صالح يتعهد بالعودة لليمن وأمريكا تحثه على البقاء بعيداً
دبي - وكالات:
قالت مصادر دبلوماسية أمس إن الولايات المتحدة حثت الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على عدم العودة إلى اليمن والبقاء في السعودية حيث يتماثل للشفاء من جراح أصيب بها في محاولة لاغتياله أثناء انتفاضة شعبية ضد حكمه.
وأضافت المصادر أن الرسالة نقلت مباشرة إلى صالح الذي غادر يوم الأحد المستشفى في الرياض حيث كان يتلقى العلاج بعد هجوم بقنبلة في قصره بصنعاء في الثالث من يونيو أصابه بحروق خطيرة وبجروح أخرى. ولم تبين المصادر ما إذا كان صالح قَبِلَ الطلب الأمريكي. وجاء أحدث تطور في الجدل حول مصير صالح في وقت تعهد فيه من جديد بالعودة إلى اليمن بمجرد أن تسمح ظروفه الصحية بذلك.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ أمس أن الأطباء المعالجين لصالح لم يحددوا متى ستنقضي فترة النقاهة. ودفع الشلل السياسي بسبب مصير صالح أفقر دولة في العالم العربي إلى شفا حرب أهلية وأثار مخاوف في السعودية والولايات المتحدة من أن الاضطرابات المتزايدة يمكن أن تشجع جناح القاعدة في اليمن على شن هجمات.
وحاولت الولايات المتحدة والسعودية - اللتان كانتا هدفاً لهجمات جرى إحباطها لجناح القاعدة - إخماد الاضطرابات وسط فراغ متزايد في السلطة من خلال خطة لتنحية صالح تم التوصل إليها بوساطة من دول عربية في الخليج. ووافق صالح على الاتفاق لكنه تراجع عن التوقيع في اللحظة الأخيرة ثلاث مرات.
وحث جيرالد فايرشتاين السفير الأمريكي في اليمن صالح أمس على السماح بنقل السلطة الذي يقترحه الاتفاق الخليجي. وقال السفير لراديو سوا الأمريكي الذي يبث برامجه باللغة العربية "نحن نعتقد أن مفتاح معالجة المشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال حل مسألة انتقال السلطة في البلاد ووصول قيادة جديدة تدير هذه الدولة.
" وكانت تصريحاته صدى لما قاله مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الامريكية الاثنين عند سؤاله عن تقارير أفادت بأنه طلب من صالح عدم العودة. وحث تونر صالح على نقل السلطة فوراً إلى نائبه القائم بأعمال رئيس الدولة. وقال تونر "قلنا أيضاً ان هذا الأمر لا يمكن أن ينتظر إلى أن يتخذ قرار بشأن مستقبل صالح لأن لدينا من يقوم بعمل الرئيس و... لأنهم يحتاجون إلى المضي قدماً في هذا النقل للسلطة على الفور.
" وخطة نقل السلطة التي توسطت فيها دول مجلس التعاون الخليجي جثة هامدة منذ أن تهرّب صالح من توقيعها في مايو الماضي ما أدى إلى اندلاع القتال بين القوات الموالية له والقوات الموالية لعائلة الأحمر وهي جزء بارز في تكتل قبائل حاشد.
وهناك مركز آخر للسلطة يمثله اللواء علي محسن الذي انقلب على صالح وانحاز للمحتجين. ويسود العاصمة اليمنية هدوء نسبي منذ رحيل صالح رغم الصراعات المستمرة منذ فترة طويلة في جنوب اليمن والتي اشتعلت من جديد بما في ذلك قتال مع الإسلاميين أدى إلى خروج السكان بشكل جماعي من إحدى المحافظات الجنوبية.
وينبذ المحتجون مجموعة الأحزاب اليسارية والإسلامية والاشتراكية وغيرها التي وقعت على الاتفاق الذي رفضه صالح. من جهة أخرى أعلنت المعارضة اليمنية أمس أنها ستجتمع في السابع عشر من أغسطس بهدف تأسيس "مجلس وطني" يضم مكوناتها المختلفة تمهيداً لإسقاط نظام علي عبدالله صالح المتغيب عن البلاد منذ شهرين حيث يتعافي من إصابات لحقت به خلال هجوم على قصره.
وفي بيان، قال اللقاء المشترك المعارض إنه سيجتمع في 17 اغسطس بهدف "تشكيل جمعية وطنية تكون هيئة جماعية للثورة الشعبية تعين بدورها مجلساً وطنياً". وقال البيان: إن المجلس الوطني سيضم قوى الثورة ويتابع عملية التغيير بهدف الوصول إلى بلد عصري. وقال محمد الصابري الناطق بلسان اللقاء المشترك إن أكثر من 700 شخصية تشكل كل القوى السياسية التي تدعم التظاهر من المتوقع أن تشترك في لقاء الجمعية الوطنية.
ويجري بحث فكرة الخروج بمجلس وطني منذ ثلاثة اشهر بهدف توحيد كل أطراف اللقاء المشترك وبينهم حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي فضلاً عن المحتجين الشبان المعتصمين منذ أمد بهدف إسقاط نظام صالح، وكذلك ممثلين عن المجتمع المدني والحراك الجنوبي والمتمردين الحوثيين في الشمال فضلاً عن مستقلين
http://www.raya.com/site/topics/arti...2&parent_id=21