عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-03, 10:08 AM   #1
طائر الاشجان
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 695
افتراضي قناة الجزيرة والمهنية الموجهة ..

في صيف عام 94م ومع اكتساح ( ما أطلق عليه قوات الشرعية) للجنوب بهدف بسط السيطرة على ربوعه وإخضاعه بقوة السلاح بدعوى عودة الفرع إلى الأصل ، سخّرت قطر فضاءها الإعلامي لدعم المجهود الحربي ، وأجازت عبر تلفازها الرسمي - لم تكن قناة الجزيرة قد أنشأت حينها - تمرير فتاوى قتل الجنوبيين ، وكلنا نعرف فحوى هذه الفتاوى ، التي أثارت حفيظة علماء الأمة قاطبةً ، والأزهريين على وجه الخصوص ، وكان عبدالمجيد الزنداني يتفنن في الإستحواذ على دائرة الضوء ، ويشجي مريديه بحكايات استنسخها من محاضراته إبان الحرب الأفغانية ضد السوفييت ، وإسهابه في سرد المعجزات والكرامات التي ظهرت لترافق جيش الشرعية وهو يقصف الأسر الجنوبية الملحدة ، وكيف أن الملائكة والروح تنزلوا فآزروا جيش الصالح ، وشرحوا صدر عبدربه منصور هادي وأحمد مساعد وعليوه وسالم صالح محمد وجموع غفيرة من المرتدين ( الشرفاء ) للعودة إلى صفوف إخوانهم المسلمين ، كل هذا وحكومة ( دولة ) قطر تسمع وترى الآثار المدمرة على واقع أرض المعركة ، وتغفل واجبها الإنساني والأخلاقي ، وتمضي في اتجاه دعم علي وزمرته من بيت الأحمر ، وخونة الجنوب الذين أنستهم نزعة الإنتقام والثأر كل شيء ما عدا شهوة الدم ، وقطر لا تنفك تدعي المهنية في تغطيتها للحدث .

تَحَقق للغزاة ما كانوا يطمحون إليه ، وانتظرت قطر رد الجميل مؤملةً في تخصيصها بعقود مشاريع استثمارية في ميناء عدن وحقول نفط المسيلة ، والخطوط الجوية اليمنية التي تشكل ( اليمدا ) ثلثي حصتها ، غير أن شيئاً من هذا ظل بعيد المنال ، وكانت دولة الإمارات الأكثر حظاً في جوانب الإستثمار اليمني ، ومن الطبيعي أن تشعر قطر بالإحباط وقد قلب لها "علي" ظهر المِجَن ، وعادت من مشوارها الداعم له بخُفّي حُنين ، وكان لشباب الثورة في ساحات التغيير الفضل في إهداء قطر المدية اللازمة لإصابة الرجل في مقتل ، وبنفس الأسلوب الدعائي الرخيص - من حيث القيمة المعنوية لقطر - ويندرج هذا الفعل تحت يافطة المهنية الإعلامية ، وهي ليست صادقة في ادعائها هذا ، بدليل أن تغطيتها لأحداث الجنوب عبر قناة " الجزيرة " لم تلامس الحراك السلمي لأبناء الجنوب ، ولم تجسده مثلما جسدت موجة المعارضة المطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة شخوصه ، في شكل يتجاوز المهنية الإعلامية ويصل حد التحريض العلني ، وتكتفي بوصف ما يجري في زنجبار بعبارة ( محاربة الإرهاب ) مديرةً ظهرها لأشلاء الشهداء ، وجموع الأسر النازحة والمشردة تحت وابل النيران ، والكل يدرك أنهم أبعد ما يكونون عن الإرهاب ، وأن مسمى القاعدة بمنأى عن قاموس حياتهم اليومية ، لكن قناة " الجزيرة " تنقل الصورة كما يقتضي المشهد " الدونكيشوتي "، وتَخرُج عن النص دون رقيب ، وتَرفع - برغم ذلك - شعار المهنية بلا استحياء ، وتصم أذنيها عن قول الشاعر :

إذا لم تخشَ عاقبة الليالي .. ولم تستَح فأفعل ما تشاءُ

ومن نافلة القول أن نذكر بأن السلطات المصرية سمحت اليوم لكافة القنوات الفضائية بدخول قاعة المحكمة ، وتصوير وقائع الجلسة الأولى لمحاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك باستثناء قناة " الجزيرة " فهو محرم عليها دخول القاعة ، وأترك التعليق على هذه الجزئية لمن يقرأ هذه الأسطر ، ويعنيه الشأن الجنوبي من قريب أو بعيد .

تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ

التعديل الأخير تم بواسطة طائر الاشجان ; 2011-08-03 الساعة 10:40 AM
طائر الاشجان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس