حضرموت تتكلم جنوبي
تقع حضرموت في الزاوية الجنوبية الشرقية من بلاد العرب، وهي: حضرموت الكبرى - حضرموت الوسطى - وما دونها (وأكمل) فأقصى حدود حضرموت ويمكن أن نسميها حضرموت الكبرى -من عدن غرباً إلى عمان شرقاً وما بين البحر الهندي جنوباً ورمال الاحقاف شمالاً، هذا التحديد يشمل بلاد الفضلي والضالع ويافع والعوالق سفلاهما وعلياهما والعواذل وبيحان وجميع الإمارات الغربية التي تدعى بمحمية عدن الغربية) ويستمر الدور في مخاتلة المجتمع الحضرمي اليوم بتمرير وتضخيم فكرة استقلال حضرموت وحقها في ثروتها دون أن يشير هؤلاء المتباكون عليها إلى أن حضرموت كانت عاصمتها التاريخية (شبوة) وبالتالي لابد من إدخالها في السيناريو ولكنها المؤامرة وإن كنت ممن لا يفسرون حركة التاريخ بهذه الفلسفة إلا أن الواقع في كثير من الأحيان يؤكدها، وببساطة ألا تشتغل الولايات المتحدة الأمريكية بحوك المؤامرات للسيطرة على العالم.
لكل ما سبق فإن الجميع يراهن على تمزيق حضرموت للنسيج الجنوبي وهناك الكثير ممن باع أرضه وتاريخية منذ زمن بعيد بحفنة من الدولارات أو الريالات وهناك البعض الآخر ينتظر، وليس غريباً أن تظهر بين فينة وأخرى فقاعات حضرمية للأسف تدفع باتجاه تضخيم فكرة الاستقلال وقيام دولة حضرموت على الرغم من اختلاف حضارمة الداخل اختلافاً كبيراً ونجاح اللاعبون عن بعد نجاحاً كبيراً في تمزيقهم وتعميق اختلافاتهم وخلافاتهم حداً جعلهم لا يقوون على مواجهة ناهبي ثرواتهم من أراضيهم وأمام أعينهم ولم يستطع الحضارمة بجميع مكوناتهم القبلية الثأر لمقتل العقيدين العامري وباوزير، وانفض سامرهم بعد مكالمة من رئيسهم علي عبدالله صالح، إنه المال وحب الحياة ما جعل الحضارمة يسقطون في مستنقع التآكل وعدم القدرة على الحركة وتحديد صفة العدو وهويته، إلا أن الأمل الكبير معقود على هذا الجيل العشريني الذي صنعته المأساة وعجنته أيادي الاحتلال وأعوانه فكان أن خرج شامخاً أبياً يرى النور من داخل النفق ويسعى لاستعادة كرامته وحقوقه وأرضه ودولته المسلوبة، يكفي لإظهار حقيقة حضرموت كل حضرموت أن تقف متأملاً المسيرات الحاشدة والاعتصامات الناجحة والعصيان المدني الكامل العدد للشباب اليافع في كل مدنها: المكلا، سيؤون، الشحر، القطن، غيل باوزير، تريم، الريدة وقصيعر، حورة، الديس الشرقية، شبام، وغيرها، لتدرك أن جميع هذه المشاريع لفصل حضرموت وإخراجها من مكونها الكبير الجنوب هي مجرد خيالات شيطانية يحاول البعض تزيينها ولكن هيهات، فحضرموت تتكلم جنوبي، ولن ترضى في القريب والبعيد إلا أن تتكلم جنوبي ولو كره الحاقدون.