آراء المثقفين والأكاديميين والصحفيين العرب واليمنيين في قضية الجنوب (2-2)
المكلا برس - إعداد وصياغة / عوض علي حيدرة - امريكا التاريخ: 2/1/2009
1- الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل، كتاب: المقالات اليابانية، بتاريخ 8 أغسطس 1994م صفحة (124) و (125) :
أن تجربة الوحدة ومشهد الحرية ولو ليوم واحد ـ ما لبث أن بدأ يواجهان المشاكل صباح اليوم التالي للفرح، ونشأت أوضاع أدت باليمن الى أزمة خطيرة، وكانت بعض الاسباب من الداخل وبعضها من الخارج.
من الداخل – مثلاً- فإن قيادة الشمال تصورت أن الديمقراطية في دولة الوحدة الجديدة الوليدة تعني حساب أصوات الناخبين ومقاعد البرلمان ـ ولما كان الجنوب 2 مليون في مقابل 12 مليون في الشمال ـ فإن عملية حساب الاصوات والمقاعد خلقت إحساساً لدى قيادات الجنوب، بأن ما تم هو عملية ضم وليس عملية وحدة. أن الشمال اليمني إستطاع ـ كما إستطاع الشمال في الولايات المتحدة ـ أن يحمي الوحدة بقوة السلاح.
لكن أمريكا ليست اليمن. فقد أمكن حماية الوحدة في الولايات المتحدة في حمى المحيط الاطلنطي بعيداً ـ الى حد كبير ـ عن القوى المؤثرة من الخارج.. لكن الوحدة التي جرى إنقاذها أخيراً في اليمن لا تتمتع بهذا النوع من حماية الجغرافيا، فهي ما زالت في ركن محصور من شبه الجزيرة العربية وكل ما حولها معاد لها، والإنتصار الذي حققته في ميادين القتال ليس نهاية القصة وإنما هو على الارجح نهاية لفصل من قصة طويلة معقدة ودامية.
2- الصحفي سعيد عولقي، مُقشننين من اللجع إلى اللجع!، صحيفة الأيام العدد (4184) بتاريخ 26 مايو 2004م:
إعطوا فرص هنا قليل وهناك قليل حبة فوق وحبة تحت زي السيد لما يؤكل كلبه منشان يتبعه، لا تصدقوش المثل اللي يقول جوع كلبك يتبعك.. صح، لأنك لو جوعته با يرجع يأكلك يارب يا خويا يارب أقولها لكم بالفم المليان غلط وألف غلط.. الاستغلال والإحتكار والإستعمار يدور كذه بس بين الأهل والخلان؟ وزعوا قليل هنا.. وقليل هنا شاركوا الناس معاكم في خيرات بلدهم منشان يخف شغل (المفتليشن) قليل، والناس تقدر تتبارك معكم من اللي سخره الله لكل الناس.. ما يقعش كذه بلع مرطة واحدة.. على الأقل العصوا قليل بسنونكم، الله يكسر سنونكم.. تأكلوها من اللجع إلى اللجع ونحنا نتفرج.
3- الكاتب الصحفي أحمد عمر بن فريد، عفوا أيها السادة ... هذه (وحدتكم) وليست (وحدتنا)، صحيفة الأيام العدد (5166) بتاريخ 8 أغسطس 2007م:
يأتي يوم 2 أغسطس الماضي ليقدم بالدليل القاطع تجذر هذه النظرية وتأصلها في فكرهم (الوحدوي الخاص) وهو بالمناسبة (فكر انفصالي) بامتياز ومع مرتبة الشرف .. حينما تتحول مدينة عدن (المنطقة التجارية الحرة) إلى (منطقة عسكرية حرة) يطلق فيها العنان لقوات الجيش والأمن لضرب كل التجمعات الجنوبية بكل ما في حوزتهم من أسلحة .. ويصبح وجه الشاب حسين يحيى الكليبي (مباحا) ومساحة حرة لكي تستقر فيه قاذفة مسيلات دموع في وقت لم تهتز فيه شعرة واحدة لإحساس بشري عند من قام بإطلاقها وهو يعلم أنها ستقابل وجه بني آدم مثله.
