عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-08, 10:00 AM   #8
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

أبين... بين فكي النظام والموت القادم من الشمال؟!

الجمعة 08 يوليو 2011 02:28 صباح



صفحة كفى الهاشلي
كفى الهاشلي rss

--------------------------------------------------------------------------------

اقرأ للكاتبكفى الهاشلي



أبين المدينة التي يقف على عتبات أبواب منازلها غول يدعى الإرهاب وقطعت أوصال جسدها المتهالك الضربات على قرى بلداتها فخرج أهاليها على ذوي الإنفجارات وصوت الرصاص المتناثر هنا وهناك فارين إلى عدن التي لم تضمد جراحها بعد؟!



النظام اليمني - الذي أسقط الشعب شرعيته - يبرر توجيه ضرباته وقصفه بأنه استهدف مجموعات مسلحة إرهابية بسطت على مقار حكومية لكن الشاهد على ما يحدث يقول أن القصف تجاوز حدوده المكانية إلى الكود وبئر الشيخ والمسيمير وجعار وزنجبار والمخزن .



يحكي الإعلام الرسمي عبر قنواته بأن نظامه يحقق انتصارات على تلك المجاميع المسلحة ويقول تارة أخرى أنه يحقق انتصارات على مطلوبين يصفهم بأنهم من تنظيم القاعدة ؟!!!





ورغم أن أيدي جنود النظام الذي قدموا من الشمال مازالت على زناد البندقية ومقود الطائرة الحربية إلا أنها قد تحرق نفسها أحيانا حين يشرع المواطنون بالرد على ما يصفونه بالعدوان الباطل ويتحولون إلى مقاتلين على الأرض والعرض أو حتى حين يرد أتباع النظام من المسلحين الذين يتلقون تعليمات من قياداتهم بالشمال أومن حاكم قيل أن روحه مازالت تحلق في موطن غير موطنه شمالاً؟!!!



وأي كان خيار وهدف الطرفين النتيجة هي نزوح الآلاف فما يفوق 30الف من أبناء أبين فروا إلى عدد من مدارس عدن فيما فضل مايزيد عن عشرة ألف نازح اللجوء إلى منازل أقاربهم بعدن تاركين منازلهم التي أستهدف الكثير منها القصف وتاركين مراعيهم ومزارعهم وماشيتهم....



ما وفرته لهم الجمعيات وأهالي عدن شباب ونساء وأطفال لا يستطيع وحده التخفيف عن المعاناة ومناظر الموت التي مازالت تراودهم صغار وكبار !!!ومازال مصيرهم في العودة إلى الدارهوس بل جنون وموعد يصف بالضائع !!!



الحلم بالعودة ضرب من الخيال بالنسبة لهم وأحلام الصغار تحولت إلى كوابيس وأفكارهم ورسوماتهم تصدرتها صورة الدبابة والبندقية والجثث الملقاة على الأرض ،وأفضل الألعاب إليهم هي اللعب كمقاتلين ضد بعضهم البعض ؟!



حين تطوف في بعض المدارس التي استقبلت النازحين وتلتقي بأهلي أبين تجد أن قلمك يعجز أن يصف حال هولا الناس الذين جاء بهم ضيق الحال إلى عدن التي مازالت تتذكر ضحايا المظاهرات السلمية ولم تجف دموع أمهات القتلى !!!



وأهالي أبين منهم من يبكي ذويه ومنهم من يبكي جاره ومنهم من قال حسبنا الله ونعم الوكيل ومع تناول أقطاب الحديث مع النازحين استوقفنا برهة حديث إحدى المربيات الفاضلات ومديرة إحدى مدارس جعار وجاره لمنزل خالد عبدالنبي وأحد المطلوبين .



قالت :"تربى خالد وأبناء الحي كأطفال عاديين وعندما يكبرون كغيرهم من الشباب الذين يمرون بمرحلة المراهقة هذه الفترة يقضيها شباب جعار بالفوضوية أو التشددية أوالتطرف الفكري لأسباب أهمها غياب الأمن والرقابة العائلية وبمجرد أن يكبر الشاب منهم حتى يشتري دراجة نارية و سلاح ؟!.





وتمضي قائلة : عائلة خالد بسيطة وسرعان ماتحول منزلها إلى بناية يعرف منها علامات الترف المفاجئ وكذلك الشاب الذي قصفت الطائرات الأمريكية منزله في شهريونيولم يكن موجود أصلا لأنه شاب عاق للوالدين أولا وعانت منه والدته كثيرا وكان مطرود منذ أشهر عدة لذا راح ضحية هذا العمل طفلة لم تتجاوز السبع أعوام" .



أما الطفلة (أ)كانت تتحدث عن صوت الرصاص والقصف قائلة"مش قدرنا نسمع حاجة كل ساعة بووووووم بووووووم ورجال تتجارى جنب البيت معهم بنادق فوق أكتافهم مش يخافون "!!!



سألتها وفين كان بابا ياحبوبه ؟!

قالت :"مش يقدر يخرج جالس متخبي معنا ولا يروح يجيب أكل لنا ولاشيء يتشافى – ينظر- من امطاقة –النافذة- على الرجال وساعة يقول فروا للمخزن-غرفة الجلوس- وساعة يقول فروا لمحوش- فناء المنزل ".



