عشرات المصانع الإنتاجية في اليمن تتوقف عن العمل
الاثنين / 4 يوليو تموز 2011
صنعاء (عنا) - توقفت عشرات المصانع عن الانتاج في اليمن بسبب تدهور الاوضاع في البلاد التي تشهد احتجاجات منذ بداية فبراير الماضي ، ويعد اختفاء المحروقات واحداً من العوامل الاساسية وراء توقف عدد من المصانع عن الانتاج ،فإن مرحلة جديدة من المعاناة القاسية يدخلها المواطنون في اليمن.
وقال محمد محمد المهلى مدير عام غرفة التجارة والصناعة بالعاصمة اليمنية صنعاء لوكالة أنباء (شينخوا) بان عشرات المصانع الانتاجية في اليمن توقفت بسبب الاضطرابات التي تشهدها اليمن ،مؤكدا بان الاحداث التي تشهدها اليمن بسبب الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام افرزت العديد من الاشكاليات على الاقتصاد اليمني عموما ومن اهمها انعدام المحروقات التي تسببت في توقف عشرات المصانع في عدد من المدن اليمنية.
واوضح المهلى قائلا ان بدء توقف عدد من المصانع الانتاجية منذ العام 2000 بسبب عدم توفر بيئة صناعية أو تشريعية تحمي المصنع لكن تزايدات عمليات التوقف لهذه المصانع منذ بداية العام الحالي 2011 حيث اشتكى عدد من رجال الاعمال والمصنعين من توقف مصانعهم عن الانتاج بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
وقال المسئول في غرفة التجارة والصناعة بالعاصمة صنعاء ان الاوضاع التي تمر بها اليمن حاليا ومع انعدام المحروقات فان عددا من الانشطة الصناعية توقفت نهائيا بمالا في ذلك المصانع الكبيرة . كما ان التدهور الامني كذلك ساهم في توقف الانتاج من المصانع المحلية وكذلك توقف عدد من الانشطة التجارية داخل البلد.
وحول الحلول التي يقومون بها أكد المهلى بان الغرفة الصناعية بالعاصمة خاطبت شركة النفط اليمنية لتوفير المحروقات ،لكن لا جدوى لذلك ،متوقعا بأن استمرار الازمة التي تمر بها اليمن حاليا يعني توقف الاقتصاد الحقيقي نهائيا وسيتم تسريح باقي الموظفين وستشهد البلاد عجزاً كبيرا في تغطية احتياجات المواطنيين بالاضافة إلى أن المصنعين يتكبدون خسائر فادحة وهذا يعني عزوفهم عن التصنيع في حال استمرت الازمة.
وقال مصطفى نصر رئيس مركز الاعلام الاقتصادي اليمني ان " الوضع الذي تعيشه عدد من المصانع وما وصلت اليه يعد مؤسفا ومقلقا للغاية حيث توقفت العشرات من المصانع بسبب انعدام المحروقات " ،موضحا ان توقف المصانع يأتي في اطار توقف كثير من القطاعات الاقتصادية الهامة جراء الازمة التي تعيشها اليمن منذ أشهر .
واضاف نصر قائلا " كنا نتمنى أن يكون هناك وضعا خاصا للمصانع الانتاجية في اليمن حيث يسمح لهم باستيراد المحروقات من الخارج الا أن قوانين البلد مضيقة ولم تسمح لهم بذلك وهذا يعني قبولهم بالامر الواقع وتوقيف مصانعهم بسبب انعدام تلك المحروقات."
وحذر نصر من الانهيار الاقتصادي الكبير الذي تشهده اليمن ،مؤكدا بان مئات الاسر دخلت فعليا مرحلة الجوع بسبب انعدام أو ارتفاع الاسعار على معظم المواد الغذائية الاساسية سواء المصنعة محليا او المستوردة . وطلب نصر الجهات الحكومية المسئولة بسرعة ترتيب وضع المشتقات النفظية على مصانع البلاد وعدم حصارهم ومنعهم من الاستيراد كأقل الحلول الممكنة لتفادي الدخول الكبير للشعب في مرحلة الجوع.
وارتفعت اسعار المواد المصنعة محليا بسبب توقف عدد من المصانع عن الانتاج واشتكى مواطنون وتجار من ارتفاع الاسعار لعدد من المنتجات المحلية وانعدامها في اوقات كثيرة .
ويقول التاجر محمد السلطان صاحب محل بيع مواد غذائية بان ارتفاع جنوني لاسعار المواد المنتجة محليا خاصة خلال الايام الاخيرة ،لافتا إلى انه اختفت عدد من المواد والمتطلبات الخاصة بالمستهلكين من أسواق الجملة ولسنا قادرين حاليا على توفير متطلبات المستهلكين بالشكل المناسب.
ويرى المواطن عيسى عبدالله محمد ، رب اسرة من مدينة تعز جنوب اليمن بان معاناة كبيرة يعيشونها بسبب ارتفاع الاسعار خاصة للمواد المصنعة محليا ، مشيرا إلى أن عددا من الاحتياجات تنعدم في أوقات كثيرة وان المحلات التجارية لا توفرها وغادر البلاد مؤخرا عدد من المستثمرين العاملين في قطاع الصناعة.
وقالت احلام القدسي مسئولة الاعلام في الهيئة العامة للاستثمار في اليمن بان التدهور الامني الحاصل حاليا بسبب الازمة السياسية ادى إلى مغادرة عدد من المستثمرين في مجال التصنيع وغيرها من المجالات الاخرى ، واشارات الى ان توقف المصانع عن الانتاج يعني زيادة الكلفة على اليمن حاليا ومستقبلا.
وأكدت القدسي بان انعدام المحروقات يعد واحدا من المعوقات الرئيسية لتوقف المصانع ومغادرة المستثمرين وقد عاد بآثار سلبية كبيرة على المستثمر وعلى البلد حيث تعطلت عدد من المشروعات الاستثمارية الصناعية ويتوقع ان تعطب المعدات وتوقف العمالة وهذا يعني الدخول في مرحلة الخطر.
|