أرجو من الاخوة المتحمسين الى فكرة جنوبي بلا حدود أن لا يكون تفاعلهم مجرد حماس لحظي
لأننا كما عهدنا انفسنا تأخذنا الحماسة اللحظية دون التعمق بأصل الفكرة وأبعادها وأهدافها
ومن ثم سرعان ما تتبخر الحكايات والرويات وتذهب ادراج الرياح لاسباب عديدة وأهمها
أن مقياس النجاح ينظر اليه الاشخاص من زاوية أين موقعه في هذا المشروع أو الفكرة
والامثلة كثيرة ، هناك المركز الاعلامي الجنوبي والذي تأسس منذو سنوات لازال ضعيفا
لولا جهود فردية متواضعة ، ونذكر هنا أيضا ما تم الإعداد له من نظام قانوني وهو نقابة
الاعلاميين الجنوبيين قبل سنتين ولم يرى النور الى الآن .
نقول بهذا المقام ، هناك أولويات تتطلبها الثورة الجنوبية يجب ترتيبها وفق الأهم ثم المهم
وإذا كانت فكرة جنوبي بلا حدود تتميز كونها تنبع من خلال تواصل الشباب النشط والمتحمس
للجنوب بعيدا عن أي ارتباط باشخاص سياسية وولاءات حزبية او مناطقية وما شابه ذلك ،
فلماذا لا تكون الفكرة أكبر وأوسع من تأسيس - رابطة كتاب - حتى لا يبدو المشهد وكأن كل شي
على ما يرام ولا ينقصنا الا إطار نقابي للكتاب الجنوبيين .
المشكلة الكبيرة الحاضرة اليوم هي هذا الطلاق البائن بين شباب الساحات والتضحيات
وبين القيادات المتبعثرة في الداخل والخارج ، والأمر من ذلك ما سببه هؤلاء للحراك
من خفوت يكاد يطفىء جذوة الثورة ويطفىء الآمال في قلوب ووعي الشارع الجنوبي .
المبادرة المطلوبة اليوم وبسرعة هو تكوين تحالف شبابي يضعون مقدمات جادة لثورة
جنوبية مختلفة تكون أدواتها عقول الشباب في كل بقعة من ارض الجنوب -ومن مصر نستفيد-
فسوف نكتشف من الكفاءات ما لم نكن نتصوره ، وسنعرف يوما أننا كنا بلهاء ومخدموعين
عندما ظننا ان قادة الجنوب التاريخيييييييين هم وحدهم من يقدر على قيادة دفة المسير .
اليوم يا شباب المسؤولية الوطنية تحتم على من يجد في نفسه القدرة على لعب دور في هذا الاتجاه
أن يكون حاضرا ونقيا من لوثات ودرن الفكر والعقل الذي جلب لنا كل هذه الويلات ومسالك الضياع .
والنقاء هو الزهد والترفع عن المصالح الضيقة الشخصية والبحث وراء الذات والأنا ، فهذا هو الشرط
الاساسي الكفيل بنجاح أي ثورة تصحيحية تجاه اوضاع الحراك والثورة الجنوبية .
وإذا ما تمكن الشباب من بناء كيان واسع يقود الشارع الجنوبي وفعالياته فأن كثير من القضايا
ومنها الاعلام والامن والمال ... الخ ستتحقق تباعا ، طالما هناك كيان يعتمد على منهجية جماعية منظمة .
والشباب في الداخل هم الاساس وهم الأدرى بمدى أهمية فك الارتباط أولا بقادة الحراك الحاليين
المشغوفون بحب الذات والمصالح الشخصية وحب الخلافات وإشاعة الخصومات وهي موراثتهم
العالقة بفكرهم وتفكيرهم اليومي .
ولكم التوفيق والسداد بإذن الله .
|