عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-13, 03:16 PM   #4
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

ما عجز عنه الجيش في أشهر .. قبائل أبين تواصل تحرير مناطقها من قبضة الجهاديين

بدأت قبائل محافظة أبين عملياتها التطهيرية للمواقع والمناطق التي تتمركز فيها الجماعات الجهادية أو كما يطلق عليها "أنصار الشريعة الإسلامية" وذلك في خطوة مفاجئة بعد عجز القوات الحكومية المعززة بالآليات العسكرية الثقيلة والطائرات الأمريكية عن القيام بهذه المهمة.


القبائل التي تعهدت منذ أيام بتطهير جميع مديريات محافظة أبين من أي تواجد للمسلحين بدأت مشوار خطتها من مديرية مودية وبعض المناطق في مدينة زنجبار وما جاورها ، حيث تم السيطرة على المناطق من قبل العناصر المسلحة التابعة للقبائل وملاحقة فلول الجماعات الجهادية إلى خارج المديرية عبر نقاط تفتيشية موزعة في الطرقات الرئيسية الرابطة بين المديريات.

ويثار حاليا تساؤلات كثيرة حول أنتفاض القبائل في أبين ضد المسلحين بعد أشهر من توغلها في جميع أنحاء المحافظة ، فالبعض اعاد ذلك إلى قيام المسلحين بالتهجم على ممتلكات خاصة بقبيلة "آل وليد" و"المياسيرة" في مديرية مؤدية الأمر الذي أدى إلى نشوب مواجهات ومعارك ضارية بين الجانبين ، فيما مصادر أخرى تشير إلى أن هذه التوجهات جاءت بعد إجراء تواصلات مستمرة بين قيادات جنوبية بارزة في الجيش ومشائخ القبائل حول مساعدة القوات الحكومية من أجل طرد المسلحين من أراضي أبين.

توحد القبائل ضد العناصر الجهادية وتحت هدف واحد هو طرد المسلحين من محافظة أبين أثار استياء المسلحين الأمر الذي دفعهم إلى أستخدم الاسلحة التي حصلوا عليها من مواقع عسكرية ضد القبائل وخصوصا صواريخ "لو" الأمر الذي دفع بالقبائل إلى التواصل فيما بينها من أجل قطع إي إمدادات عسكرية لهذه العناصر من مديريات مجاورة لمديرية مؤدية حيث استجابت بعض القبائل لهذه المطالب وقامت بنصب النقاط التفتيشية في الطرقات الرئيسية.


العناصر الجهادية وفي ظل احتدام المواقف والمعارك مع القبائل بدأت بالانسحاب من بعض المناطق والمديريات التي كانت تسيطر عليها ، الأمر الذي مكن اللواء الصامد منذ الحرب على هذه الجماعات "اللواء 25" ميكا من فك حصاره والاستعداد لمشاركة القبائل الحرب التي أعلنوها ضد "أنصار الشريعة" .


الجيش الذي يخوض معارك منذ أشهر مع هذه الجماعات لم يستطع حتى اللحظة من تحرير أي منطقة في ظل تكثيف غاراته الجوية والبحرية والبرية صوب مناطق يعتقد أن العناصر المسلحة تتمركز فيها ، هذه المواجهات خلفت العشرات بين قتيل وجريح في صفوف الجيش والمسلحين ، إلا أن المسلحين واصلوا تقدمهم في ظل تراجع القوات الحكومية نحو مدينة عدن ، فالبرغم من المساندة الأمريكية من خلال طائرات من دون طيار إلا أن المسلحين تمكنوا من إطباق الحصار على اللواء 25 ميكا منذ 50 يوميا ومواصلة زحفهم العاصمة عدن.

التطورات الأخيرة على الساحة الساخنة في محافظة أبين ودخول القبائل طرفا في الحرب ضد هذه الجماعات الجهادية ساعد الجيش في استعادة معنوياته الضائعة من أسابيع .


وبحسب مصادر عسكرية في اللواء أكد لـ(حياة عدن) أن اللواء سيقوم بمشاركة عناصر القبائل المواجهات التي يعتزمون دخولها مع المسلحين الجهاديين من أجل تطهير المدينة ، مشيرا إلى أن زنجبار عاصمة محافظة أبين أصبحت شبه محرره من هذه العناصر.


وقال : أن اللواء سيقوم بالتنسيق مع القبائل من أجل ضرب الأهداف المحددة والمواقع التي يتمركز فيها المسلحين الجهاديين في مختلف مديريات المحافظة ، مؤكدا أن أولى الخطوات التي سيقوم بها الجيش في الفترة القادمة هو الانتشار في مدينة زنجبار فرض السيطرة الأمنية والعسكرية عليها.


وأضاف العسكري أن هذه الخطوة جاءت بعد أن أعلنت قبائل في مدينة زنجبار مساندتها للواء في فك حصاره والقضاء على الجماعات الإسلامية التي فرضت منذ 50 يوم حصار خانقا على موقع اللواء ، مؤكدا أن القبائل باتت مسيطرة على أجزاء كبيرة من المواقع والمناطق القريبة من اللواء المدينة.


