الحزب الحاكم في اليمن: صالح سيعود يوم 17 يوليو!
اتهام {الإخوان} بالتخطيط للاستيلاء على الحكم
محتجون يستخدمون كلمة من خطاب صالح الاخير " سنواجه التحدي بالتحدي" خلال تظاهرة في تعز التي تشهد مواجهات مع الحرس الجمهوري (رويترز)
صنعاء - نبيل سيف الكميم
قال مسؤول بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن إن الرئيس علي عبد الله صالح يعتزم العودة إلى بلاده يوم 17 من يوليو الجاري، للاحتفال بمرور 33 عاماً على توليه السلطة لتوجيه رسالة، مفادها «أنه ما زال الرئيس الشرعي للبلاد حتى نهاية فترة رئاسته الحالية في سبتمبر 2013». وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، «إن صالح سيستكمل عملية تعافيه في صنعاء، وأن فريقاً طبياً سعودياً سيرافقه»، لافتاً إلى أن محادثات نقل السلطة في اليمن لن تبدأ قبل عودته إلى البلاد. في غضون ذلك، تلقى الرئيس صالح اتصالاً هاتفياً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اطمأن خلاله على صحته وهنأه بالسلامة والشفاء، متمنياً له موفور الصحة والعافية.
هذا والتقى الرئيس صالح في المستشفى في الرياض مستشار الرئيس الاميركي لمكافحة الارهاب جون برينان وبحث معه آخر التطورات، خصوصاً مكافحة عناصر «القاعدة»، وابدى برينان دعم بلاده لتطوير المبادرة الخليجية بشأن الازمة في اليمن بشكل يرضي جميع الاطراف.
وأعلن صالح ان مبادرة مجلس التعاون الخليجي، التي سبق ان رفض التوقيع عليها وبيان الامم المتحدة يمثلان ارضية للخروج من الازمة الراهنة، في حين دعت احزاب اللقاء المشترك المعارضة الى «تصعيد العمل الثوري» ضد النظام، ودعت الى التظاهر مجددا.
موقف المعارضة
وأكد القيادي المعارض محمد غالب أحمد رئيس دائرة العلاقات الخارجية للحزب الاشتراكي اليمني، أن الظهور الإعلامي الأول للرئيس صالح يمثل رفضاً جديداً للمبادرة الخليجية بشأن الأزمة، معتبراً أن هذا الظهور كان صدمة كبرى لكل من كان يتوقع أن يدعو صالح إلى السلام الاجتماعي والابتعاد عن العنف والانتقام، وأنه جاء بدفع من الجناح المتهور المحيط به، خصوصاً بعد أن بدأ القائم بأعمال الرئيس عبدربه منصور هادي بممارسة مهامه.
في غضون ذلك، قالت مصادر يمنية ان عشرات الارهابيين من «القاعدة» تمكنوا من الدخول إلى مدينة عدن، ولفتت إلى تخوف كبير في اوساط الاستخبارات بان تقوم تلك العناصر بعمليات انتحارية.
سياسياً، قالت مصادر ان هناك تباينا في مواقف المعارضة في ساحات التحرير، خصوصاً لجهة التعامل مع نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي. ولفتت تلك المصادر إلى ان قائد الفرقة الاولى مدرع اللواء علي محسن الاحمر بدأ بشن «حملة ناعمة» على نائب الرئيس واتهامه بان يناور، وانه عاجز عن القيام بمسؤوليات الرئاسة، ويخضع لسلطة الحزب الحاكم وقائد الحرس الجمهوري علي عبدالله صالح.
في سياق متصل، قالت المصادر ان حزب التجمع اليمني للاصلاح بدأ حملة ضد التدخل السعودي في اليمن، وان ذلك تجلى بشكل كبير في «جمعة رفض الوصاية»، وان جماعة الاخوان ذاهبة باتجاه تصادمي مع الرياض وواشنطن.
مخطط اخواني
في سياق سياسي متصل، تحدثت مصادر السلطة عما اسمته وثيقة سرية جداً تتضمن تفاصيل خطة انقلابية للاستيلاء على الحكم أعدتها حركة الاخوان المسلمين، ممثلة في التجمع اليمني للإصلاح، وذلك بعد محاولة اغتيال الرئيس صالح في 3 يونيو الماضي، وحددت الخطة الخطوات اللاحقة لمحاولة الاغتيال الفاشلة، مركزة على الجوانب السياسية والإعلامية والتعبوية لشباب الثورة المعتصمين في ساحات التغيير، بما يمكن الاخوان من السيطرة على مسار توجه حركة الاحتجاجات، وكذا تهيئة الأوضاع للسيطرة على الحكم، بعد إقصاء الفريق عبدربه منصور هادي نائب نجل الرئيس صالح العميد أحمد قائد قوات الحرس الجمهور.
«سري جداً»
وعلي ذمة المصادر فقد تضمنت الخطة «الوثيقة»، المعنونة بـ «العمل الإعلامي والميداني»،، والمنسوبة إلى محمد اليدومي رئيس حزب التجمع للإصلاح، توجيهات لتنفيذ برنامج تمهيدي للتضليل حول الهجوم الذي تعرض له جامع النهدين ، والتشكيك في النوايا السعودية حيال الأوضاع، إضافة إلى التوجيه بتأجيل حملة لإبراز الدور القطري في الثورة إلى حين التخلص من قائد الحرس الجمهوري العميد أحمد علي عبد الله صالح.
نقاشات سلفية
ووجهت الخطة بـ «الإيعاز للعناصر المتعاونة من الحركة السلفية، ببدأ النقاشات الفكرية مع كل من الحوثيين والحزب الاشتراكي، مع تجنب إقحام حزب الإصلاح نهائياً في مثل تلك النقاشات، وكذا «الإيعاز للعناصر المستقلة ببدء الحملة الإعلامية المخصصة لكل من د. ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي، والقياديين الجنوبيين علي سالم البيض نائب رئيس مجلس الرئاسة الأسبق، والمهندس حيدر العطاس رئيس الوزراء الأسبق، وذلك من خلال التركيز على انتمائهم الحزبي بشكل أساسي، إلى جانب التركيز على القضية الجنوبية، ومشكلة صعدة، والتطرق إلى إمكانية قيام حكم محلي واسع الصلاحيات أو فدرالية داخل اليمن من أربعة أقاليم.
إقصاء معارضين
ووفقاً للخطة، فقد تم تحديد أسلوب ووسائل إقصاء المعارضين لتوجهات حركة الاخوان من قيادات الثورة الشبابية، من خلال برنامجا لتصفية المستقلين، وفرزهم، وإقصاء المنافسين لسياسة الإصلاح وغير المتعاونين، بالاستعانة بالفرقة أولى مدرع، المنشقة عن الجيش، بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، وذلك في الحالة القصوى.
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=11072011