اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن فرج الجنوبي
يعلمنا التاريخ إن الكثير من الدول التي كان لها شان وكانت ذات قوة وعزة ورفاهية قد انهارت وتمزقت من داخلها بسبب إن من تولوا أمرها لم يؤتمنوا عليها لقد انهارت هذه الدول عندما لجا حكامها وتفرقوا لذاتهم ولملذاتهم ونزواتهم وأصبحوا يعيثون بالأرض فسادا وفعلوا المنكرات وخرجوا عن الأخلاق والقيم وضاعة العدالة وتجاوزوا الأسس والمقومات التي شيدت عليها هذه الحضارة أو الدولة القوية ، وبدلا أن يسخرون الحكام إمكانياتهم صوب القضايا الرئيسية ادخلوا الناس في متاهات وقضايا ذاتية وثانوية تفرغوا لها وأعطوها جهدهم ووقتهم على حساب القضايا المصيرية وهي ما نراها اليوم نماذج منها في المشهد الجنوبي .
لقد مرينا نحن الجنوبيون بتجربة مريرة ودفعنا ولازلنا ندفع ثمن تلك الأفكار والسياسات والسلوكيات الخاطئة وثمن تلك القرارات العاطفية والانفعالية وثمن تلك العقلية التآمرية التدميرية التي أدخلتنا في صراعات كان لا يمكن أن تكون أو تحدث لو وجدت العقول المخلصة الحريصة على كل قطرة دم ولو وجدوا الناس الذين يضعون مصالح الوطن والشعب فوق مصالحهم الذاتية الأنانية الضيقة.
أن ما نراه وما نسمعه ونقراه اليوم من أعادت أنتاج لتلك العقلية والثقافة الرافضة والمخونة للأخر وسياسة الإلغاء والتهميش وعملية الاستحواذ والتفرد بقضايا الوطن دون إن نتعلم من دروس وعبر الماضي ودون إن نستفيد من تلك التجارب المريرة التي عانينا منها بسبب هذه العقلية التي لا ترى ألا نفسها ولا تثق إلا بنفسها ولا تريد ألا إن يسبح لها الناس وبغض النظر أكانت على صواب أو على خطأ
إن لغة التخوين والتشطيب على الأخر مع الأسف تولد مخاوف لدى الكثير وتطرح الكثير من التساؤلات عن الضمانات في أن لا يعود الجنوبيون لتكرار صراعات الماضي من جديد وتشكل مثل هذه اللغة والثقافة المخونة للأخر مادة فعالة بيد نظام صنعاء يغذيها من ناحية ومن ناحية أخرى يستغلها لتخويف الناس من العودة لصراعات الماضي وعلى الرغم من إن الحاضر يختلف وان الناس تنتقد وتنبذ ذلك الماضي وان الناس قد تسامحت إلا إن مثل هذه الثقافة والخلافات وافتعالها تشكل مصدر مخوف للناس بالفعل وعامل مربك ومعرقل لنضال الناس ولتوحيد الناس وإمكانياتهم .
إ
إننا بدون إن نقبل بعضننا البعض وبدون إن يحترم كلا منا الأخر وبدون الحوار وبدون إن نحول عملية التصالح والتسامح إلى سلوك وممارسة وثقافة عملية وبدون إن يلتقي الجنوبيين على ميثاق شرف وقواسم مشتركة للعمل وللنضال وللمستقبل فأننا سنظل نعاني ونشتكي ونصيح وسنظل عرضة للاختراق وللخلافات والصراعات وسيظل الخوف من تكرار صراعات الماضي ودكتاتورية سلطة صنعاء قائمة ومشروعة ولذلك فان على الجنوبيين إن يبحثوا على آلية عمل جديدة توحد هذا التبعثر والتمزق وتطمئن الناس وتؤمن مسيرة النضال نحو مستقبل أفضل ..
إن المطلوب اليوم من كل الجنوبيين بمختلف انتماءاتهم إن يتوحدوا ويوحدون إمكانياتهم للقضية الرئيسية الا وهي قضية الجنوب قضية إستعادة دولتهم وحريتهم وكرامتهم وان لا يسمحوا لأي نقاش أو عمل أو سلوك يبعد الناس عن قضيتهم الرئيسية وعن عدوهم الرئيسي وان لا نسمح لمن يثيرون لنا قضايا غير قضيتنا الرئيسية وأعداء غير عدونا الرئيسي
|
أضن الرسالة وصلت الى نضال وأزلامة . لعل وعسى يستفيدون من الماضي التامري