أرى ان هذا الكاتب مسكون بالماضي البعيد والذي انقطع عن اللحظة الر اهنة التي يعيشها العالم وهي لحظة التغيير الهائل
في كل المفاهيم المتعلقة بالوحدة او الحرية او مصائر الشعوب والاستقلال ، وهكذا نجده غارقا في الزيف والتضليل الذي
شاع وساد أيام فترة الخمسينات والستينات دون أن يستطيع ان يكون زء من هذا العالم المعاصر .
الاستاذ بن فريد ونحن في غالبنا لسنا ضد الوحدة كقيمة سياسية واجتماعية واقتصادية .. الخ ، ولكن يجب ان تكون الوحدة
المنشودة غاية لتحقيق مصالح الشعوب الداخلة فيها ووتمثل بالفعل التطلعات والآمال التي تنشدها الشعوب في الدول المتحدة
ولكن عندما تتحول الوحدة الى مجرد هدف نقدسه وصنما يعبد وفاليذهب الشعب الى الجحيم .
وما حدث في مشروع الوحدة اليمينة هو مصادرة مصلحة الجنوبيين واخضاع إرادتهم بالقوة وادخالهم في بيت الطاعة قسرا .
لذلك الفكرة التي يتحدث عنها الكاتب هي فكرة جوفاء تتنافى مع مفاهيم العصر لمعنى حرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها
واختيار ما يحقق مصالحها دون اكراه ، وبالتالي فلا بن فريد يستطيع ان يقرر ولا الكاتب ما يبتغيه الشعب الجنوبي ومن الحكمة
والعدالة والانصاف ان يترك لشعب الجنوب اختيار مصيره بنفسه ضمن اتفاق تشرف عليه المنظمات والهيئات الدولية وعندها
سيعرف العالم ماذا يريد الشعب العربي في الجنوب .
|