العطاس والمشروع الإنقاذي
المعروف إن دولة الرئيس حيدر أبو بكر العطاس داهية الجنوب , والشخصية الأبرز على الساحة , التي لها ثقل في الداخل والخارج , وهو يعتبر مهندس سياسة , وله مشروع وطني عميق وكبير , ورؤيته الحكيمة والثاقبة في القضية الجنوبية , هي أفضل من أي فكرة في سبيل التحرر والإستقلال الناجز.
فإن الحراك الجنوبي قد أثبت عم قدرته على تلبية متطلبات المرحلة , وتحقيق اهداف الثورة , لإنه يتبنى الخيار السلمي في النضال , وكذلك أشكال المظاهرات والإعتصامات والإضرابات , التي أثبتت عدم قدرتها على تحقيق اهداف ومطالب الجنوبيين , وبما إن الجنوبيين لا يملكون من الأمر شيئاً , وليس لديهم ثقل عسكري ولا دعم خارجي , ولا تعاون داخلي , وهم شذر مذر , وتغلب عليهم المناكفة , والفرقة , والتخوين , فإنهم ليسوا مؤهلين لإسترداد حقوقهم , وإذا أرداوا أن يستردوا الحق الضائع فإن عليهم , أن يؤهلوا انفسهم , ويعملوا على إيجاد السبل والمشاريع والخطط التي من خلالها يمكن ان يناضلوا من اجل تحقيق اهدافهم ومطالبهم , والتي هي إلى الآن غابة تماما عن المشهد .
فالحراك يدور في حلقة مفرغة , مثل رقصة أصحابة في بعض المظاهرات , عندما يرددوا بعض الشعارات ويدوروا على بعضهم في دائرة , ما تلبث ان تنتهي بإنتهاء مراسيم المظاهرة.
فلذلك كل الحقائق والأدلة الواقعية تدل وترشد على إن مشروع العطاس الإنقاذي هو السبيل الأوحد إلى إسترداد الحق , فإن الفيدرالية -على عدم رضانا فيها كمخرج- إلا إنها الحل الوحيد المجدي على الساحة في سبيل الإستقلال الناجز , ولتكن تجربة جنوب السودان خير شاهد على ما يجري الان على الساحة , فإنهم أستردوا حقهم من غير ما تسفك قطرة دم واحدة وكان لهم ما ناضلوا قبل عشرات السنين وأزهقوا مئات الآف من الضحايا ولم يحصلوا على شيء , إلا من خلال الهندسة الذكية لسلفاكير جنوب السودان.
فإن العقول تهزم دول ومنظومات كما حدث في الإتحاد السوفيتي السابق.
التعديل الأخير تم بواسطة الجاهم ; 2011-07-09 الساعة 08:56 PM
|