- ومع من هربتي لعدن؟

- فرينا كلنا نسوان ورجال وعويله- أولاد- فرينا الصبح حما – حين- سكت أمرمي – الضرب- علينا "

النازحين يتحدثون عن تلك العصابات المسلحة بأنها تقوم بالسرقة للمقار وللمؤسسات ثم بعد إفراغها تهدم من قبل النظام بحجة أن المسلحين هناك .



غير أنها تكون فارغة من أي مسلح ثم يقولون أن المسلحين ليسوا قاعدة :نحن نشاهد شباب لا يصلون ولا يحترمون حرمه الأشهر كما تفعل القاعدة بعكس الشباب الذين يقال بأنهم مجاهدين ينصحونا حين كنا نخرج بالطرق ألأمنه وهم يفرون وعائلاتهم معنا ؟!



ويتسألون عن الجثث التي تثبت مقتل هولا المسلحين ؟! قائلين :"لقد سلمت أبين لبلاطجه فحسب وبعض الناس تدافع على حرمات أراضيها ومنازلها من عبث المسلحين فتتواجه معهم والنظام يقصف دون أن يميز أين ومتى يقصف لقد ماتت الناس وليس القاعدة الذين عاثوا بأبين فساداً انه النظام".



تركنا النازحين وبحثنا عن المصابين بفعل القصف لكننا واجهنا الكثير من الرفض بسبب الخوف من نشر الأسماء رغم تحفظنا على هذا الأمر لسلامة الجميع .كان خيارنا الأخير البحث عن الذين يقومون بإسعاف المصابين .



فوجدنا أحدهم ،الرجل تحدث عن ترك عشرات الجثث المتفحمة والأشلاء المتناثرة بعد مغادرته منطقة الكود ثم شاءت الأقدر أن يتزامن حضور احد المصابين إلى أحد مستشفيات عدن بمعية أحد أقاربه.



الشاب كان قد فقد وعيه وجزء من عضلات فخذه الأيسر بفعل قصف أحد الطائرات الحربية لموقع كان يتجمع به مع مجموعة كبيرة من المواطنين ينتظرون فتح الطريق المؤدي إلى أبين :"



حين كانوا يلحون على المرور من أبين كطريق مؤدي إلى الديار كانت الطرق مغلقة والاشتباكات يسمع ذويها وحين تقطعت بهم سبل خرج الشاب من السيارة ليتبادل الحديث مع مجموعة من المواطنين بينما بقي صديقه بالسيارة ينتظره.



وفجأة جاءت طائرة حربية وقصفت المكان وقتل من قتل وتفحم من تفحم وبعد دقائق خرج ذلك الصديق من السيارة في ذهول وعدم القدرة على الرؤية بفعل الغبار والنار وسمع صوت الشاب يصيح طالباً النجدة فهرع به إلى عدن .





كانت وسائل الإعلام في ذلك اليوم تتحدث عن طلعه جوية حقق بها النظام انتصار على مجاميع مسلحة كانت تتجمع لتنفذ عمليات ضد النظام في أبين بيدا أن الحقيقة كانت مخالفه وكانت الأرواح تقتل بلا ذنب سوى أنها تريد العبور وغير مسلحة ومعهم ذويهم .



أصبح النزوح إذا أمر لامفر منه يقول ناصر متريس المختص بشؤون النازحين في مدينة إنماء أبوحربة أن العدد يتزايد وأن العبء يتضاعف فحوالي 206عائلة وصلت إلى هناك بعضها تمتلك المقدرة المالية فقامت بأخذ شقق والبعض بحث ناصر له عن مأوى ومأكل ومشرب بل يقوم بالاهتمام بالصغار ومساعد جمعية الفردوس بنصب خيام المساحات الآمنة للأطفال وشراء الدواء للمرضى .



وفي مدارس مثل أوسان وباذيب وعبدالقوي وعمر بن الخطاب وباكثير وعبده فاضل زبن ناجي والوحدة وبئر احمد والعريش والممدارة وأسماء و22مايو وعثمان والحقاني و7يويلو والمصوم والذاري عدن بلغ العدد النازحين 6616 فيما مازالت المدارس الأخرى لم تنتهي من الإحصاء بسبب التزايد وفضل الباقين التوزيع على مدينة إنماء والمناطق السكنية ومنازل أقاربهم



الجمعيات والمنظمات وان ذهبت إلى غوث أهالي أبين النازحين إلا أن منظمة اليونيسيف وحدها من ركز على الأطفال وقامت باحتضانهم في مساحاتها الصديقة للتخفيف من معاناتهم وقامت فرق العمل الطوعي بدمج الأطفال النازحين مع أطفال عدن وتقديم برامج فاعلة من شانها أن تنسي الأطفال الصور المؤلمة .





ومع الكثير من الاحتواء لهولا الأطفال تحولت رسومات الكثير منهم من بندقية إلى زهرة وعصفور وشجرة وكرة ....وانشغلوا باللعب مع الأطفال غير أن الكبار- نظام وأتباعهم - مازالت الكوارث التي تحدث لم تأثر بهم ومازالوا يلعبون بالنار ويتقاتلون متناسيين مستقبل وآمن البلاد والعباد .
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس