بالصدفة وجدت هذه الرسالة اليوم , كنت بوقت سابق قد وجهتها للرئيس علي ناصر محمد من خلال موقع شبوة برس بتاريخ 22 أكتوبر2008م , محتواها حجة لنا اليوم عليه وغيره وقد كتبت لهم جميعهم رسائل شبيهة , حجة لأننا كنا نضن فيهم غير ما أوضحوه لاحقا بانفسهم عنها .. أدعوكم لقراءتها ..
عنوانها :
الى الرئيس علي ناصرمحمد( الجنوب يستغيثكم)
والدنا العزيز : الشعب في الجنوب اليوم ينظر إليكم نظرة المحتاج للموقف الفاعل والكبير الذي طال إنتظاره منكم ، ينظر إليكم نظرة المحتاج لمن يمده بالمساعدة في الموقف وفق المتاح على إعتبار إن التصنيف لا يزال يضمكم ضمن تاريخنا الحديث ..
وأعتقد يا سيادة الرئيس إن الظرف بكل ما يحمل من معاني مواتي جداً ضمن الكثير من المعطيات وحتى وفق حسابات فن الممكن في السياسة والتي لا تزال تغلفكم ،وهي مواتيه ايضاً لخروجكم من مربع المتفرجين والحائرين والمراقبين والراصدين إلى مربع العمل الوطني والتحرك السياسي الواسع والمعلن في النطاق الإقليمي والدولي للتعريف بقضية شعبنا العظيم بحكم الوزن السياسي الذي لا يزال محسوب لكم ضمن هذا النطاق . وحشد الموقف الإقليمي المصري السعودي والخليجي إلى جانب قضيتنا وما يعانيه شعبنا في محنته جراء الإحتلال اليمني الخبيث ..
فأنت يا أبو جمال من القلائل الذين لم يستطع الشاويش صالح إغراءهم بالمادة مثل ما أغرى الجفري وبن دغر وغيرهما من الشخصيات المادية، ويحسب هذا الموقف لكم نظراً لأنكم أكثر منه حنكة ودهاء ومعرفه بتبعات كل الذي حصل ويحصل وسيحصل في الجنوب مها كانت فرضيات وغطرسة وعربدة المحتلين ، ولكن ما كان ليكفي هذا حتى تبقون مراوحين بين الحياة والموت سياسياً يا سيادة الرئيس وما للماضي الذي كنتم محسوبين على رمزيته في عهد الثورة والاستقلال من دثينه أن يجعل رؤاكم أقل من أن تكون مواكبة للعصر والمطلوب والتقديرات مع العلم إن الجنوب بنضاله سينتصر حتماً مهما تعثرت القافلة وما تأخر المتأخرون ومهما باع البائعون ..
لا يا والدنا العزيز .. أنت قبل غيرك .. تدرك إن الشعوب العظيمة لم ولن تدفن مهزومة بكبريائها ولن تسحق إرادتها ولن يحصل لشعبنا هذا أبدا على يد سفهاء من صنعاء وشمالها وتدرك أكثر من غيرك إن الشعب الجنوبي اليوم أكثر وحدة وصلابة وتلاحم من أي وقت مضى عبر التاريخ .. وتدرك أكثر إن العمل السياسي للقضايا الوطنية لا يقتصر على التعاطي وفق الإتيكيت والسجاد الأحمر والابتسامات الخفيفة في مجالس المشاورات بقدر حاجته ضمن الإستراتيجية الوطنية والسياسية المتحركة للعمل على أرض الواقع بشيء من والقوة والتحدي والصلابة وهذا ما قدمته لقضيتنا ، إذا ما كنتم تفقهون الشعب في الجنوب وباعوم ورفاقه والشهداء بجماجمهم ودمائهم وأرواحهم ..
لا أعتقد أن أبو جمال بحاجة لمن يرشده السبيل من مواقع البسطاء أمثالنا فهو الأقدر على فهم الكثير من التفاصيل والأمور ذات الأبعاد وبكل المعايير وبرؤى ثاقبة بحكم خبرته السياسية وتجاربه النضالية الواسعة والكبيرة طوال العقود الماضية ولكن من باب ( لعل وعسى ) .. قد تساعد رسائلنا باستنهاض شيء للواجب بداخلكم تجاه الشعب الذي حكمتموه عقود بالطرق التي أردتموها انت وفتاح وعنتر ومن كان إلى جانبكم حينها ومنذ ما بعد الاستقلال الأول حتى أردتمونا لما كنا عليه عام 90 م في وحدة كل ما عملتموه لأجل تحقيقها لم يكن أكثر من سخافة وسذاجة ليس لها أي صفة بقرارات التقديرات السياسية الصحيحة والصائبة لقيادات الدول والشعوب .
