الفيدرالية ليست سوى فخ جديد من وجهة نظري ومن المستحيل أن يكون لها افق على واقع التطبيق والسؤال الذي سيواجهه الفيدرالين حينما يريدون تطبيق مشروعهم: مع من ستقيموا فيدراليتكم ؟ أمع المحتل متمثلا في القوى القبلية والمشيخية والعسكرية والدينية التي قادت حربا على الجنوب واحتلته؟ ونرى الساحة الشمالية تعيد انتاج نفس مراكز القوى في ثنايا افقها السياسي القادم. والفيدرالية كنظام سياسي نجاحه مرتهنا بتطبيق الاتفاقيات الفيدرالية والالتزام بالقوانين والنظام ولا يمكن اقناعنا أن هذا سيحدث مع مجتمع الشمال الذي مازال يرتهن للعرف القبلي والعادات والتقاليد وسلطة الشيخ. وثقافة الفيد وأخذ حقك باليد "والهنجمة"
هذه حقائق "سوسيوجرافية" لا يمكن القفز عليها. نأتي للذريعة التي يتلفع بها المشروع الفيدرالي وهي: انعدام ركائز الدولة في الجنوب الآن "بسبب مشروع الوحدة" لذا يقول الفيدراليون: نحتاج فترة زمنية ضمن الفيدرالية لبناء دولة وجيش وادوات تمكين، ثم بعد ذلك يقرر الجنوب مصيره! الذريعة مردود عليها، اولا إذا هذه ذريعتكم المعلنة فهل تعتقدون أن الشمال سيعطيكم الفرصة والتمكين حتى بعد ذلك تنفصلون عنه! فهذا قول من عجب العجاب والشماليين ليسوا بسذج. ثانيا ووفقا لمعطيات مراكز القوى التي ادارت خلال واحد وعشرين سنة ومازالت تدير العملية السياسية مازالت هي ذاتها لم تتغير، وعلى ذلك فأن فترة الخمس سنوات ولا حتى اكثر ستمكن للمشروع الفيدرالي أن ينجز فيها أي نجاحات على الواقع ، وسيذهب الوقت هباء في مشاورات ومداولات واحتقانات "ولنعطي مثالا على العقلية السياسية هناك وبأي منطق وكيفية تدير الفعل السياسي: فقبل ثورة التغيير كان هناك ازماع لحوار سيعقد لحل أزمة البلاد بين المعارضة والسلطة،هذا قبل ثورة التغيير ولكنه لم ير النور. وقد انشئت المعارضة من أجله لجنة الحوار الوطني، وشكلت لجان من الطرفين.وظل الامر كر وفر، وظلت اللجان سنتين تراوح ولم تتقدم خطوة ولم تضع حلا، حتى تفجر الوضع بالثورة.وهذا حدث ضمن واقع سياسي موحد فكيف بواقع فيدرالي ستظهر فيه حقائق سياسية جديدة ومختلفة ". وهكذا نرى في يقية مفاعيل السياسة الشمالية .عدم ضبط الامور وجرجرة القضايا وتمييعها أنها ثقافة متأصلة واجهناها في كل مخرجات السلوك العام ولنا في ثورة الغيير وماحدث لها دليل. ونقول لأخوتنا دعاة المشروع الفيدرالي أن مايمكن إنجازه من بناء وتمكين ضمن الكيان الفيدرالي يمكن أن ينجز بالاليات ذاتها في دولة مستقلة.
اما مسألة تكوين جيشا حنوبيا يلقى عليه مسئولية الدفاع عن الجنوب مستقبلا، فان الحكم الفيدرالي لا يسمح ببناء جيش مستقل في أقاليم الفيدرالية ويظل الجيش مؤسسة مركزية لا حكم للأقليم عليها بل قد يتحول إلى اداة ردع غليظة ضد الاقاليم في يد السلطة المركزية. كما اننا "سندخل الفيدرالية بتشريعات داخلية ستسقط حقنا كجنوب في العضوية الدولية التي دخلنا بها الوحدة كدولة لها دستورها وقوانينها، ولها مقعد في الامم المتحدة ومازال العمل ساريا به الى الآن فمقعد اليمن في الامم المتحدة بعد الوحدة هو مقعد دولة الجنوب وليس الشمال" ماسبق بين مزدوجين هوكلام للخبير في القانون الدولي الدكتور محمد السقاف.
افضل تحليل للفيدراليه ونتائجها السلبيه من قبل الدكتورة هدى العطاس
|