إن هذه المفاهيم الوحدوية الخاصة .. والتي استوجبت خلق (قانون الثوابت الوطنية ) لقمع تحركات أبناء الجنوب , هي التي أوصلت أبناء الجنوب اليوم إلى قناعة تامة وكاملة بأنهم قد باتوا على هامش الوحدة التي صنعوها بأيديهم وقدموا في سبيلها الغالي والنفيس, وأنهم وبموجب هذه المفاهيم الخاصة قد باتوا (ضيوف ثقال) على شركائهم (الوحدويين) و(غرباء معدمين) في بلادهم.. وعليه فقد قرروا أن يعلوا صوتهم فوق ترابهم قائلين «إن هذه وحدتكم وليست وحدتنا» وإن هذا القانون هو قانونكم وليس قانوننا.
4- عضو مجلس النواب سلطان السامعي، مأساة الجنوب، موقع التغيير بتاريخ 15 فبراير 2008م:
لقد بات من حق هذا الشعب في شماله والجنوب أن يقاوم هذا الظلم والتعسف ولقد بدأت عجلة التحرر من نظام كهذا تدور بالوسائل السلمية لتسمع الإنسانية جمعاء ماذا يرتكب في حق الإنسانية في اليمن، ولن يستطيع هذا النظام إيقاف هذا التحرك بالمليارات والسيارات التي يوزعها لضعاف النفوس حتى يوقف هذا الهدير القادم من أعماق المأساة.
كل كوادر الجنوب مشردة في الداخل والخارج، فمثلا كان هناك 93 سفيرا جنوبيا لم يتبق منهم سوى ثلاثة في أعمالهم والباقون سرحوا قسرا، وقس على ذلك في كل المجالات.
إنها المأساة ... المأساة ... المأساة...
الكثير منهم أصيب بالصدمة، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من أصيب بالجلطة والشلل ومختلف الأمراض جراء هذه الصدمات التي يتعرضون لها ويتعرض لها يوميا شعبنا في الجنوب خاصة وفي اليمن عامة.
إننا لا نستجدي أحدا أن يتعاطف مع هؤلاء ولكننا نعرض المأساة على كل صاحب ضمير إنساني ليعرف حجم الكارثة المروعة التي يتعرض لها هذا الجزء الغالي من الوطن.
أقول لأولئك الذين يلومونهم عندما يطالبون بتقرير المصير، أقول لهم قبل اللوم يجب أن تعرفوا مأساتهم وحجم الضرر الذي أصابهم خلال سنوات ما بعد الحرب الظالمة.
هؤلاء الذين يتعرضون لهذه الكارثة هم الوحدويون أصلا، ومن أرتكب ويرتكب في حقهم هذه الجرائم والمآسي هو الأنفصالي سلوكا وممارسة.
وهل هناك وحدة بعد حرب 94 الظالمة ؟؟!! كلا.
5- الشيخ علي محمد ثابت، يشبم المهرجان والقضية، صحيفة الايام العدد (5349) بتاريخ 13 مارس 2008م:
لقد كان المهرجان وقفة هامة أمام واقع سيء تعيشه شبوة ويعيشه الجنوب قاطبة، ومحطة انطلاق نحو المستقبل، وتناولت الكلمات والقصائد الشعرية التي ألقاها عدد من الإخوة المشاركين في المهرجان ذلك الواقع بالعرض والتحليل واتخاذ المواقف والعمل على رفع الضيم، وأكدت الكلمات والقصائد والهتافات من الجموع الغاضبة أن مهرجان يشبم وكل ما سبقه من فعاليات الحراك السياسي الشعبي الجنوبي، وما حددت فيها من مواقف ورؤى سياسية ترفض الواقع المفروض على الجنوب، وتجعلنا نقول إنه بمنطق اللغة السياسية المعاصرة والمسئولة، فإن قضية الجنوب تعبر وبشكل جلي، عن حق شعب في تقرير مصيره، وهو حق مشروع في كل الأعراف والقوانين الدولية التي تنص على أن لكل شعب الحق في تقرير مصير أبنائه وثرواته ومستقبله، وهو حق سبق له أن تقرر بالاستقلال عن الاستعمار البريطاني، وقيام دولة الجنوب المستقلة، وكيانها الوطني المعروف للملأ.. ولايسقط هذا الحق تحت أي مبرر أو زيف، ويتحول أبناء الجنوب إلى أقلية منهوبة الأرض والحقوق والسيادة، تعيش على هامش الحياة وتعاني الفقر والإقصاء وطمس الهوية.
