اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو غريب الصبيحي
الأخ العزيز المدرسة أبو عامر اليافعي ، تصفحت و قرأت و أمعنت فيما كتبته و سأتحدث أنا هنا عبر موضوعك عن أهمية التعددية السياسية و تحول الحراك السلمي من عفوي إلى سياسي و أخطار القبول بالفيدرالية ، في حديثنا في سياق أسباب رفضنا للفيدرالية سأحاول تلخيصه بالتالي :
" إن العدو المحتل لجنوبنا و بعد أن شعر بحتمية تدويل القضية الجنوبية أصبح اليوم يبحث عن قارب نجاة له و لأفراد عائلته ، و البحث عن مصدر بقاء لهم سواء سياسياً أم مصيرياً ، إذ يعتبر تدويل القضية الجنوبية في وقت يتهم فيه النظام اليمني من النظام الأممي بأنه مورد السلاح الى الصومال و السبب الرئيسي في عدم إستقرار هذا البلد ، و ربط القرصنة التي تجرى في خليج عدن بـــ توريد السلاح الى الصومال ، مما يعني إقتراب فرض العقوبات الدولية على من يعبث بإستقرار جمهورية الصومال ، و التي صوت لأجلها مجلس الأمن الدولي في بداية شهر نوفمبر من العام الفائت " 2008" .
هذه الأمور أعادت له أن يفكر بأن إستقلال الجنوب لا يعني بأنه فقد مصدراً يدر عليه و على نظامه دخلاً غير عادي من عائدات ميناء عدن و نفط الجنوب و ثرواته و معادنه و أسماكه و غيرها مما يدره الجنوب لنظام الإحتلال اليمني ، بل أصبح يدرك إن الجنوبيين لن يحتفلوا بالإستقلال و حسب ، و سينسون معاقبة النظام الذي أحتل بلدهم و قتل و أعاق و شرد أخوانهم في الجنوب طيلة سنوات الإحتلال الفائتة ، لهذا فهو يعلم – النظام – بأن أبناء الجنوب سوف يطوفون به في كل المحاكم الدولية ، و سيطلبون التعويض عما لحق بهم من أضرار نفسية و مادية طيلة سنوات الإحتلال ، لهذا برزت إلى السطح خطة تتداول خلف الكواليس ، عند هذا النظام بأن يدفع جزءاً من الأموال و التي عائداتها من نفط الجنوب و من ثروات الجنوب و من أرض الجنوب لمن يريد أن يبيع نفسه مقابل أن يتفاوض مع النظام على أساس الفيدرالية ، بعد أن يعلن للجميع ( الرأي الدولي ) إنه يشكل أغلبية في الحراك السلمي ، و إنه هو من يحرك الشارع الجنوبي في الداخل ، هذا الحزب و الذي في صفوفه أعضاء شماليون لا يسرهم إستقلال الجنوب ، سدفع عناصره المشتركة معه في المخطط لإيهام البسطاء من أبناء الجنوب إنهم مع الإستقلال ، لكن الإستقلال لن يتم بهذه السهولة ، فالمجتمع الدولي أصلاً يقول : ليش ما تعملوا فيدرالية لمدة خمس سنوات بعدها يا أعلنتم الإستقلال أو أستمريتم في الفيدرالية .
نأتي إلى خطورة و ضرورة رفض الفيدرالية :
إن النظام اليمني الذي مزق إتفاقيات الوحدة " السلمية " و العهد و الإتفاق و رفض الإنصياع لقرارات مجلس الأمن ، و ظل يماطل في إصلاح مسار الوحدة اليمنية و قتل و شرد و ضحك على ذقون الرجال في الجنوب طيلة السنوات الماضية ، و اليوم و بعد أن أدرك خطورة الموقف أصبح ينادي و يروج للفيدرالية بين الجنوب و الشمال في إطار "اليمن المتحدة " ، فلماذا نتحالف و نوقع الإتفاقيات معه ، و نطمئن لهذا النظام و الذي رفضت دول الخليج إنظمامه إلى منظومتها " مجلس التعاون الخليجي " لإنه نظام خطير و غدار و نظام مافيا عصابات تهريب السلاح و المخدرات و الأطفال و الأعضاء البشرية و الخمور و الفساد مستشري في أجهزته العليا ، و نظام تحالف مع الإرهاب ضد أبناء الجنوب ، و غير مستبعد كما قال الباحث الإماراتي د.القاسمي أن يتحالف مع الإرهاب مجدداً ضد جيرانه و الولايات المتحدة بعد أن تركوه اليوم وحيداً .