وتتمحور خطة القبائل بسحب مصادر محلية على قيامها بنصب نقاط تفتيشية على طول الطرقات الرئيسية الرابطة بين مديريات المحافظة وذلك بهدف قطع الإمدادات التموين العسكري والغذائي لهذه العناصر الجهادية ، إلى جانب التواصل بين مشائخ القبائل في المديريات من أجل الوقوف الجاد والتوحد ضد هذه العناصر التخريبية التي دمرت أبين وشردت أهلها.


هذه الخطوة جاءت في اللقاء القبلي الذي عقد في مديرية مؤدية "المحررة من العناصر الجهادية" ، حيث تم الاتفاق على إرسال مذكرات إلى القبائل المجاورة لمودية من أجل مساندتها في القضاء على الجماعات الإسلامية وتطهير محافظة أبين تواجدها نهائيا.


المذكرات القبلية قوبلت بالترحيب من قبل قبائل "آل فضل" ، "آل بليل ، "المراقشة" وغيرها من القبائل التي أعلنت مساندتها لقبائل مؤدية في القضاء على الجماعات وتطهير المحافظة ، حيث شرعت القبائل بنصب النقاط التفتيشية ومنع دخول المسلحين إلى مديريتي زنجبار وجعار وبعض المناطق، الأمر الذي زاد من خناق القبائل لهذه الجماعات.


وبحسب مصادر مطلعة في أبين فقد لقي "8" مسلحين على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات من الجهاديين الإسلاميين في غارات جوية وقصف مدفعي شنه اللواء "25" ميكا على مواقع متفرقة من المواقع التي تتمركز فيها تلك العناصر في مدينتي جعار وزنجبار.


وأضافت المصادر لـ(حياة عدن) أن الغارات الجوية استهدفت مواقع المسلحين في مشروع الري التقليدي ومزرعة مواطن يدعى بلال ومنزل المواطن النقيب الذي يقع بالغرب من مقر الأمن السياسي لمدينة جعار والشرفة ومنطقة الفنح، حيث أسفرت تلك الغارات عن مقتل "4" مسلحين وجرح آخرين، كما استهدف الطيران عدة مواقع في مدينة زنجبار والكود ووادي بناء.


وقالت المصادر إن اللواء تمكن مساء أمس من صد هجوم من قبل تلك العناصر واشتبك معهم، ما أسفر عن مقتل "4" من المسلحين وإصابة آخرين وأصيب في الاشتباكات ضابط وجنديان.


ودعت العديد من القبائل في محافظة أبين والتي أعلنت مساندتها للواء "25" ميكا وتطهير عاصمة المحافظة زنجبار قبائل "باكازم" تحديد موقفهم لما يجري في المحافظة وتأمين الطريق الدولي الساحلي القادم من حافظة شبوة عبر مديرية أحور وشقرة، مؤكدين أنه لم يتبق للمسلحين إلا الطريق الساحلي الذي سيمكن المسلحين من التنقل والوصول إلى مدينة زنجبار.


ويرى المراقبون أن تدخل القبائل في مساندة اللواء "25" ميكا وإعلانهم صراحة بأنهم سيطهرون مدينة زنجبار بأنه سيجعل المسلحين ينسحبون بشكل تكتيكي وأنهم لن يخوضون الحرب مع القبائل، كونهم يدركون خطورة ذلك، مؤكدين أن المسلحين قد شعروا بالخطر في بادئ الأمر عند دخولهم مدينة زنجبار وسقطت بأيديهم وتم التفاوض بشأن تسليم اللواء "25" ميكا للقبائل إلا أن المسلحين رفضوا ذلك وظل اللواء صامداً، يواجههم ويكبدهم خسائر في العتاد والأرواح.


وكانت القبائل قد قامت بتشكيل تحالف قبلي في المنطقة الوسطى بالمحافظة يمتد من جيشان ، مودية، لودر، الوضيع ومكيراس، بالتعاون مع قبائل آل فضل لتطهير زنجبار من المسلحين المسيطرين عليها والمتهمين بتلقي الإمدادات والسلاح من النظام اليمني، ولإفشال مخطط (قاعدي) يهدف لإنشاء إمارة إسلامية من زنجبار أبين إلى عزان شبوة.


تضييق الخناق على عناصر القاعدة وطردهم أولا من مديرية مودية ، وإصرار القبائل على مواصلة تطهير المحافظة منهم ، عجل من تحقيق انتصارات متوالية، فيما يبدوا جاء بعد تباطوء الجيش وعدم قدرته على حسم المعركة ضد المسلحين ، وهو ما جعل ابين وسكانها يعانون الأمرين التشريد والنزوح والقصف والخوف، وبعد شيوع أخبار تتحدث عن تواطؤ لدى أجهزة النظام مع المسلحين لاستثمار ما يجري في أبين سياسيا لمواجهة الثورة السلمية، واستمرار بقاء النظام وإقناع العالم بذلك.
الاربعاء 2011/07/13 الساعة 07:11:46
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس