الأخت العزيز / بنت القبائل !
لن اخوض في توجساتي عن الكاتب الذي اعرف أسلوبه وحتى أفكاره تجاه هذه المسألة تحديدا , هذا امر لا علاقة له بالقضية موضوع الحديث على كل حال .
لا ادري لماذا نزدري الى هذه الدرجة " الكلام النظري " وكأنما وقد أصبح عيبا قائما بذاته ! .. الا تتفقي معي بأن عصور النهضة والأنوار والثورات الصناعية في أوروبا قد قامت على نظريات لكبار فلاسفة أوروبا , وهي نظريات أسست قواعد سليمة قامت على أساسها هذه النهضة .. لماذا لا يوجد في العالم العربي حتى الآن مفكرين كبار يشار لهم بالبنان ؟ .. كم منا يستطيع ان يذكر خمسة مفكرين عرب وصلوا الى مستوى ما قدمه هيجل وديكارت وروسو وفيتشه , وفيشته الى مجتمعاتهم اوغيرها ...
اذا عندما يكون في نص الكلام النظري " خلل " هنا يمكن ان يكون الحديث النقدي للنصوص ومحتواها , وفي هذه الحالة سيتحمل النص مسئوليته لأنه يحمل خطأ في الفكر او في الرؤية او في التصور لقضية ما , ولكن عندما يكون الخلل في " الواقع " المعاش , فهنا علينا ان نبحث عن اسباب هذا الخلل ونعمل على تصحيحها حتى نتجاوز الواقع المؤلم الذي نتحدث عنه وتتحدثين عنه بأنه واقع " مناطقي " .. ويكون اكبر خطا يمكن ان نرتكبه ان نقبل الواقع كما هو بكل سيئاته ونستسلم له ونتعامل معه وكانه بات قدرا لا مفر منه .. وهذا تقريبا ما فهمته من حديثك .
المشكلة يا اخي او اختي العزيزة .. ان الكثير ممن عايشوا واكتووا بنار حرب 13 يناير الكارثية , لم يكتب لهم الحظ بالانخراط في عملية التسامح والتصالح الجنوبية التي دشنها ابناء الجنوب مطلع 2006 م في جمعية ردفان الخيرية . كما انهم نسوا ان جيلا صاعدا قد نشأ في مسيرة النضال الجنوبية ممن ليس لهم في تلك الأحداث ناقة ولا جمل . وشخصيا وبكل ثقة اقول انني لم المس من اي قيادي او مواطن خارج محافظة شبوة اي توجه عنصري – مناطقي تجاهي شخصيا او تجاه الحركة الوطنية بشكل عام .
|