6- عبدالله إسكندر، اليمن: الثمن الباهظ لوحدة لم تكتمل، صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 9 أبريل 2008م:
لقد خيضت الحرب مع اليمن الجنوبي، تحت شعار منع الانفصال، لكن الأطراف الذين وقفوا الى جانب السلطة في هذه الحرب، وساهموا في القضاء على "الجنوبيين" وإعادة توحيد البلاد، يطالبون حالياً بعائدات هذا الموقف. وبين هؤلاء الاسلاميون سواء في حزب الاصلاح، الشريك في الحكم حتى وقت قريب، او القبائل التي تعتبر أنها تُستبعد شيئاً فشيئاً عن مغانم الحكم. في حين أن النهضة التنموية الموعودة في المحافظات الجنوبية لم تر النور. ولم تصل المصالحة السياسية مع الحزب الاشتراكي الحاكم سابقاً في الجنوب حيث جمهوره الاساسي، إلى مستوى الانصهار الوطني. فبات كل مطلب في هذه المحافظات يترادف سياسياً مع طموحات مستجدة نحو الانفصال.
7- وهيب سالم السعدي، الجنوب بين إستعمارين، عدن نيوز بتاريخ 13 أبريل 2008م:
ما يثير الغرابة هذه الأيام أن بعض ( إخواننا ) في الشمال يتحدثون عن الظلم الواقع على بعض مناطق ( جنوب الشمال )، فقد قرأت لكاتب من تلك المناطق قوله بالحرف: ( إذا كان الجنوبيون يعتقدون أنهم محتلون من 13 عاماً، فنحن محتلون من 30 عاماً...). وإنني أتساءل هنا: لماذا لا يتحرك هؤلاء طوال هذه الفترة؟؟ ونقول لهم: عليكم أن تحذوا حذو أبناء الجنوب، وعليكم أن تتعلموا من الجنوبيين كيف يجب مقارعة الظالمين، وكيف يجب المطالبة بالحقوق.
لقد قال الجنوبيون ( لا ) للاستعمار البرتغالي، و قال الجنوبيون ( لا ) للاستعمار الإنجليزي، وقالوا ( لا ) للاستعمار (اليمني).
وليس إمام نظام صنعاء إلا أن يدرك هذه الـ ( لا )،لأنها صرخة شعب تواق إلى الحرية، سلاحه الإرادة والإيمان الكبير بقضيته، وسيطالب بحقوقه دون ملل أو خوف، قال الجنوبيون ( لا ) وهم موحدون، متصالحون، متسامحون، تركوا الماضي ليفكروا بالمستقبل وينطلقوا إليه، وهذه الـ ( لا ) التي أطلقها الجنوبيون ستستمر حتى تصبح ألف ( لا )، وحتى يتحقق (الحلم) المنشود.
8- نبيل سبيع، في إنتظار أول تقرير مصير جنوبي: سياسة تفكيك الإحتجاجات ستدفعها الى السلاح، صحيفة النداء بتاريخ 15 أبريل 2008م:
الملامح العامة التي قد تدفع احتجاجات اليوم إلى خيار السلاح تتطابق كثيراً مع تلك التي جعلت من الكفاح المسلح سيد المشهد الجنوبي مطلع الستينيات.
بالنسبة إلى العالم والمخترع آلان كاي، فإن «أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي إختراعه». لكن خطوات السلطة في الجنوب (آخرها حملات الأسبوع الماضي والجاري) لا تمت، بصلة، إلى أي طريقة مسؤولة للتنبؤ بالمستقبل. إنها تطرد السياسة من معادلات إدارة الوضع، وتدفع الاحتجاجات بجلافة خارج مربعها السلمي. والأكيد أن على الرئيس صالح أن يبعث إلى الجنوب نوايا أخرى غير الدبابات، إذ من الكارثة التفكير في المستقبل بدماغ دبابة.
مؤشرات الأحداث ترفع من حصة السلاح في إدارة مسارات الأزمة، خلال الفترة القادمة. والباب مفتوح لهذا، بالنظر إلى جملة أمور منها أن الدم، الذي ظل اللاعب الرئيسي في معظم الصراعات السياسية والاجتماعية في التاريخ اليمني بشقيه الشمالي والجنوبي، قد تعاظم دوره خلال الحقبة الأخيرة في ظل غياب دولة القانون. إن الخيارات السلمية أمام الاحتجاجات الجنوبية تتقلص أكثر فأكثر. وإذا واصل الوضع هرولته هكذا، فمن المتوقع أن تلتفت الاحتجاجات إلى مثالين مُشجِّعين: حرب صعدة القريبة زمنياً والكفاح المسلح قبل نحو نصف قرن.
