الأخ العزيز القعقاع لقد شدني موضوعك كثيراً ، لما أحتوى في مضمونه عن تساؤلات و عبارات يسترعي الوقوف معها .
عندما لملمت عبارات المتفرقة حاولت كأكبر قدر من الإمكان أن أكتب رداً يشمل علامات الإستفهام التي وضعتها في ثنايا موضوعك .
إن للجنوبيين وطناً أحتل عام 94 و بعد 14 عاماً من من هذا الوحل الذي جر اليه أبناء الجنوب و يتسائل الجميع إلى متى نظل في خضم هذه المعانات . . .
فتحرك المتقاعدون العسكريون و تعاطف مع قضيتهم أبنائهم الشباب و العاطلين عن العمل ، و آزرهم أخواتهم و بناتهم و نسائهم في قطاع المرأة ، و لم يغيب عن مرافقاتهم أيضاً رفاقهم من مناضلي الثورة و أسر أخوانهم الشهداء ، ليلتف حولهم بعدها أخوانهم في بقية الشرائح و الفئات الجنوبية من صحفيين و محاميين و أكاديميين و . . .الخ ، فالمسألة أصبحت قضية الشعب الجنوبي و لم تعد قضية القيادات التي من دون ملامح حد تعبيرك ، فالقائد هو من في الساحة ، القادة هم أولئك طلاب المدارس و الثانويات و الجامعات و الشباب الذين رأيناهم في الساحة يستنكرون الإحتلال و يرددون برع برع يا إستعمار ، و ثورة ثورة يا جنوب ، فمن أراد أن يثبت إنه قائد فعليه بالساحة في العاصمة عدن و أخواتها ، حيث يتسابق الجنوبيين فيها للشهادة أو الإعتقال حتى يكتب لهم النصر على هذا العدو الهمجي الذي لا يفرق بين كبار السن أو الأطفال أو النساء و كلنا رأينا مسيلات الدموع و هي تطلق على المنازل و المدارس ، و رأينا النساء و الأطفال و الشيوخ ينقلون إلى المستشفى نتيجة همجية الإحتلال و عشوائية إطلاقه للرصاص و مسيلات الدموع و كيف لا و هو محتل و الجميع هم أعدائه .
أخي ما لنا من الثوريين الماركسيين ، إن يوم مظاهرات 13 يناير التي غاب فيها أعداد كبيره من قيادات المجلس الوطني بعد أن دعوا لها ، أصبحت مظاهرات عفوية جميلة منددة بعدم السماح لهم بإقامة فعاليتهم ، فيها توحد أطياف الشعب الجنوبي المتطلع لمستقبله ، و هذا المستقبل الذي يتطلع له هؤلاء الشباب مستقبل خالي من الأفكار المستوردة من الخارج و التي كانت تفرض على فكر المواطن الجنوبي ، لا يصبح همه فقط المأكل و المشرب و الملبس من غير أن يفكر جدياً بتطوير ذاته و إشباع فكره ، لا ليصبح إنساناً لا حول له و لا قوة إلا بالله كل قراراته يتخذها المكتب السياسي .
إن هناك أمور ذكرتها هي حقائق تاريخية لا ينكرها أحد ، لكن شعب الجنوب اليوم سيقرأ كل برامج الحراك السياسية و سيختار وفقاً لها بما تلبي تطلعاته ، و هي أمور لا نستعجل فيها و بعد برنامج الهيئة الوطنية السياسي نحن بإنتظار برنامج المجلس الوطني الأعلى السياسي و غيرهم ، حتى يعرف الشعب الجنوبي الخيط الأبيض من الأسود .
أخي لا توجد رموز جنوبية طاهرة طهارة القضية الجنوبية ، فكما قلت لك القادة في الميدان هم قادتنا ، القادة هم في الميدان معرضون للإغتيال و الإعتقال من الإحتلال مثلي و مثلك ، إنما هذا لا يدعونا أن نلغي فكرة القيادة ، فقد جرت العادة دائماً أن يكون هناك قادة و جنود ، و لهذا كان في كل معركة هناك قادة و جنود ، منذ عصور التاريخ القديم و عصر الإسلام و حتى عصرنا الحديث اليوم .
أتركوا هذا الكلام فنحن اليوم معنا إحتلال يحاول أن يقضي على كل ما هو جنوبي بشتى الوسائل ، يستدعي الوقوف جنباً و أن لا نركز على ما تسمى بخلافات القادة و الذين يتسابقون لتوظيف الحراك وفق ما تشتهيه أحزابهم ، فالقضية ليست قضيتهم بل قضية أهلنا و ناسنا في الجنوب ، هي قضية الشعب الجنوبي الذي رفض ما نحن عليه اليوم و يرفض ما كان بالأمس . . .
هؤلاء هم من يقود الثورة لأجل مستقبلهم أنظر من يسعف الجريح بلعيد



صور ذكرتني كثيراً بمشاهد رام الله و بيت حانون و الخليل و غيرها من مدن فلسطين الجريحة
تحياتي لك أخ القعقاع . . .
__________________
إن تاريخ الجنوب يروي لنا , أن أبناءه لا يلبثون وقت الشدة إلا أن يجمعوا صفوفهم علي هيثم الغريب
لا بد من التضحية والفداء ليس كرهاً بالحياة بل تعبيراً عن حبنا لهذه الحياة التي أردنا أن تعيشها أجيالنا القادمة بسعادة وحرية وشرف وكرامة عميد الاسرى العرب ( سمير القنطار)
|