فكما نعرف أن الغدر من سياسات هذا النظام النشاز بين الجيران ، و غير مستبعد أن يغدر بالفيدرالية إذا ما أنصعنا لها ، و سنسمع عن إغتيالات تطال القيادات الجنوبية الممانعة للفيدرالية ، لتنقضي السنوات الخمس و قد تمت تصفية 160 قيادي جنوبي على غرار التصفيات التي جرت خلال الأعوام التي تلت الوحدة السلمية عام 90 .
و بعدها سنرى قيادات خاضعة تسبح بحمد نظام صنعاء توقع على وحدة إندماجية مجدداً ، و نعيد تكرار التاريخ ذاته الذي جرى عام 90 أو سنرى الإحتلال عاد و عاد الينا العام 94 برقم آخر نضيفه إلى محطات تاريخ الجنوب ، و بعدها لن ننتظر 14 عاماً حتى نعلن عن ثورة سلمية ، بل سننتظر أعواماً طويلة حتى نجد قيادات تقود ثورتنا ، و من هنا تكمن خطورة القبول للفيدرالية أو سماع من يروج لها ، حيث أن سقفنا اليوم أرتفع بفضل تضحيات شعب الجنوب الجسيمة و شهدائه الخالدون الأبرار و العالم كله أصبح يعرف بعدالة القضية الجنوبية ، و أن ما يجري في الجنوب هو إحتلال بحد ذاته ، و أن القانون الدولي يمنح الجنوب حق تقرير مصيره ،و كيف لا و هو كان دولة مستقله على مر التاريخ و في القرن الماضي كان عضواً في الأمم المتحدة و جامعة الدول العربية و رابطة منظمة المؤتمر الإسلامي و حركة عدم الإنحياز .
و كما قلت لي عودة للحديث في أهمية العمل السياسي في الحراك السلمي . . .
|
اخي العزيز ابو غريب المحترم
اولا اشكرك على المرور العطر والمداخلة الرائعة التي كانت خيرا من الموضوع نفسه.
ولكن دعني اناقشك فيما كتبت .
مسالة ان النظام يرتب نفسه للخروج من الحكم والبلاد امر غير منطقي في الوضع والشان اليمني واعرف انك سقت مبررات اخرى تعني ان هذا الخيار استبعد خوفا من الملاحقات القانونية ولكن التفكير بهذا الاسلوب في خطأ فادح ويجعلنا نعمل على فرضيات لا اساس له ولا وجود .
السبب في رفضنا لهذا الطرح هو ان النظام راسخ حسب المعطيات الماثلة على نفس ارضه اقصد ارض الشمال.
هو ليس بحاجة للهروب لانه يمتطي شعب الف واعتاد وادمن الركوب . وان حاول ان يتململ فانه يستخدم اساليب اكثر سقوطا وحقاره من النظام نفسه كالخطف والاغتصاب والتهجم على الضعفاء وقطع الطرق وغيرها .وعموما هذا ليس موضوع الرد على موضوعك ولكني اشرت اليه لاننا نسمع الكثير يبشرنا بان الرئيس واسرته يبحثون عن طريق الهروب الى الخارج .
الذي اريد التاكيد عليه بان النظام لن يقبل بالفيدرالية ولا باعادة الحقوق ولا بالتنازل عن مكتسبات حرب 94م ولا مكتسبات قبل الحرب .