لن نعود للماضي في حديثنا هذا لأننا قد تجاوزناه يا سيادة الرئيس وسنجعل للماضي فقط تلك التبعات التي لحقتنا بعد النكسة في 94م وبشأن ذلك أعلم يا سيدي إن ما اعتقدتموه في قريرة أنفسكم بعد الهزيمة في حرب 94م كان للوهم والسراب وليس لحسابات الشعوب وكان شباب الجنوب قد دفنوا ذلك الاعتقاد بقوة في صدروكم وبقوة الإرادة والهمة الجنوبية الثائرة وقلبوه بموازين ما كانت تخطر على قلب أو بال علي ناصر محمد ولا صالح عبيد ولا شعفل عمر ولا العطاس ولا غيرهم من الطبقة السياسية الماضية .
تأخركم اليوم إنما هو نتاج لتلك الاعتقادات الخطأ التي كنتم قد ضنيتم إنها علينا كشعب قد كانت بالفناء بعد الحرب والتكفير والهزيمة في 9م .
لا لا لا يا أبوجمال فالشغيلة والكادحين الذين ظليت طوال فترة حكمكم للجنوب تخطب بأسمهم ولأجلهم كانوا ولا يزالون هم وأبنائهم أوفياء لمبادئ الانتماء الوطني وقيم الحياة الصحيحة التي تربوا عليها انتصارا للخبز النظيف والرأس المرفوع
سيدي الكريم واحد من الناس المقربين من سيادتكم أتصل بي هاتفياً ظهر هذا اليوم وطلب مني إن أدخل للتعليق خلف رسالتكم التي وجهتموها للأيام وأعاد نشرها موقع شبوة برس ..
يا أبا جمال مع إني لستُ متفائلاً كثيراً برؤية شيء لكم قبل أن تظهر الشمس من مغربها ولا أدري لماذا أوصلتمونا معكم إلى الشعور نحوكم هكذا في زمن ما كان إلا لمواقف العظام من الرجال الذي كنتم ولا زلتم محسوبين عليه شئنا أم أبينا طالما الشعب الجنوبي لا يزال متمسك بكم ويهتف بحياتكم ويحمل صوركم ..
وقد قلت ما قلت من جانبي بهذه السطور العاجلة فأني أرجو ثم أرجو من سيادتكم إن تعيدوا حساباتكم في رسم إحداثيات الواقع الجنوبي الجديد والراهن اليوم وفق إفرازات الحراك الجنوبي والعمل الوطني بالداخل ومن خلال دراسات " مركزكم الإستراتيجي الذي ترأسونه "وإن تنظروا للجنوب من مربع الأفق المفتوح على الحياة والانتصار لرغبات الشعوب وقيمها وضمن نطاق الإقليم الذي تتجاذبه السياسات الدولية والتي لا يمكن إن تبقيه كما هو عليه اليوم راكداً في ضل تنامي القوى الإقليمية الفاعلة ووفق الأبعاد الإستراتيجية للأقطاب والدول الأخرى المؤثرة فيه والتي يدخل ضمن اهتماماتها ،
ومن ضمن المتغير الأكيد القادم أيضا هو السقوط الحتمي والأكيد لأنظمة الهلاك والبلطجة كنظام الشاويش اليمني وفق تقديرات المنظمات الدولية والمراقبين ، كما أضيف بالقول إن علي ناصر محمد رغم سلبية تأخره حتى هذه اللحظة عن الركب الجنوبي للاستقلال والحرية بحسب أمنياتنا وتقديراتنا !! والعمل مع الداخل بالشكل المطلوب إلا إنه لا يزال يحضا بشعبية بين أوساط الناس مما يجعل النظر في التعاطي والتعليق على خطاباتكم وتصريحاتكم ، نتأمل عليه إيجابياً رغم إن هذه الخطابات التي ما كانت يوماً لغير التضامن مع الأيام وناشريها فقط لا توحي لنا على أن بوادر التحرك الكبير قادم من جانبكم معنا نحن الشعب في الجنوب ! وكنا نأمل مثلما هو حق للأيام وناشريها واجب التضامن من جانبكم فأن المعيار ذاته عليكم بنفس الوزن والتقدير ايضاً للتضامن مع الشعب الجنوبي وما يتعرض له من عسف وقتل ونهب وسلب وتدمير كل يوم .. فكن كما كنت أنت عليه في نظر الشعب فوالله لن تكون إلا به وباسمه ولا يمكن أن تكون بدون الشعب الجنوبي لأي وزن يذكر بعد كل الذي صار ولا يزال يصير يا سيادة الرئيس ......
احترامي وامتناني وتقدير للرئيس علي ناصر محمد وأرجو إن لا ينالني أحد بالسب والتجريح فانما ما أبديت وجهة نظري من رجل سياسي نكن له كل الاحترام والمحبة والتقدير .
الأصل على هذا الرابط نقلا عن شبوة برس :
شبوة برس الأخبارية:22/10/2008 ـ ابو عهد الشعيبي