سؤال وجيه برغم ان الاحتلال مكشر انيابه دائما ولكن هذه المرة بشدة.
باعتقادي ان الامر هذا له اهدافه الواضحة للعيان ومنها ماهو مستتر نوعا ما.
فالهدف الواضح :
هو عدم قبول النظام لفكرة التسامح والتصالح ودليل ذلك استخدام العنف في 13 يناير الماضي .
ففكرة ان يتصالح الجنوبيين معناه انهم سيتفقون ضد عدوهم الحقيقي والاحتلال لايريد ذلك ففي التسامح والتصالح بين الجنوبيين قوة لهم وضعف له وخطر على النظام وهو النظام الذي نعرفه لا يستطيع ان يعيش الا بجو من الازمات والفتن بين الشعب . وبالتالي يريد ان يغرق الجنوب بفتنة كبيرة ويختلط الحابل بالنابل وليس لديه من شيء يستطيع ان يخلق هذه الفتنة الا باحداث 13 يناير 86م ولهذا لن يسمح ابدا بان تتحول تلك الاحداث المأساوية الى يوما للحب والود والتسامح والتصالح لان فيه تفويت فرصة طالما اعتقد النظام انها ورقة رابحة له يرميها بين الجنوبيين متى شاء .
وكما نعرف فهو نظام تعود ان يرقص على رؤوس الثعابين كما تحدث زعيمهم اكثر من مرة.
والثعابين عندما تكون صغيرة يسهل الرقص عليها لكن مايحدث في الجنوب افعى كبيرة ستلتهمه التهاما والعملية هنا لم تعد رقصا بل فناءا. فكيف يسمح بذلك ؟
ابدا لن يقبل . خاصة انه يواجه ثورة شعب كامل وليست قبائل او قوى حزبية متقوقعة كما تعود فهو يواجه شعبا باكمله وهنا يكمن السبب والسر وراء استخدام القوة بشكل مفرط ولن يغير من هذه السياسة ابدا لعلمه الوثيق والاكيد ان الجنوبيين ماضون في طريقهم وان خيارهم تحدد ولن يتراجعوا عنه ابدا لان ابسط تراجع بمثابة انتكاسة مصيرية وقاتلة .
والجنوبيون لم يعد لديهم شيء يخشون عليه لان كل وطنهم من اقصاه الى اقصاه مسلوب ومنهوب.
الهدف المستتر:
باعتقادي ان النظام يعيش في وضع غير مستقر ولديه مشاكل كبيرة من اهمها الازمة الاقتصادية وبشائر تجدد الحرب في صعدة خاصة مع ازدياد وتيرة الهجوم الاعلامي بين الجانبين بالاضافة الى القضية الجنوبية والتي يراها النظام هي الاخطر وهي المرعبة له . وتاكد للنظام ان الجنوبيين يكرهون وجوده في الجنوب وكل يوم يحقق الحراك الجنوبي المزيد من الانتصارات ويزداد الذين ينخرطون فيه وعلم النظام ان المراهنة على الانشقاق والانقسام بين قيادات الحراك فاشلة. ويعلم ان ازدياد قوة الحراك وحنكة قياداته ارعبته ولن ينتظر حتى يتحول الجنوبيين جميعا الى جنود للثورة الجنوبية فاراد اثارة الجنوبيين من خلال استخدام البطش كما هو حاصل لاجل ان يجر الحراك الى الثورة المسلحة لكي يستطيع ان يتعامل معهم بقوة السلاح والحراك لايزال في المهد حتى يسهل القضاء عليه وتجنيد الكثير من القوى التي لازالت بين النظام والحراك ولم تتخذ موقف واضح وكذلك سهولة الاتهام للحراك بانهم جماعات ارهابية طبعا هذا موجه للخارج وان الحراك يريد ان يستعين بقوى اجنبية والسيطرة على اليمن كما حدث في العراق وهذا موجه للداخل في الشمال وان الحراك يريد عودة النظام الماركسي والحكم الشمولي والسيطرة على السلطة في الجنوب وهذا موجه للجنوبيين.
من هنا ماحدث في 13 يناير هذا العام هو محاولة لاستدراج الجنوبيين الى الميدان ولكن ليس باعتصامات ولا مهرجانات وانما بالسلاح ليضرب بكل قوته واجتثاث الحراك من اساسه وخاصة بعد ان تأكد له في الايام الماضية بان قادة الحراك ليس كما كان يعتقد بانهم مختلفين واتضح له انهم اكثر ذكاء وحنكة وانهم يستخدمون تكتيكات لم تخطر له على بال .
هذا باعتقادي السبب في استخدام البطش والقوة هذا العام بالتحديد .