[جنوبي بلاحدود]

الاخ يحيى غالب ......!!
كم انت رقيق المشاعر ........ حد الذوبان حزنا فوق حروفك الناحبه هي الاخرى.... لقد ابكتني ابياتك والله ...حتى هملت دموعي فوق لوحة الحروف.... ولم اعد اقوى على الرد الا بهذا القدر..
فيالك من رجل عاطفي ..وفي وصادق الاحساس.. وقد وصلت ترددات حزنك ونحيب مشاعرك عنان السماء و صار الكون يردد حنينك وصداه يتردد بلا نهايه :

باحن ياقاع العسل راح الملك==باحن ياموديه لش طول الوقوت
القمع في حب الجماهير امتلك==تعاهده ان الجريمة ...لن تفوت

فقط بثمانيه ابيات صادقه هزيت الكون كله يايحيى ..اعتصرت فيها انت وروحك وعواطفك ولواعجك وجوانحك تكسرت على فراق القمع فقطرت سحائبك شهدا من الشعر الحزين الراثي الناعي ...يا يحيى فلله درك من شاعر لايعلم ربما انه حتى شاعر من شدة الحزن وهموم النضال ووجع الوطن وقهر الزمان .

ابياتك يايحيى لاتنسى بقدرما كانت تنوح قهرا وفقد على فراق كل هذا العزيزعليك وعلينا يا يحيى ،فقد كنت عملاقا ايضا يا يحيى فيها... حاضرا فيها بقوة .... وشهامه.... واباء... وفياللشهيد.... ومخلصا حد الموت دون الانتصار على اعداء القمع والوطن ....الذين ظنوا انهم قتلوا الوطن والقمع فيك ، وهم واهمون لانهم فقط ربما حولوا قلب الانسان المحامي المسالم الى قطعة من فولاذ لاتلين تشظي يحيى غضبا وانتقامامن كل وقاحات ذلك العدو ايا كان وقد بلغ القهر بك مبلغا حد الجنون واستحال الصبر او التفكير بالمهادنه او التراجع عما تعاهدتما عليه انت والشهيد يوما ضربا من المستحيل وكانني كنت معكما في كل مكان جمعكما معا .

لن ارد باكثر من هذا حتى لا اخدش جلل حزنك ...و وربما عبرت لك بما فيه الكفايه عن مدى حزني ايضا ...ولكن لم اتجاوز ما بلغته من الهام شاعري استحال علي حتى مجرد التفكير بالرد بابيات من انين على كل هذا الضجيج والرنين المترددة في ارجاء مسامعي حد الاندهاش والغضب والحزن معا تاثرا بابياتك .

تحياتي لكل الوفاء فيك ...وكل المشاعر النبيله فيك يا اغلى الرجال انت يا استاذ يحي.. فالحي ابقى من الميت وهذا عزائي ومرثاتي لك وفي الشهيد وربما استانف بعد توقفي هذا من شدة حزني ايضا عليكما معا .