[الرأي العام]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ganoob67

هناك طريقين للإستقلال لا ثالث لهما....

أسلوب القوة العسكرية: و ذلك بأن يتم إسقاط المناطق الجنوبية واحدة تلو الأخرى و إقامة الدولة المنشودة و فرضها على الداخل و الخارج بقوة السلاح... و عندها لا أحد يستطيع أن يعترض عليك و على إستقلالك.

الأسلوب الثاني هو عن طريق المبادرات السياسية و عندها لا مناص من مرحلة إنتقالية يتم بعدها إستفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره... و في هذه الحالة الفيدرالية المشروطة هي الخيار الأفضل بالنسبة للفترة الإنتقالية... و لهذا فإن ما تسرب حتى الآن عن لقاء قناة العربية الأخير مع العطاس يظهر أن ما ذكره العطاس هو الحل العقلاني الأقرب للواقع.

و لكن الأسئلة التي تضع نفسها بقوة الآن هي:

- هل قرار الفيدرالية المشروطة ثم الإستفتاء قرار فردي للعطاس أم جماعي لإجتماع القاهرة؟
- لماذا لم يتم ذكر مبدأ تقرير المصير أو الإستفتاء في بيان إجتماع القاهرة الذي يقال أنه حضره حوالي 300 ناشط جنوبي؟
- لماذا كان العطاس يصر في مقابلاته التي أعقبت إجتماع القاهرة على تجاهل حق شعب الجنوب في تقرير مصيره في وقت كان فيه الضيوف الشماليين يطالبون بإستفتاء الشعب الجنوبي على ما يريده؟
- ألا يعتبر تصريح العطاس الأخير لقناة العربية و مطالبته بالإستفتاء خروج عن بيان القاهرة الذي صوت عليه الحاضرون؟
- ما هي الضمانات بأن حديث العطاس اليوم عن الفيدرالية و الإستفتاء لن يتغير غدا؟

معروف أن العطاس و ناصر إستطاعوا كسب الكثير من الإستقلاليين إلى صفهم... و بعد هذا التصريج سيتبعهم بالتأكيد عدد أكبر. و السبب هو أسلوب عملهم الذي يحاول كسب الآخرين... لا نبذ و إقصاء حتى منهم في صفهم!!!

من السخف تخوين تيار العطاس و ناصر... من يريد أن يحاورهم فبالحجة فقط... و الحق يقال أن تيارهم حتى الآن إستطاع أن يفرض وجوده أكثر من التيار الآخر.

اعجبني هذا التصريح الموضوعي الذي يتحدث بلغة سياسية والسياسة هي عملية متحركة غير ثابته وان اخفت ورائها أهداف ثابته
وربما العيب الذي وقع فيه تيار العطاس ناصر انهم لم يكونوا شركاء لهم من الجنوبيين المختلفين معهم في منهجية التعاطي مع الاحداث
واداة القضية الجنوبية حتى يكون هناك نوع من تبادل الادوار فقط وأن الثابت في الأمر في تقرير مصير الجنوب هو الشعب .
التغير الملاحظ في طرح العطاس عبر قناة العربية مؤخرا يؤشر انهم ادركوا ان أمور الثورة اليمنية بكل ملابساتها وأطرافها لا تمضي
في الاتجاه المأمول ووفق تطلعات الشباب ، بل اتضح ان هناك سد منيع لا يسمح للثورة حتى وان انتصرت شكليا باسقاط النظام
لا يسمح بتغييرات جوهرية في الموروث الثقافي للنظام اليمني المتواتر على مدار الخمسين سنة الماضية .
وبالتالي فإن هذا السد ومن باب أولى لن يسمح بأي مشاريع حقيقية تعيد للجنوب أي نوع من الاستقلال حتى في ظل اتحاد فيدرالي .
الشيء الآخر الذي اشير اليه واتمناه من الاخوة الاعزاء هنا في هذا المنتدى هو ان نجعل من اختلاف وجهات النظر في السياسة والرؤى
مجالا للطعن والتشهير ببعضنا والمزايدة على الآخرين والاخ جمال عبادي قدم الكثير للجنوب ولازال وإذا كان يرى في رؤية العطاس موطىء
قدم نحو الاستقلال فله كل الاحترام ولا يجوز بأي حال التشكيك والتخوين والشتم كل هذا تصرف غير مسؤول من أي شخص .
انا شخصيا اختلف مع بيان لقاء القاهرة لانه ببساطة لم يجب على مجموعة الاسئلة التي تفضل بها المتداخل وهي أسئلة
دارت بأذهان الكثير من ابناء الجنوب ، ومع ذلك لا يعني ذلك انهم قد خرجوا على الملة الوطنية الجنوبية بل يبقى هذا اجتهاد لا يمثل الا من يؤمن
به ، كما هو الحال لاي لقاء يتم بين مجموعة من قادة الجنوب مثل لقاء بروكسل ، خاصة في ظل هذه الظروف التي لا تسمح للجميع من اللقاء
وصياغة رأي جماعي في الداخل والخارج .
تحية لكل قادة الجنوب ونتعشم فيهم الخير للجنوب ونطلب منهم احنرام إرادة الشعب الجنوبي وجعل هذا الاعتبار في اذهانهم كل الوقت