عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-24, 01:03 AM   #7
النعماني
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-29
المشاركات: 101
افتراضي

شرح أحاديث في الفتن والحوادث (الجزء الأول) - حديث ستخرج نار من حضرموت قبل القيامة
لشيخ الاسلام ابن تيميه

حديث ستخرج نار من حضرموت قبل القيامة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى: وللترمذي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ستخرج نار من حضرموت قبل القيامة، قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام »1 وقال: حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر.
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه وبعد، هذا الحديث تضمن الخبر عن نار تخرج من حضرموت قبل يوم القيامة، ذكر المحقق لهذا الكتاب قال: في للترمذي تحشر الناس، والحديث الذي في الصحيح في ذكر أشراط الساعة الكبرى، ومنها نار تخرج من قعر عدن، عدن هذه هي في ناحية حضرموت كما في الروايات الأخرى: تحشر الناس تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا.
يظهر من هذا الحديث أن النار المذكورة في هذا الحديث هي النار المذكورة في الحديث الآخر، وهنا قال: قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام.
هذا فيه دلالة على فضل الشام، وأنه يكون موئلا للإسلام والمسلمين، وهذا لا يلزم أن يكون على الدوام كما جاء في أحاديث فضل اليمن، وأن الإيمان يماني والحكمة يمانية.
هذا ليس المقصود منه أن الشام أو اليمن أو بلد كذا أنه يكون كذلك دائما وأبدا، بل سنة الله في العباد والبلاد هي التغير والتحول كما يشهد التاريخ.
وقد كان الشام مركزا للعلماء والصلحاء كما كان في عهد معاوية رضي الله عنه، وفي عهد عمر بن عبد العزيز كان هو الخليفة وكان في الشام وتجيء العهود فيها يكثر الخير في الشام، فهذا الحديث وأحاديث تدل على فضل الشام، لكن يجب أن تفهم على هذا الوجه، وما دام الأمر على العلم والإيمان فأين كان فليؤم وليقصد، فأي أرض يظهر فيها الإسلام وتظهر فيها السنة فينبغي للمسلمين أن يقصدوها للهجرة تارة، وللعلم تحصيل العلم تارة أخرى، كما حصل ولله الحمد في هذه البلاد بعد دعوة الإمام المجدد رحمه الله حصل فيها خير كثير أكرمها الله وأكرم أهلها بذلك، فكانت مقصدا للصالحين وأهل العلم والإيمان والتوحيد. نعم.
1 : الترمذي : الفتن (2217) , وأحمد (2/69). ( ملحوظه لم يتم ذكر اليمن في الحديث )

ورد في سيرة ابن هشام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل فروة بن مُسَـيْك على قبائل مراد وزبيد ومذحج، وبعث معه خالد ابن سعيد بن العاص على الصدقة. كما ورد فيها أنه عليه الصلاة والسلام بعث زياد بن لبيد الأنصاري إلى حضرموت، وعلى صدقاتها. وبعث عليّ ابن أبي طالب إلى نجران ليجمع صدقتهم وجزيتهم، كما أرسله قاضياً على اليمن، كما ذكر الحاكم. وفي الاستيعاب أنه عليه الصلاة والسلام أرسل معاذ بن جبل إلى الـجَنَد يُعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام، ويقضي بينهم، وجعل له قبض الصدقات من العمال الذين في اليمن.
النعماني غير متواجد حالياً