هل كان من اللازم قدوم برينان الى الرياض قبل تسجيل الخطاب التلفزيوني , حتى يظهر الرئيس بصورة تليق به كرئيس: يلبس البدلة , ويحرك أقدامه ويداه , ولا يظهر وجهه بتلك الملامح الغابرة التي صورته كشخص خرج من الربع الخالي .
الخميس , لا أحد يخفي كم كانت صورة الرئيس مزعجة , وتمنيت ألا يظهر بتلك الهيئة . كان "الانسانيين" يتحدثون عن الإنسانية التي توجب عدم الشماتة , وكانت الصدمة لا تترك لأحد مجال بأن يشمت .لماذا أشمت منه بسبب اللون فقط . الألوان لا تشكل فارقا عندي . كنت مستاء فقط من الطريقة التي أظهرته كشخص كسيح لا يحرك إلا رقبته فقط , واعتبرت الأمر لا يستدعي , حتى وإن كان الغرض منه , " شحت " المزيد من الاستعطاف .صدّقت كغيري , ولم أتوقع أن الرئيس سيقبل تمثيل دور شخصية مشلول , رغم أنه أجاده بتفوق .
ظهور الرئيس خلال 3 أيام , بشكلين مختلفين, وفروق شاسعة , لا علاقة له بالطب . الطب لم يتقدم بعد , إلى مستوى يجعل من شخص - تلتصق ذراعيه بجسده ولا يحركهما كأنهما مبتورتين , وصدره منتفخ , وعينيه بيضاء تنظر إلى مكان واحد بعيد عن الكاميرا التي تصوره مثل أعمى – يظهر خلال يوم وليلة هو يلبس بدلة فاخرة , ويضع رجل على ركبة , ويحرك يديه المغطاة بكفوف , كلاعب كرة يد . "بركاتك يا برينان "
ما الذي حصل ويحصل ؟ ..لا يمكن أن يكون التطور العلمي هو السبب . وبعيدا عن الصحة ,ما هو تفسير ظهوره أمام الأمريكان , وكأنه في خيمته بدار الرئاسة : المكان , الإضاءة , حتى محمد صُدام كان موجوداً . فيما يظهر في الخطاب الموجه للشعب , بغرفة مظلمة , تصوير بدائي وكأن المصور من مرافقي أمين عام مجلس محلي , لا رئيس جمهورية .
من مقاله لصحفي زكريا الكمالي(المصدر)
|