[مدفع الجنوب]

اللسان المناطقي خطر يداهم القضيةالجنوبية
بقلم الكابتن / أنيس قاسم المفلحي - المكلا برس التاريخ: 1/1/2009
في ظل ماتشهده الجنوب من تعاظم حراك ومقاومة شعبية شرسة اربكت نظام السابع من يوليو واصبحت بالفعل في مرحلة نضوج نضالي متقدم ومشهود لشعبنا الجنوبي, لكن ما يفاجئنا هو ان هناك في المقابل ارباك في صفوف قيادات الحراك الجنوبية سببها تتطفل وتدخل اصوات نشاز التي تتسلق بخيوط اوهام مناطقية, بل لمن الغريب ما يتردد هذه الايام من بعض المفلسين ومروجين الفتنة و ثقافة مصطلح ومفهوم المناطقية او بالاصح من يضرب على وتر ومصطلحات دخيلة لم تكن معروفة في بداية الحراك الجنوبي , ان بعض من مروجيها ليس عن عنوة او عن قصد , بالطبع قد يكون عدم وعي وعلينا ان نضعها لهم في خانة بما تسمى بطيبة الخاطر التي جعلت من مشاعر بعض شبابنا الجنوبي الجياشة التفاعل باسلوب مناطقي الذي امتزج وتشابك بين مفهوم اخلاصهم وحبهم لقضيتهم الجنوبية وبين هذه الافكار الخطيرة, والبعض الاخر اعتقد انهم مأجورين من نظام الاحتلال الذي يتعمد عبرهم اثارة الفتنة, و المشكلة الكبرى ان كلا الحالتين تقود شعبنا الى مسير و مشوار نضالي طويل وعوائق ومصاعب بالتأكيد سترجعنا الى المربع الاول , لن تكتفي بذلك بل الى تفكيك النسيج الجنوبي الواحد ولهذا سيكون الاطار البديل للنضال عن القضية الجنوبية هو الاطار المناطقي الذي سيسبب عجز وطني يسمح لنظام صنعاء بدفع نضال شعبنا التحرري الى الانتحار .
اني اكتب حول هذا الموضوع حتى انبه واحذر من تفاقم مثل هذه الأفة و الشائعات، أن المناطقية بذرة سيئة وشرارة يجب وأدها في مهدها، وإخمادها قبل استفحالها واستشرائها، ان نار مفهوم المناطقية المستعرة و شرارها الذي سيحرق كل ما يخدم قضيتنا الجنوبية الرئيسية مازال في بدايته بسيط و متواضع ومحصور على جماعة معينة الى حد ما , ثم ان تجاهلها سيجعلها تلبث في أن تتنامى وتشتب و تنتشر نارها في اوساط العامة ، خاصة حين يتلقفها مؤجورين نظام صنعاء من لهم المصلحة في تمزيق وحدة الصف الجنوبي و الثورة الجنوبية , حينئذ ماذا سيحصل ؟ ستتعسّر السيطرة على هذه الفتنة وسيكون معالجة هذه الافكار الضالة المنحرفة والهدامة صعب احتوائها بسرعة ، وبالتالي سيؤدي الى تقويض الهدف الحقيقي لقضيتنا الجنوبية في متاهات يصعب تحديد خللها لان اطرافها ومصادرها ستتشعب وهذا ما سيخدم نظام الاحتلال لكن نتمنى من عناية اللّه سبحانة وتعالى ومن ثم حزم وحنكة قيادتنا الجنوبية في الداخل من جهة ومن جه اخرى ايضاً قوة تلاحم ورص صفوف شعبنا الجنوبي الذي سيكون لهذه الفتنة بالمرصاد ويتطلب منا جميعاً في الداخل والخارج بذل جهوداً مضنية في محاربة هذه الافة .
فقد بدأت بذور اهواء وفتنة المناطقية بالهمس والعيب بأن فلانا ينتمي الى منطقة فلان او ان منطقة كذا لابد ان يكون لها هكذا , ومن المؤسف ان المشكلة وجدت آذاناً صاغية عند بعض طوائف من الشباب الذين يفتقرون الخبرة و لم يتعلموا من دروس الحياة التي جعلتنا ممزقين وفي شتات وفرقُة قادتنا الى يد من لا يرحم .
ان استمرار بث وترسيخ مثل هذه الافكار ( المناطقية ) الهدامة والعياذ باللّه ستجعل من حزمة وعصبة شعب الجنوب الواحدة فرقاً وشيعاً .
أن مبادئ الاخاء التي تم ترسيخها هي مبادئ منبثقة من منطلق المشاعر الصادقة للتصالح والتسامح والتضامن جعلتنا فرقة واحدة وجماعة واحدة بعيدة عن المناطقية ، وبعد هذا الاستقراء المختصر و توضيحي مدى خطورة و تأثير نشوء مثل تلك المصطلحات و المفاهيم على المقاومة والحراك الجنوبي بل على وحدة شعبنا الجنوبي , صحيح أن بداياتها تكون صغيرة لكن ما تلبث أن تنمو رويداً رويدا حتى تكون كالورم الكبير فيصعب اجتثاثه حينئذ , لذا فأن علينا التوعية في مدى خطورة المراحل القادمة وعلينا اعداد جيل من الشباب يؤمن بالمشاركة الايجابية في الحراك والمقاومة الجنوبية دون اي مصطلحات ضيقة هدامة ضد اعتى نظام يعادي الصف الواحد واللحمة الجنوبية الواحدة .
ان توجيه حماس شبابنا الى الطريق الصحيح اولا حبهم للجنوب ونشر وترسيخ المحبة والاخاء بين الاسرة الجنوبية الواحدة من المهرة غرباً الى باب المندب شرقاً لهو انتصار حقيقي لهدف شعبنا في تحرير جنوبنا المحتل من نظام التخلف في صنعاء .