[السيل الجارف]

فرق كبير بين أحترام القائد وبين تقديسه

برغم الوضع المعقد والخلاف المتعدد
وبرغم التشتت الذهني والروحي بين الهدف القويم والواقع اللئيم
وبرغم تلازم وتعاشر الخوف الماكث والأمل الباعث
وبين الهزيمة الثقيلة التي يتردد صداها في أعماق النفس وبين النصر اللائح من أفق بعيد كنور الشمس
وبين أن تكون كريم النفس بائس في ثوب الحداد أو تكون ناعم الملمس خشن الفؤاد
وبين أن تقصف سقف الأمنية الصعبة وبين أن ترفع سقف الأمل الأصعب
وبين أن ترضي ضميرك المفجوع أو أن تغري جيبك المخدوع
وبين الدرهم والدينار وبين الهم وبين النار
بالرغم من كل ذلك فمن بين ركام الرماد - تقول الأسطورة - إن طائر الفينيق انطلق جميلا مزهوا مزدانا ومحلقا في السماء الرحيبة .
بالرغم من جيوش الأفكار المتناقضة والظروف المتداخلة فالقضية واضحة :
نعم الوضع المعقد يشتت الأفكار ولكن الحق له وضوح ومسار
يمكن أن نختلف في الرأي ووجهات النظر ولكننا لن نختلف بما يراه البصر
قضيتنا ليست البيض ولا العطاس ولا فلسطين هي مشعل وعباس*
قضية حق مسلوب وخير منهوب .. قضية أرواح تزهق ونفوس كريمة تسحق
قضية شعب مظلوم وجرح مكلوم .. قضية وطن محتل وأحلام أجيال تقتل
عدونا معروف وحقنا موصوف .. طريقنا مليء بالشوك والنار وأحلامنا كمثل النهار
لا البيض قضاء ولا ناصر قدر لا ياسين شمس ولا العطاس قمر
من كان منهم مع الجموع الغفيرة فالعين والرأس والقلب له والسريرة
جنوبنا أعظم من مجرات السماء وشعبنا اكبر من كل الأسماء
شهدائنا أنبل من النبل والعطاء ومصيرنا يدعونا لمحق ما مضى
هذه الساحات أمامنا مفتوحة وكل الخيارات مطروحة
نحن كشعب من يقول ويفعل ونحن من يزمجر ويشعل
لسنا تابعين لأحد ولا عبيدا لمن صفد إلا لله الواحد الفرد الصمد
شيء غريب وعجيب أن نتقن البكاء والنحيب ولا نتقن الخوض الرهيب
نترنح في طريق من الخذلان ونختلف على فلان وعلان
وكأن الجنوب خال من الرجال وكأننا نسل مبتور ليس له أجيال
لماذا نحتار والطريق ممدود إلى الهدف السامي المنشود
إن كنا صادقين فحدود الوطن الأوسع في كل قلب يوسع
الوطن بدون إقصاء للجميع شيخ وكهلا وشاب ورضيع
والنضال لمن يريد عهد وموقف وعزم شديد
فلا يفل الحديد إلا الحديد.
ابو عامر اليافعي ...منتدى الحراك الجنوبي