تحصين المجتمع اليمني من فيروساته
د. هاشم عبده هاشم
** من يستمع إلى بعض الفضائيات..
** ويُنصت إلى بعض المداخلات المؤسفة فيها عن الوضع الحالي في اليمن..
** وتمادي البعض في إلقاء التهم جزافاً .. ومنها اتهام المملكة بالوصاية على اليمن .. والتسبب في تلكؤ الرئيس في نقل السلطة سلمياً..
** من يسمع هذا الكلام اللامسؤول..
** وأقول اللامسؤول بكل قوة..
** لأنه يقوم على منطق متهالك وغير أمين، ويشكل بقايا (ثقافة) موتورة ظلت تلازم أصحابها منذ بداية الثورة في عام (1962م) وحتى اليوم مع كل أسف لأسباب تخصهم وتعكس سوء نواياهم..
** وهي ثقافة .. ولّدها فكر مأزوم.. وبعيد عن الحقيقة.. وغير منصف..
** وإلا.. فإن المملكة ومنذ وقعت على اتفاقية جدة عام (2000م) وهي تعامل اليمن بخصوصية كبيرة.. وتقف إلى جانبه في كل الظروف والأحوال.. ولا تتأخر عن دعم الشعب اليمني.. سواء من خلال مجلس التنسيق السعودي - اليمني أو من خلال المبادرات الذاتية أو المواقف السياسية والمؤتمرات واللقاءات الإقليمية والدولية التي عقدت من أجل اليمن.. ودعم التنمية فيه..
** وإذا كان بعض الإخوة اليمنيين يجهلون هذه الحقيقة..
** أو كان البعض الآخر.. لا يكاد يلمس مثل هذا الدعم المتنوع والشامل طويل المدى.. والمتعدد الأغراض.. فإن تلك ليست هي مشكلتنا.. وعليهم أن يحاسبوا دولتهم.. ومسؤوليهم.. وقياداتهم المتعاقبة.. وفي أي موقع من مواقع المسؤولية الوطنية لأنه ليس بإمكان المملكة أن تذهب إلى اليمن.. وتبني المدارس والطرق والمستشفيات والجامعات وشبكات الاتصال.. والوحدات السكنية..
** كما انه ليس بإمكانها أن تضع رقيباً على أوجه الصرف والإنفاق وطرقه وأساليبه..
** وكذلك ليس بإمكانها أن تغير في تركيبته السكانية ..الثقافية..أو المجتمعية..
** أيضاً ليس بإمكانها أن تفعل أكثر مما فعلت من أجل اليمن واليمنيين عن إيمان وقناعة بأن ذلك واجب الجار.. ومسؤولية الشقيق..
** ونحن هنا في المملكة لسنا مخولين بمحاربة الفساد في أي بلد في العالم..
** كما أننا لسنا سبباً في الانحرافات الفكرية أو التركيبة القبلية ..أو في المغالطات التي تظهر هنا وهناك ، وتحاول أن تصور دور المملكة.. ودعمها.. وجهودها على غير ما هي عليه وبالتالي فإن مثل هذه الهجمة ليست جديدة علينا.. لأنها تعتبر ظالمة لبلد يريد الخير لأشقائه في اليمن.. أياً كانت توجهاتهم السياسية أو الفكرية أو العقائدية أو القبلية.. ولأننا لا نبني علاقاتنا مع الغير ومواقفنا منه على شيء من ذلك.. وإنما نقيمها على أساس شعورنا بضرورة الوقوف إلى جانب إخوتنا في الله.. وشركائنا في المصير..
** لكل ذلك أقول..
** إن بعض ما نسمع هذه الأيام يؤلمنا كثيراً..
** فنحن وإن كنا لا ننتظر الشكر على مبادراتنا.. ومواقفنا الهادفة إلى إنقاد اليمن من الحالة السيئة التي هو فيها.. إلا أننا لا نستحق أن تُقابل جهودنا أو اجتهاداتنا المخلصة بمثل تلك الاتهامات التي ندرك مدى رفض أغلبية الشعب اليمني لها ..
** ولولا معرفتنا بأن هؤلاء لا يمثلون الشعب اليمني.. ولا حتى نسبة ضئيلة فيه.. لأن الشعب اليمني يعرف مشاعر كل سعودي تجاهه ويدرك مدى اهتمام بلاده بالوضع العام في اليمن..
** لولا معرفتنا بذلك.. لكان لنا شأن آخر.. ولدفعنا ذلك إلى أن نغلق هذا الملف الموجع.. ونريح أنفسنا منه.. ونغلق حدودنا معه.. ونرتاح من صداعه..
** لكن معرفتنا الأكيدة بأن الشعب اليمني الأصيل هو غير هذا الأنموذج المتوتر.. هي التي تجعلنا لا نأبه لمثل هذه التخرصات .. ولا نعيرها أي اهتمام..
** فالشيء لا يُستغرب من معدنه.. وهذا النوع من الكتبة.. أو المتحدثين لا يمثلون - في الحقيقة - إلا أنفسهم.. وهم لايختلفون في ضررهم عن أي ( فيروس) معدٍ يجب التخلص منه.
***
ضمير مستتر:
**(لايمكن ضمان سلامة مجتمع ما لم تُستأصل عناصر الشر فيه).
http://www.alriyadh.com/2011/07/12/article649820.html