيث فرضت اسرائيل نفسها واصبحت أمرا واقعا لا يستطيع أحد انكاره .
نعود الى طيبة الرئيس علي سالم البيض ، نقول بالطيبة وحدها لا تحرر الاوطان كما قيل أيضا بالخبز وحده لا يعيش الانسان .
إذا كان الرئيس البيض قد أشار الى عامل النصر وهو الداخل فهذا صحيح ، ولكن ليس عليه أن ينتظر دون ان يكون له دور إيجابي كبير في تحقيق هذه المعادلة
الرئيس البيض تقع عليه مسئولية كبيرة في بناء الجبهة الداخلية الجنوبية وهو يعلم كيف ان الداخل الآن من التمزيق والشتات ما يستوجب التحرك من قبله
لانهاء هذه الحالة المزرية وعليه استخدام خبرته ونفوذه ووسائلة في تهيئة الارضية وبمساعدة فريق عمل
يرصد اولا مواطن الخلل والخلافات ومن ثم إعادة النظر في تشكيل التحالفات الجنوبية من خلال
استقطابات جديدة الى قيادة الحراك تشمل أوسع شريحة من المجتمع الجنوبي من شباب ومثقفين ومرأة ...الخ
حتى نخرج من هذه الحالة المهترئة والتي كما قال هو بنفسه ان الخارج يسأله ماذا حققتم في الداخل .
,والشكر موصول للاخ حيد صيره على هذا الرصد الرائع
|