كتب الشيخ عبدالسلام بن عاطف لصحيفة يافع مقالاً عن الانترنت عنوان الشعوب و نال استحسان الكثير من العرب و هذا نص المقال و الرابط
http://yaf3press.net/default.asp?page=1050&newsid=1747
المقال الانترنت عنوان الشعوب
من أصول البحث العلمي لدراسة مجتمع من المجتمعات , أو دراسة تسويق منتج معين , اختيار عينة عشوائية من المجتمع المستهدف بالبحث أو السوق المستهدف بالمنتج المراد تسويقه فيه . و هذه الطريقة من طرق البحث و الدراسة كانت من أصعب طرق البحث في السابق , و لكن اليوم و بعد تطور وسائل الاتصال , و تطور و يسر وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت و المنتديات , أصبح من السهل قراءة أي مجتمع بسهولة و الوصول إلى عينات عشوائية للمجتمع المستهدف بالدراسة و البحث .
و بإسقاط هذه الحقيقة على واقع الشعب الجنوبي يتضح لنا أننا من أسهل الشعوب قراءة لواقعنا , و من أيسر الشعوب في العالم لاكتشاف حقائقنا . و في اعتقادي أن الخصم ليس في حاجة لدس مخبريه في صفوفنا للوصول إلى المعلومة , بقدر ما هو بحاجة إلى دس رجاله في صفوفنا لتوجيه حركتنا و نشاطنا في الطريق التي يرتئيها مناسبة له .
ذلك لأننا و بكل فخر و بكل أسف بنفس الوقت , أكثر الشعوب العربية على الإطلاق امتلاكاً للمنتديات و للمجموعات في صفحات الفيس بوك و غيره من وسائل التواصل الاجتماعي إذا قارنَّا عددها بعدد سكان الجنوب , فمجرد أن تعرف أن كل قبيلة من قبائل الجنوب فتح أبنائها أكثر من عشرين موقعاً كمنتديات و مجموعات في الفيس بوك , و كلها تقدم نفس المادة و نفس الفكر و نفس الرؤية , لكن القائمين عليها لا يتفقون فيما بينهم , يتأكد لك أن هناك شق كبير بين مكونات الشعب الجنوبي بل و بين مكونات القبيلة الواحدة .
و هنا يتساءل المواطن الجنوبي البسيط : هل استطاعت هذه المواقع الالكترونية أن تمثل الشعب الجنوبي بما يحمل من قيم و أخلاق و معتقدات و تاريخ مجيد , أم أنها أساءت إليه ؟؟؟
و عندما نرى المناكفات و الخلافات و القدح و الشتم و التخوين بين الجنوبيين على شبكة الانترنت , هل لنا أن نسميها حرية رأي و أعلى درجات الديمقراطية , أم أنها غير ذلك . إذا ما تأكد لنا أن خلفيتها ليست سياسية و إنما مناطقية فئوية بل حتى قروية ؟؟؟
و المراقب العربي عندما يلاحظ توجه الجنوبيون إلى المواضيع التي تحمل روح التحدي و الخلاف و الاستعراض , و يترك المواضيع الهادفة البناءة التي تسعى إلى إصلاح الفكر الجنوبي , و تسمية الأشياء بمسمياتها , و وضع العربة على سكة القطار , هل يفهم المراقب العربي من هذا التوجه تشبع الفكر الجنوبي بالسمين ما دفعه إلى الغث .
و هل هذه المنافذ الإعلامية تفيد الشعب الجنوبي أم تضره ؟؟ و هل حافظت على القضية الجنوبية كقضية شعب إن لم يحسمها هذا الجيل ستحسمها الأجيال القادمة , أم أنها تحولت إلى منابر ترويج لهذا القائد البائس الفاشل , و ذاك القائد المتسلق الرعديد الذي أنبرى لسرقة أفكار الناس و تقديمها على أنها من بنات أفكاره .
رمضان كريم يازعيم الأمة يا أبا الشعب الجنوبي
أيها الوالد و المناضل الفدائي حتى النهاية حسن باعوم
كل عام و أنت زعيم إلى أبد الآبدين
عبدالسلام بن عاطف
2 رمضان 1432
2 أغسطس 2011