[أبو عامر اليافعي]

ما كتبه الاخ انيس المفلحي جرس انذار لقضية كانت دوما محل اشكال وكانت تختفي تارة وتظهر تبعا لدرجة وحدّة النار المشتعلة والصراع على السلطة . ما قاله الاخ انيس جدير بالاهتمام ويشكر كثيرا على حرصه واهمية تنبيهه ولكن ايضا مسالة الوأد والقضاء على هذه المشكلة ليس باتهام من يقولها ولا بتهديده ولكنها تاخذ امور اخرى اكثر ايجابية واكثر استمرارية .
نحن نعترف ان الجنوبي سريع التأثر بالمواقف والاراء وسهل عليه ان يختلف معك لابسط الامور ومن الصعب ان يتفق معك لانه لايحب ان يقيد نفسه بشيء قد لا يقوى على تنفيذه خاصة وان الجنوبي اذا التزم اوفى بالتزامه او اذا كان الامر فيه شيء من عدم الرضا - وان لم يصرح بذلك- وهنا فهو صاحب مبدأ سيقاتلك عليه وهو لا يملك الا مأزره وليس له مصالح اخرى والامر عنده كرامة وشرف واباء . ويجب ان نفهم بعضنا البعض واعتقد ان خير سبيل لذلك هو الوضوح والمكاشفة بعقلانية وليس المكاشفة بقصد التجريح والتشهير والاساءة .
نحن نحتاج الى ان نجلس مع بعض ونتحاور بعقل وباحترام للجميع ويجب ان نتذكر باننا قاتلنا من كان يدعو الى الجنوب العربي لانه لم يعترف باليمن واليوم اكتشفنا وعرفنا انه كان على صواب ونحن على الخطاء والى متى لا نتعلم من تاريخنا والى متى ونحن نكرر نفس الاساليبب وذات الخطاء؟
من ينادي بشيء لابد لديه امور صحيحة وامور غير صحيحة وكيف سنلتقي معه؟
انه الحوار والجلوس بقلب نقي ووعي مدرك ونناقش الكل ونحترم وجهات النظر ونعاتب ونلوم بعض بحب وحرص على بعضنا وامر توزيع التهم هي عادة الفاشلين والذين يعانون من النقص في قدراتهم .
بالعكس نناقش ونتبادل الحوار ونخرج باتفاق وقناعة وليس الامر بالقوة او باسلوب التهديد لاننا سنكتشف يوما ان بعض الصحة كانت لمن رفضناهم سابقا وحتى لو عرفنا ان في الامر دسيسة من الاحتلال فيجب ان نحافظ على بعضنا والتطرف في المواقف ليست حميدة دائما ابدا .
اذا امتلكنا قناعات رئيسية في حب بعضنا وحرصنا على البعض سننجز الكثير بابتسامة اكثر مما ننجزة بالتهديد بالويل والثبور وعظائم الامور والاهم من ذلك وضع الامور بنصابها وحجمها الذي تستحقه بدون زيادة او نقصان .
اهم مافي الامر هو الانسان وكرامته وحريته . واذا استوعبنا هذا الشيء سنعمل وننجز امورا رائعة لوطننا .
واذا كانت القضية او الهدف فوق الانسان فابشروا بريح صرصر لا تبقي ولا تذر .
نعم مستعد اموت لاجل مبدأ لان هذا المبدأ يعني لي انسانيتي ولكن ان تقتلني لاجل مبدأك فهنا الطامة الكبرى .
انا مستعد لان اموت دفاعا عن مبدأك ولكني لن اتنازل عن مبدأي لاجل سواد عيونك مهما كنت ومهما كانت اهميتك لدي .
الحياة موقف ومبدأ ولكنها في المقام الاول عبارة عن انسان وروح وكرامة واعتزاز.
القبيلة والمنطقة لها في الحياة الانسانية شان اخر غير لمواقف والوطنية .
انا قد استلطف ابن قبيلتي ومنطقتي لان اسس التفاهم والمعرفة الحياتية متقاربة او متطابقة واستانس بوجوده واشعر انه يفهمني كثيرا وافهمه بالقدر نفسه وامورا كثيرة مشتركة بيني وبينه بحكم العادات والبيئة واللهجة والاعراف .ولن اجد ذلك عن من هو من منطقة اخرى ولو كان من نفس الوطن والامر نفسه يسحب على هذه الامور عندما اكون خارج وطني فانا اتقارب واستلطف ابن وطني على ابن دولة اخرى لنفس الاسباب السابقة .
ولكن ماالذي يجعلني ارتبط بابن الوطن بشكل عام؟
انها المصلحة والثقافة والاخلاق والهوية والتاريخ والمستقبل .
ولهذا لابد ان اكون في الحق دائما مع مايهمني ويهمك وماينتظرني وينتظرك فالهم واحد والمصير واحد والارض واحدة والاخلاق تجمعنا ببعض اكثر من اي شيء اخر .
تحياتي لكم جميعا.