الدكتور حسن أبو طالب،
اليمن.. قضية الجنوب تطل مجدداً!،
الاهرام العدد (44326) بتاريخ 16 إبريل 2008م:
14 عاماً شهدت الكثير من التغيرات والتطورات لم تؤد إلي دولة وحدة قوية ومستقرة وناهضة كما أملت الغالبية العظمي من اليمنيين، ولم تقم نظاما سياسياً يستوعب القوي والأحزاب المختلفة، والتي وجدت نفسها خارج عملية التأثير في السياسة العامة رغم كل الجهود التي بذلتها، ومنها حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي شارك في حرب صيف 94 مع المؤتمر الشعبي، وبات الآن في المعارضة المحاصرة سياسيا. والملمح الأبرز أن مرور 14 عاماً لم يؤد إلي استيعاب طموحات الأجيال الجديدة التي نشأت في ظل الوحدة، لاسيما في المحافظات الجنوبية السبع، والتي يسودها شعور بالظلم وفقدان الهوية وغياب التنمية وانحسار حقوق المواطنة، وتواري المشاركة السياسية. ويتطرف بعض تلك الأجيال الجديدة بالقول أن ما يعيشونه هو احتلال شمالي يجب مواجهته بأي شكل كان، وهذا في حد ذاته تطور سلبي بامتياز. ويصف د. عبد الله الفقيه استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن ما حدث بعد الوحدة اليمنية أسوأ مما حدث بعد الثورة. فالدعوة للانفصال هي الحقيقة الوحيدة في كل المحافظات الجنوبية.
أما الدبلوماسي اليمني الأسبق عبد الله سلام الحكيمي فيري أن من ينادون بالانفصال اليوم هم من دافعوا عن الوحدةفي1994، لكنهم رأوا بأم أعينهم أثناء الحرب وبعدها أن الذين قاتلوا باسم الوحدة لم يكونوا وحدويين البتة ولكنهم يمثلون ذروة الفساد والقروية والمناطقية والطائفية والتخلف.
|