9- الدكتور حسن أبو طالب، اليمن.. قضية الجنوب تطل مجدداً!، الاهرام العدد (44326) بتاريخ 16 إبريل 2008م:
14 عاماً شهدت الكثير من التغيرات والتطورات لم تؤد إلي دولة وحدة قوية ومستقرة وناهضة كما أملت الغالبية العظمي من اليمنيين، ولم تقم نظاما سياسياً يستوعب القوي والأحزاب المختلفة، والتي وجدت نفسها خارج عملية التأثير في السياسة العامة رغم كل الجهود التي بذلتها، ومنها حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي شارك في حرب صيف 94 مع المؤتمر الشعبي، وبات الآن في المعارضة المحاصرة سياسيا. والملمح الأبرز أن مرور 14 عاماً لم يؤد إلي استيعاب طموحات الأجيال الجديدة التي نشأت في ظل الوحدة، لاسيما في المحافظات الجنوبية السبع، والتي يسودها شعور بالظلم وفقدان الهوية وغياب التنمية وانحسار حقوق المواطنة، وتواري المشاركة السياسية. ويتطرف بعض تلك الأجيال الجديدة بالقول أن ما يعيشونه هو احتلال شمالي يجب مواجهته بأي شكل كان، وهذا في حد ذاته تطور سلبي بامتياز. ويصف د. عبد الله الفقيه استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن ما حدث بعد الوحدة اليمنية أسوأ مما حدث بعد الثورة. فالدعوة للانفصال هي الحقيقة الوحيدة في كل المحافظات الجنوبية.
أما الدبلوماسي اليمني الأسبق عبد الله سلام الحكيمي فيري أن من ينادون بالانفصال اليوم هم من دافعوا عن الوحدةفي1994، لكنهم رأوا بأم أعينهم أثناء الحرب وبعدها أن الذين قاتلوا باسم الوحدة لم يكونوا وحدويين البتة ولكنهم يمثلون ذروة الفساد والقروية والمناطقية والطائفية والتخلف.
10- محمد أحمد البيضاني، رسالة الى محمد سالم باسندوة، عدن برس بتاريخ 5 أغسطس 2008م:
إن النفس البشرية، عالم مترامي الأطراف، ومن الصعوبة معرفته ، كانت هذه "الهوة" التاريخية ، والعامل النفسي، هو السبب الرئيسي للمشاكل، وجعل الوحدة من الأمور المستحيلة، لقد تركت المرارة في نفس الشمالي ضد الجنوبي عبر السنيين كثير من عوامل الحسد، بسبب الفارق الإقتصادي والمعيشي والثقافي، فنشأت هوة عميقة في العقل والنفس، وهذا ليس جديدا، إنه ضعف بشري، وهذا هو الواقع ولا يمكن الهروب منه، ومتواجد في كل المجتمعات الإنسانية، منذ خلق الله البشر، وبعد توقيع الوحدة المشؤمة، حدث غزو بشري نحو مناطق الجنوب من جانب المواطنين ومن جانب الدولة، وإحتلال الوظائف والسيطرة الكاملة على الجنوب، وإذا تكلم أي إنسان، قالوا له " إنفصالي " ، إن الإمام والإمامة ودولة صنعاء الحالية، الغارقة في أحلامها وحقدها، لم يكن لديهم سوى هاجس واحد ولا سواه، وهو ( شمللت الجنوب )، إن الحلم للوصول إلى شواطئ عدن هو الهاجس الأبدي الذي كانت يداعب أحلام الأئمة في بيت حميد الدين، وبعدها حكام الجمهورية العربية اليمنية، وهي الخطة في تحويل أرض الجنوب العربي، إلى أراضي شمالية، إن عامل الحقد والصراع النفسي، طوال العصور قد جعل الشمال يغرق في تخيله وأوهامه، أن الصدق والإحساس نحو الآخرين قد انتهى، حدث تطور في الجنوب منقطع النظير، وكان أمامه تخلف في الشمال، يدعو إلى ألآسف، إن بناء الدول والمجتمعات ، لا يتم بالبساطة والعفوية، وإستعمال بلاغة اللغة، والشعارات الوطنية البراقة، هذه المفردات في اللغة، يجب أن يكن لها نهاية، إن الأطفال في عدن، لا يجدوا القوت الصحي النظيف، ولا يوجد دواء في المستشفيات ولا حليب للأطفال. أنما يوجد كلام خطب وشعارات وأناشيد وطنية.
|