لا أجد كلمات اعتذار بها عن عدم حضوري اليوم لـ مسيرات الحراك السلمي الجنوبي التي تقام كل خميس في عتق، والتي لم أفوت منها واحدة، لكن اليوم لم أستطع الحضور؛ بـ سبب وفاة جدي ناصر بن سالمين بن حسين القفيش مما اضطرني للذهاب إلى باكبيرة مبكراً، فـ هل هذا عذر يعفيني من عدم الحضور؟!! أرجو ذلك! على الرغم من شعوري بالحزن الشديد، والندم لـ عدم حضوري هذه المسيرة، فـ لقد فاتني شرف عظيم مثل هذا فـ كيف لا أحزن وإخواني وأهلي في ساحات الشرف والكرامة يلاقون صنوف القمع والتنكيل والقهر والديكتاتورية الفجة المعبرة عن عقلية المحتل وعجرفته، ولقد كنت والله على أهبة الاستعداد للحضور لولا المصاب الجلل.
إن أبناء شبوة ليسوا جبناء ولا ضعفاء، ولكنهم يفكرون بـ عقلية خالية من شوائب الماضي وصراعاته المريرة، وهم سلميون ولكن هذه السلمية ليست الحل الوحيد الذي يحسنونه؛ ولكن الخيارات الأخرى ليست مطروحةً الآن.
كما أن تعامل قوات الاحتلال اليمني مع أبناء شبوة اليوم بـ هذه الصورة الوحشية وإطلاق الرصاص الحي عليهم ومطاردتهم واعتقالهم وإنما يمثل عنجهية المحتل، وغطرسته، واعتماده على القمع والوحشية كـ أسلوب لـ قهر أبناء شبوة على وجه الخصوص، والجنوب بشكل عام منذ احتلاله العام 1994، وهذا التعامل وبـ هذه الصورة الوحشية والقمعية يكذب كل ما يدعيه المحتل من أننا أبناء وطن واحد؛ بل العكس هو الصحيح؛ فهم احتلال، وهذا هو أسلوب المحتلين.
ما جرى اليوم في عتق أظهر مدى بشاعة حقدهم على كل ما هو جنوبي، فـ حتى إسرائيل عندما تتصدى لأي مظاهرات في فلسطين المحتلة تستخدم الرصاص المطاطي ولا تلجأ للرصاص الحي إلا في حالات استثنائية، وهذا ليس تبريرا لما تفعله إسرائيل بـ حق أخواننا الفلسطينيين، ولكن لـ لمقارنة بينه وبين ما يفعله الاحتلال اليمني في الجنوب منذ احتلاله حتى اليوم.
ولكن؛ الحمد لله تعالى؛ فـ مع كل يوم يتكشف لأبناء الجنوب الذين لا زالوا يؤمنون بـ إمكانية إصلاح مسار الوحدة ومن خلال هذه الممارسات القمعية/الوحشية بشاعة هذا الاحتلال ووجوب التصدي له، وعدم ترك أبناءنا لـ وحدهم يواجهون بصدورهم العارية هذه الآلة العسكرية الجرارة بـ صمت مطبق؛ فـ يعرفون زيف ما يدعيه الاحتلال وزبانيته وأذنابه، وصدق ما نحارب من أجله في أرض الجنوب وساحاته كل يوم؛ فـ يزداد مؤيدو هذا الشباب الجنوبي وينضمون له زرافات ووحداناً.
إن محاولة استثارة غضب أبناء شبوة، وتجربة بسالتهم بتكذيب شجاعتهم، والتمادي في قمعهم وإطلاق الرصاص الحي على مسيرات حراكهم السلمي، وجرهم إلى مربع العنف؛ ليست مسألة عادية، ولا يمكن قبولها أو تجاهلها بـ بساطة؛ فـ حلم أبناء شبوة لن يظل إلى ما لانهاية؛ فـ شر الحليم إذا غضب سيتحول إلى نار حمراء تحت أقدام المحتلين وأذنابهم، ولات حين مناص.
وتحياتي مهدي الخليفي-أبو خالد
منقول
__________________
|