مافائدة حكم لا يملك وهم من اعتمدوا الحكم مجرد وسيلة للنهب والاستحواذ والفيد .
الذي يريد ان يعرف حقيقة هؤلاء الناس يجب ان يربط كل شيء يقومون به او يقولونه بالمال ( الزلط) .
اي استبعاد للمال معناه عدم معرفة حقيقتهم . والمال يعني الثروة والارض والعقار والوكالات والسلاح والبنوك والاتصالات والطيران والنقل وكل شيء في الوطن حتى قوة العمل .
اي اطروحات نسمعها وهي تعني السلب من ايديهم للمال ومعرفاته فهو مرفوض لديهم وان تلاعبوا به اعلاميا او لاكته السنتهم .
فهمنا لهذه الامور ستجعلنا نرسو على خطى واضحة وسنعرف نقاط ضعف العدو ومصدر قوته كذلك .
لن يعترف باس شيء الا ووراءه مصلحة له . وان اجبرته الظروف سيعمل على ازالتها باي طريقه كانت وماحرب 94م الا دليل ونموذج لهذا الامر .
نحن نعاني من مشكلة والنظام يعاني من مشكلة ايضا .
مشكلتنا تكمن باننا ندعو لنضال سلمي مع عدو لا يهتم للجانب هذا وهو اخشى ما يخشاه الرصاص لانها تجعله اسير جبهة الحرب ولا يتمتع بما في يده ولان القضية ستكبر وستحدث امور قد لا تحمد عقباها عليه .
وكذلك مشكلتنا اننا بحاجة الى مزيد من التسامح وجهودنا اكثرها تذهب لهذا الجانب بدلا من ان تكون موجهة للعدو وهذا يستنزف الكثير من الجهد والوقت ويعطي العدو الفرصة ليحاربنا في نفس الامر وهو تحويل التسامح الى عداء والتصالح الى فتنة .
مشكلة النظام انه يواجه ثورة جديدة عليه بمفاهيمها واطروحتها وطريقة التعبير فيها فهو اراد ان يخرجها من طابعها السلمي الى العسكري لكي يقضي عليها في المهد ولكنه فشل .
نعم يشعر بمساحة من الحركة طالما والامر سلميا ولكنه يخشى البعد والمدى الطويل وتاثيره الكبير على الجنوبيين فهو من ناحية يتمنى ان يظل النضال سلميا الى يوم القيامة ومن ناحية يخشى ان يتحول الى الطابع العسكري عندما يشتد عوده.
يريده عسكري ولكن في البداية قبل ان يقوى ويريده سلميا الى يوم الدين .
هذه معضلة نعانيها نحن والنظام . وكيف الحل؟
انا برايي ان الحراك يحتاج الى نفس طويل وصبر كبير وصمود بنفسية عالية والتحرير سيحتاج الى وقت لا يعلمه الا الله. لكننا نؤمن بانه سيحدث تغيير كبير والحق سينتصر .
اضف الى ذلك ان النظام لا يستطيع ان يبني او يصلح الامور لانه وجد اصلا خطاء ولن يستمر الى ما شاء الله بل ان الازمات تعصف به وهو ذاته من لا يستطيع ان يعيش الا بازمات .
نعم يعيش بازمات عندما يصنعها هو ولا يستطيع ان يعيش بازمات عندما تفرض عليه.
امامنا التوحد والتمسك بالسقف المرفوع .
ورفض الفيدرالية او غيرها من المسميات يجب ان تكون على اسس .
فلو تدخل العالم لحل القضية الجنوبية عن طريق الفيدرالية لمدة من الزمن ثم اجراء استفتاء ماذا نقول حينها ؟
هل نرفض مثل هذا الطرح؟
سندخل في متاهات خطيرة في حالة الرفض وفي حالة القبول .
ولاجل ذلك لماذا لا نناقش الامر بعقلانية وباسلوب منطقي ودراسة الامر من جميع جوانبه حتى لا نختلف حين الرفض وحين القبول.
تحياتي لك.